العمر سريع فلا داعي لإضاعة طاعة الله لأجل لذة فانية ومتعة زائة تتبعها حسرة وندامة
نعم الله علينا كثيرة جدا ولا يمكن عدها حتى لو وظفنا أشخاصا مهمتهم فقط أن يعدوا نعم الله ما قدروا على عدها بل إنهم لن يقدروا على عدِّ ولا حتى نعمة واحدة قال الله عز وجل : { ...... وَإِن تَعُدُّوا۟ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ لَا تُحۡصُوهَاۤۗ إِنَّ ٱلۡإِنسَـٰنَ لَظَلُومࣱ كَفَّارࣱ }
إِبۡرَاهِيمَ: ٣٤ ....
وقال في موضع آخر:{ وَإِن تَعُدُّوا۟ نِعۡمَةَ ٱللَّهِ لَا تُحۡصُوهَاۤۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَغَفُورࣱ رَّحِیمࣱ } النَّحۡلِ: ١٨....
ومن نعم الله ما هو ظاهر ومنها ما هو باطن قال جل جلاله { أَلَمۡ تَرَوۡا۟ أَنَّ ٱللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَمَا فِی ٱلۡأَرۡضِ وَأَسۡبَغَ عَلَیۡكُمۡ نِعَمَهُۥ ظَـٰهِرَةࣰ وَبَاطِنَةࣰۗ وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن یُجَـٰدِلُ فِی ٱللَّهِ بِغَیۡرِ عِلۡمࣲ وَلَا هُدࣰى وَلَا كِتَـٰبࣲ مُّنِیرࣲ } لُقۡمَانَ: ٢٠.... والنعم الظاهرة كالاكل والشرب واللباس وغيرها أما النعم الباطنة كنبض القلب والتنفس والمشي وغيرها وهناك نعم لا نعلمها كذلك و وهناك أعظم نعمة وهي نعمة الاسلام والشريعة المحمدية التي لا يبدلها عاقل وقد توعد الله تعالى من يبدل نعمة الله فقال جل في علاه { ........ وَمَن یُبَدِّلۡ نِعۡمَةَ ٱللَّهِ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَاۤءَتۡهُ فَإِنَّ ٱللَّهَ شَدِیدُ ٱلۡعِقَابِ } البَقَرَةِ: ٢١١......
فالإنسان لم يبدل نعم الله التي توافق هواه كالاكل والشرب واللباس والنوم والنكاح وغيرها
وإنما يبدل من شريعة الله ما يعارض هواه فيبدل الحلال بالحرام فيأتي المحرمات ويترك
الواجبات ومن ذلك نعمة الحجاب فمن بناتنا للأسف ابوها لم يعوداها على لبس الحجاب إما جهلًا منهم لحقيقة الحجاب والذي هو أن تغطي المرأة كامل بدها والذي هو كله عورة {بإجماع العلماء} إلا الوجه والكفين ففيهما خلاف ، وليس تغطية الشعر فقط فهذا جزء صغير من الحجاب وليس هو الحجاب ......
وأما أنهم يرون أن ابنتهم لا تزال صغيرة فهم بذلك للأسف يأخرون تحجيبها حتى وهي بالغة والقلم جار عليها ومكلفة وتأخذ الإثم لعصيانها وتأخذ إثم كل من ينظر إليها من الأجانب والوالدان يأخذان اثمها واثم كل ناظر إليها غير إثمهم لتقصيرهم لعدم أمر ابنتهم بالحجاب وتعويدها عليه وهذه كارثة ثم إنهم بذلك يربونها على عدم الحجاب
أو أن الحجاب خيار وهو ليس كذلك
قال تعالى:- { وَمَا كَانَ لِمُؤۡمِنࣲ وَلَا مُؤۡمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥۤ أَمۡرًا أَن یَكُونَ لَهُمُ ٱلۡخِیَرَةُ مِنۡ أَمۡرِهِمۡۗ وَمَن یَعۡصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدۡ ضَلَّ ضَلَـٰلࣰا مُّبِینࣰا}
الأَحۡزَابِ: ٣٦.....
.
وكذلك يفعلون مع الصلاة فربما صعب أمرها بالحجاب والصلاة بعد ذلك في (سن الثامنة عشرة -العشرين ) وما بعد.......
وهي ليست صغيرة كما يظنون بل هي كبيرة وينبغي التعامل معها على أنها كذلك ولا ينبغي التساهل خاصة إذا كانت بالغة أو ناهزت البلوغ وكانت من أصحاب الحجوم المتوسطة أو الكبيرة وحتى وإن كانت من الأحجام الصغيرة ولم تبلغ فيفضل تحجيبها قبيل البلوغ لتعتاد عليه هو والصلاة و ينبغي أن نخبرها أنها ستمر بفترة كل شهر لا تصوم فيها ولاتصلي لكي لا تتفاجأ ثم إن سن بلوع الفتاة يتفاوت من فتاة إلى أخرى فبعضهن تبلغ قبل العاشرة وبعضهن بعد العاشرة والبعض الآخر يتأخر بلوغهن إلى الثانية أو الثالثة عشر ونادرا تجاوز ذلك ثم إن وجوب الحجاب لا علاقة له بالسن فالسن رقم فالحجاب يجب عليها اذا بلغت حتى وإن كان حجمها صغير والافضل تعويدها بالتدريج منذ السابعة بدون تشديد ونشدد اللهجة عند العاشرة وإما لوجود ثقافة أنا احسن من غيري عندهم وهناك لبس افضل من غيره لكنه ليس حجابًا ثم إن هذا الظن هو عجب أن تظن انك لا يجوز وإما أنهم يظنون أن اللباس حرية شخصية وهذا غير صحيح فشرائع الله الواجبة الزامية وليس كالنصارى الذين ليس عندهم شرائع إلزامية وإنما عندهم يليق ولا يليق وليس عندهم محرم وواجب والإنسان بطبعه لا يرتدع إلا إذا قيل له لا تفعل هذا حرام وإفعل هذا واجب ولو قيل مثلاً للنساء ليس من اللائق أن لا تتجبن لما استجابت أي امرأة أو فتاة أبدًا فهذا لا يستقيم ......
وإما أنهم يتبعون هواهم ويسمون الاشياء بغير مسمياتها فيقولون هذا اللباس (الحجاب) ليس (مش،مو) لعمر بنتي !! أي عمر؟؟ ومن قال هذا ؟؟
الحجاب واجب على كل فتاة منذ أن تبلغ بظور العلامات أو إذا أكملت الخامسة عشرة إذا لم تظهر علامات وكان عمر السيدة عائشة ام المؤمنين زوج النبي صلى الله عليه وسلم الصديقة بنت الصديق رضي الله عنهما في الحادية عشرة عندما فرض الحجاب وكان ذلك في السنة الخامسة للهجرة النبوية فد
وهذا تهرب ثم إنها عندما تبلغ العشرين هل ستتحجب؟؟؟ وكيف ستتحجب وهي لم تعتد عليه عندما قاربت البلوغ وفي بداية بلوغها ولم تحبب به وكان من الواجب على ولديها أن يعوداها
على الحجاب ويحبباها به منذ سن العاشرة أو قبل ذلك وإما أنهم يقولون كما من يقول البعض للأسف "اتركها لما تكبر بتختار تتحجب أو لا " كأن الحجاب أصبح خيارًا !!!!!!
وإنما الواجب على المسلم أن يوقن ويسلم أنه لا يصلحه إلا اتباع شرع رب العالمين وأنه لم يشرع لنا إلا فيه صلاح دنيانا وأخرانا دون البحث عن الحكمة فنحن لا نحتاج لمعرفة الحكمة لنسلم فنحن نعلم أن هذه الشرائع
هي من الحكيم سبحانه وتعالى........
فهو يعلم ماكان وما سكون والذي لم يكُن يعلم لو كان كيف سيكون......
وإنما نقول كما قال تعالى على لسان مؤمن آل فرعون: { وَأُفَوِّضُ أَمۡرِیۤ إِلَى ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ بَصِیرُۢ بِٱلۡعِبَادِ } غَافِرٍ: ٤٤.....
فالواجب التسليم لأمر الله عرفنا ام لم نعرف الحكمة ونشكر النعمة بدلًا من تبديلها بنعم زائل ولذة عاجلة وأمور ثانوية يمكن التخلي عنها....
والله هو الموفق قال تعالى على لسان نبيه شعيب عليه وعلى نبينا الصلاة السلام {وَمَاۤ أُرِیدُ أَنۡ أُخَالِفَكُمۡ إِلَىٰ مَاۤ أَنۡهَىٰكُمۡ عَنۡهُۚ إِنۡ أُرِیدُ إِلَّا ٱلۡإِصۡلَـٰحَ مَا ٱسۡتَطَعۡتُۚ وَمَا تَوۡفِیقِیۤ إِلَّا بِٱللَّهِۚ عَلَیۡهِ تَوَكَّلۡتُ وَإِلَیۡهِ أُنِیبُ } هُودٍ: ٨٨....
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات