في هذه التدوينة، تعرّف على يرقة الموكب، حشرة خطيرة تعيش في غابات الصنوبر, تطلق شعيرات مهيجة للجلد و الجهاز التنفسي. كيف نحمي أنفسنا منها؟
يرقة الموكب: خطر خفي في الغابات
يرقة الموكب, تُعد من الآفات الخطيرة التي تهدد الغابات، خصوصاً غابات الصنوبر والبلوط و صحة الانسان أيضا. على الرغم من أن الحشرة البالغة (الفراشة) لا تشكل تهديداً كبيراً، فإن الخطر الحقيقي يكمن في مرحلة اليرقة المغطاة بشعيرات دقيقة وسامة.
الأنواع وأماكن الانتشار
تنتمي هذه اليرقة إلى جنس Thaumetopea، حيث يختص:
النوع Thaumetopea pityocampa بأشجار الصنوبر، بينما يستهدف Thaumetopea processionea أشجار عائلة البلوط.
سُميت بـ”يرقة الموكب” بسبب طريقتها الفريدة في التنقل: تسير اليرقات في صف واحد منتظم يشبه الموكب، الواحدة خلف الأخرى.
تنتشر هذه الحشرة في أوروبا، الشرق الأوسط، ودول ساحل البحر الأبيض المتوسط.
خطورة الشعيرات السامة
أكثر ما يميز يرقة الموكب هو شعيراتهاالقابلة للانفصال بسهولة عند تعرضها للتهديد. تحمل هذه الشعيرات بروتيناً مهيجاً, ثاوميتوبوين, يُشبه تأثير نبات القريص، ويُطلق عند انكسار الشعيرة.
تصل الشعيرات المتطايرة إلى عشرات الأمتار بفعل الرياح، وتسبب عند ملامستها الجلد أو الأغشية المخاطية (العين، الأنف، الفم) الأعراض التالية:
• بثور وحكة شديدة واحمرار،
• رد فعل تحسسي مفرط قد يؤدي إلى انخفاض الضغط أو الإغماء،
• عند استنشاقها: صعوبات في التنفس، سعال، عطاس، ونوبات ربو.
أنواع التعرض لليرقات
يمكن تصنيف آثار الشعيرات حسب طريقة التعرض:
• اللمس المباشر: التهاب جلدي، تهيج في العين.
• الانتقال الهوائي: تهيج في الجلد والجهاز التنفسي.
• التعرض المتكرر (خصوصاً لدى عمال الغابات): يمكن أن يؤدي إلى تحسس مزمن بسبب بروتينات الثاوميتوبوين التي تحفّز الغلوبولين المناعي IgE.
دورة حياة يرقة الموكب
لفهم فترة الخطر، من الضروري التعرف على دورة حياتها التي تنقسم إلى مرحلتين:
1. المرحلة الهوائية: تضم البيض، اليرقة، والفراشة.
2. المرحلة الأرضية: طور العذراء (الشرنقة).
• تضع الفراشة بيضها بشكل حلزوني حول إبر الصنوبر خلال فترة حياتها القصيرة (2–3 أيام).
• تفقس البيوض خلال 30 إلى 45 يوماً، وتخرج اليرقات عادة بين تموز وأيلول حسب المناخ.
• تمر اليرقات بخمس مراحل نمو (انسلاخات)، وتبني أعشاشاً حريرية تحتوي عادة على 100 إلى 200 يرقة.
• بعد الانسلاخ الرابع، تنتقل إلى أعشاش شتوية أكثر كثافة مواجهة للشمس، تكون واضحة على الأشجار في شهر أيلول.
• تتغذى ليلاً متطفلة على أوراق الصنوبر و تعود نهاراً إلى أعشاشها.
في نهاية الشتاء (اذار–نيسان)، تنزل اليرقات من الأشجار في “موكبها الشهير” لتدفن نفسها على عمق 10 سم في التربة وتدخل طور العذراء ضمن شرنقة. تتحول لاحقاً إلى فراشات في أواخر الصيف، ويتكرر التزاوج ووضع البيض من جديد.
سبل الوقاية
للوقاية من أضرار يرقة الموكب:
• تجنّب الاقتراب من الأشجار المصابة، خاصة للأطفال.
• ارتداء ملابس طويلة عند التجول في مناطق غابات الصنوبر والبلوط.
• تجنب لمس العينين أو الفم عند التواجد في تلك المناطق.
طرق المكافحة
تشمل الطرق الفعّالة للتقليل من خطر انتشار اليرقات:
• إزالة الأعشاش من قِبل مختصين.
• تركيب مصائد حلقية حول جذوع الأشجار قبل موسم الشتاء لاعتراض اليرقات المتجهة إلى التربة.
• استخدام مبيدات طبيعية تتناسب مع البيئة.
أخيراً…
يرقة الموكب لا تشكل خطراً على الإنسان فحسب، بل تُعد تهديداً للحيوانات أيضاً، وخاصة الكلاب والقطط، التي قد تتعرض لأعراض خطيرة عند ملامستها أو استنشاقها للشعيرات
فاحذر و لا تلمس!!!!!
التعليقات