في منتصف الليل و دون سابق إنذار أجد نفسي هائما في بحر مائج بالخواطر. هل ترى حبر قلمي ينفَس عنَي ؟


الحياة يا صديقي إنما هي لحظات تمر و تمضي أمام العين جميلة في مظهرها مؤلمة في باطنها حاقدة على ناكرها , لكن هيهات فقليل من يعي قيمة الحياة و يليها إهتمامه الخاص ,إهتماما غير مشوب بهوى مطلق العنان, بل إهتمام كيًس بمستقبله و مستقبل البشرية كافة .


كلنا نعي أن الحياة إلى زوال, لكن قليل منًّا من يحاول إستثمار أيامه في محاولة لتخليد ذاته : تخليد الذات بند من البنود الرئيسية في دستور الحياة ، أما البند الأساسي فكلنا من أدم و أدم من تراب .

أتساءل أحيانا عن غايتي و أهدافي في الحياة: هل نسجتها على حسب إرادتي أم إرادة الآخرين؟ هل بنيت معرفتي عن الحياة عبر أحكام مسبقة ؟ أم كل هذه التساؤلات تنطوي ضمن زوبعة الخوف ؟ الخوف من زلات الماضي و المستقبل جمعا.


أختلف أحيانا إلى معجم النجاح فلا أفتئ بمفردة أو بعبارة قد تأصل للخوف أو تدعو له، زد على ذلك، فسير القادة و العلماء الكبار تزخر بمغامرات غيرت حياتهم رأسا على عقب ، مغامرات قد جردت الخوف من معناه ، وأنا أظل هائما غارقا في غيابات جب مكفهر ، لا أكاد أرى نور الحياة و مميزاتها ، أنظر من أفق واحد في حين أن الأفاق عديدة و إمكانية النظر إليها متاحة للجميع ، فما هي السبيل نحو الإلتحاق بركب العظماء و الكبار ؟ كيف لي أن ألج هناك و التجرد من كل سماتي السيئة ؟ فليس هناك ما يسمى برداء يخفي العاهات النفسية بل السبيل الوحيد هو أن نؤمن بقدراتنا. لا تقلل من همة الشخص، فهمة الإنسان عالية ما دام دربه السمو نحو المعالي وما دام قادرا على الصمود لأي محاولة تزعزعه عن عرشه ، فلكل إنسان عرشه وخير الناس من حفظ هيبة عرشه .


و بين خاطرة الإيمان بالقدرات و تخليد الذات خواطر شتى أترك لكم الفرصة لإستكشافها و محاولة تحليلها خلال رحلتكم في عالم الحياة.



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات مهدي البنوني

تدوينات ذات صلة