ليس كل مشهور إنسان سوِي وملهِم، بعضهم يشكلون أذى حقيقي على مجتمعنا...
فجأة يكون من المفروض عليك أن تسأل نفسكَ بعد متابعة العديد من مقاطع الفيديو القصيرة على مواقع التواصل الاجتماعي:
"كيف وصل بنا الحال إلى هنا، ومن ذاك الذي سيتابع أشخاصًا يتصرفون بغباءٍ مُفرِط طمعًا بالشهرة؟"
الحياة تتغير بسرعة كبيرة وكذلك تؤثر على الأشخاص وتكوينهم النفسي والبشري، ولكن لا أظنُّ أنها تنزلُ بهم لهذه الدرجة دون إرادةٍ حقيقيةٍ منهم، لماذا تظهر الآن أنماطٌ شاذة ولا يمكن القول عن أصحابها بأنهم "أشخاصٌ أسوياء" أبدًا؟
ما يُثير فيَّ العجب أنهم يظهرون بكامل ثقتهم على الرغم من أن ما يقومون به يعد بالنسبة للأشخاص الأسوياء قمة السخف والقرف ربما!
هل يصل هوسُ الشهرة على مواقع التواصل الاجتماعية لهذه الدرجة؟
الغريب في الأمر أنهم يحصدون شهرة واسعة جدًّا!
وبالتالي تراهم بانتشارٍ متزايِد ومستمر، لا أعلم من أين تأتي الجرأة لإنسانٍ طبيعي ليمارس السخف والانحطاط الأخلاقي والغباء أيضًا.. ما السر في ذلك يا ترى؟
إنَّ التوعية بتدنِّي مستوى محتوياتهم مهمة، فهي إن لم يتابعها شخصٌ سوِي عُرضة لأن يتم مشاهدتها من قِبل الأطفال الذي يقومون بدون إدراكٍ منهم بتقليد كل ما يرونه أمامهم، فهم لا يعرفون المحتوى المناسب لهم، يشاهدون فيضحكون ويقلِّدون، والأصعب من كل ذلك والمخيف أيضًا أن يتحول أولئك الأشخاص لقدوةٍ يقتدي بها أطفالنا!
الأمر المحيِّر بالنسبة لي هو من ذاك الذي يحاول مساعدتهم على الظهور، وكيف لبرامج التلفاز المحترمة التي من المفترض أن تقوم بتسليط الضوء على الأشخاص الذين يستحقون حقًّا أن تتركهم لِتستضيف أولئك، في حين أن المبدعين حقًّا يملؤون الدنيا بأكملها، وربما ينتظرون الفرصة للظهور وإيصال أفكارهم النَّيِّرة وإبداعاتهم التي تستحق للعالم؟
هل يُستخدمون أيضًا من أجل زيادة انتشار تلك البرامج وكثرة مشاهدِيها؟ هل صاروا حقًّا الوسيلة من أجل إنجاح أي عمل تلفزيوني؟
للأسف.. أحيانا نساهم نحن وبطريقةٍ لا إرادية بانتشارهم حين تظهر لنا إحدى مقاطعهم فنضحك ونقوم بدورنا بإرسالها لأصدقائنا بنيَّة أن يضحكوا معنا..
وفي النهاية نجدهم ينتشرون ويتزايدون!
تلك الشريحة يجب أن تتقلص وبطريقة ما، لذلك فمن المهم والضروري جدا إدراك ما نقوم بمتابعته من حسابات وأصحاب محتوى، ولتكن من أجل صنع فارق في حياتنا وتعلم أشياء جديدة تزيد من شغفنا لما نُحب تقديمه من إبداعات جميلة، ومن جانب آخر علينا نحن كمبدعين وصناع محتوى هادف دعم بعضنا البعض، ومساندة بعضنا البعض والمساهمة بنشر كل ما هو مفيد وأخلاقي على جميع مواقع التواصل الاجتماعي ربما تتقلص المنشورات التافهة والغير أخلاقية حينها، وربما يقل عددها الهائل.
"جميعنا مسؤولون عن الأجيال القادمة، فلنساهم بأن نترك لهم ما يجعلهم يرتقون بأمتنا ومجتمعنا بدلًا من أن يفكروا بالانحِطاط كما يفعل البعض اليوم!"
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات