اقبل، ليس عليك أن تقاوم دومًا، توقف قليلا وخذ وقتك للتفكير والعودة بهدوء وشغف!

يختلِف إدراكنا للأمور عامًا بعد عام، وربما يومًا بعد يوم!

العالم يمشي بسرعة كبيرة، ومع كل خطوة من خطواته تتغير الكثير من الأشياء في تصرفاتنا، نظرتنا للأمور، إدراكنا لأمور أخرى، وفهمنا لحقائق ما كنَّا لنفهمها قط!

فما كنا بالأمس لا نُعِره أي اهتمام، نجدنا اليوم نهتم بأدقِّ تفاصيله!

وما كنا نظنه بالأمس جيدًا أم سيئًا، نتأكد من سوء ظنوننا أو حسنِها اليوم!

وما كنا نخافه بالأمس نجد اليوم بأننا نركض نحوه ملءَ إرادتنا وبكامل وعيِنا!

وما كنَّا نرفضه بالأمس نبحث عنه اليوم بكامل رغبتنا!

الحياة تتغير وكذلك نحن، نتغير وتتغير معنا مفاهيمنا وأفكارنا وأحلامنا وطموحاتنا، وربما مشاعرنا أيضًا!

كل ما علينا فعله حِيال ذلك هو القبول!

أن نتقبَّل كل ما يحدث ونمشي معه، أن ندرك أنها طبيعةٌ لا خلاص منها.

دائمًا كنتُ أقول بأنَّ علينا مقاومة الصعوبات من أجل أن نبقى على قيد القوة والثبات، لكنني اليوم أدركتُ أن فعل المقاومة لا يتماشى مع كل الصعوبات، بعضها لا يحتاج سوى القبول والهدوء وانتظار الأزمة حتى تمرَّ بلطف.

قد تطول فترة مرورها لكنها على أية حال ستمر عاجلًا أم آجِلًا، فما من حلٍّ لها سوى الصبر والهدوء، لأننا إن تعاملنا معها بسلوك المقاومة لن نحصل إلا على التوتر والغضب الدائم وزيادة الأمور سوءً!

كثيرًا ما اعتقدتُ بأنَّ على الإنسان أن لا يتوقف لحظةً عن سعيه المستمر للوصول حيثُ يطمح، لكنني اليوم أجد نفسي متوقفة تماما!

في البداية اعتقدتُ بأنه سوء اهتمامٍ مني وتقصيرٌ واضح وصريح، ولذلك دخلتُ وسط دوامةٍ واسعة من اللوم وتأنيب الضمير وإجبار نفسي التي هي بحاجةٍ فعلًا للتوقف قليلًا على مواصلة السعي، حتى وصلتُ لمرحلةٍ صرتُ أسأل فيها نفسي بقسوة: "هل يستحق الأمر كل ذاك العناء؟"

لأتوقف قليلًا وأعطي نفسي الفرصة لالتقاط أنفاسها واستعادة اتزانها. وهذا ما أنا عليه منذ فترة.

والنتيجة، ها أنا عدتُ للكتابة هذه اللحظة!

وقد أعود لأشياء أخرى تركتها منذ زمنٍ بعيدٍ من تلقاء نفسي أيضا!

ما أردتُ إيصاله إليكم أنَّه من الطبيعي جدًّا أن تتوقفوا عن سعيكم إذا ما احتجتم لذلك ببعض الأمور، لا بأس فالمهم أن تدركوا جيدًا أنها مجرد فترة مؤقتة وستنتهي.


مياس وليد

Mayas walid

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات Mayas walid

تدوينات ذات صلة