دكان النوستالجيا يفتح أبوابه ليصبح أكسيراً للحياة ومأوى أمن للمشاعر والأفكار
دكان النوستالجيا
(النوستالجيا هي كلمة لاتينية من ضفرين نوستا أي الحنين لجيا أي الماضي)
الحنين تجارب قديمة متراكمة داخل دكان مزدحم بالمشاعر
الحنين جسر من المشاعر يبعث الدفء داخلياً ثم ينسحب تدريجياً....
هل العقل يستعيد الذكريات?!.....فيشتعل الحنين ...
.أم أن كل تصرفات الحاضر من بواعث ذكريات وتجارب الماضي...هل الحنين هو رومانسية القلوب الصافية أم حسرة القلوب المكلومة ....
هل الحنين فشل نوعي لتحقيق نجاح في الحاضر لذلك تكون المحاولة للعودة اللي الماضي هي الأمل الأخير ....
هل الحنين أصبح يتراءى الأن داخلنا بقوة عندما غامت ملامح المستقبل....وسط حروب وصراعات وأوبئة وأمراض مزمنة...
الحنين ألة زمنية تعود بنا للماضي بتفاصيل أحتفظ بها العقل داخل خزائن مصفحة
...دائماً يستعيدها العقل بدون أن يدركها أنها تجارب سابقة...
والحنين مرتبط بالزمن لا بالوقت والفارق كبير....فالشغف مرتبط أكثر بالوقتوالحنين مرتبط بالزمنالوقت والزمن هما قطاران أكسبريس الأول يمشي على قضبان محددة والثاني منطلق بلا رادع الأ الخالق والذي يتحكم في حدود المكان وفي محدودية الزمن .....الزمن والوقت ليسوا مترادفان لأن الوقت جزئي ومحدد ويمكن السيطرة عليه أم الزمن فلا .....................
.لكن الأن في 2021 صار الحنين هو المأوى الأمن للمشاعر والأحاسيس الرومانسية .. ..
.جعلت التكنولوجيا قطار الوقت بلا قضبان ملموسة ليلهث الجميع في العمل في الحياة الأجتماعية يلهث وراء الأخبار الأصدقاء....الجديد في الموضة...ومع سهولة الحصول على كل شيء بكبسة زر... ...
أختفى الشغف وتماهى رويداً رويداً.....
وذلك بعد أن أصبح الأنسان يحصل على كل شيء وهو على مقعد وثير...علاقة صداقة ....علاقة حب......ملابس....أفلام...مسلسلات.....
أنت صرت ملك بلا عرش ولا مملكة فبدا الشغف بريق خفيف سرعان ما أنطفيء نهائياً .....
فالشغف ينشئ عندما تحاول الحصول على الشيء وتتأرجح نسب نجاحك على الأقل 50% اللي 50% ولكن أن تحصل على كل شيء بدون مجهود يذكر وبكميات لا محدودة .....
فهنا توارى الشغف.....والحياة بدون شغف ...حليب منزوع الدسم يا سادة .....
لذلك أصبح الحنين بديل عن الشغف لأن الشغف ببساطة أختفى وتناثر حبات ملح وسط بحور الحياة.....
فمرحباً بك في دكان الحنين....
والذي أصبح مفتوح للمشاعر لكي تدلف اللي جنباته وتشتري بضعة دقائق من الرواق والحميمية بلا صخب ...
فالأحلام صارت تحمل العقل نحو دكان الحنين لأن المستقبل أصبح أكثر غموضاَ وأقل بريقاً.... والحاضر أصبح مرير ممل بلا بريق....
دكان الحنين أصبح الملاذ....حنين حتى للذكريات الحزينة ...نهر متدفق لزمن عشناه وذكريات مررنا بها وحنين لماضي لم نعشه وأسترقنا السمع لذكريات أبائنا فتشكل داخلنا حنين ثنائي الأبعاد .....
حتى أجدادنا حفروا داخلنا حكايات بصيغ تُشعل الحنين وتطبعه فلا يفارقنا أبداً صنعوا صورة ثلاثية الأبعاد.....
تخيل أن داخلك حنين تمتلك خيوطه .....
حنين الأباء تردد داخلك ثنائي الأبعاد وظل يتردد بلا توقف....
أخيراً لديك ذكريات شاحبة ولكنها موجودة ذاكرة من حكاية الجد والجدة وزمنهم البائد الرائق ........
تعالوا معي نعود للوراء ..
.هل يتذكر أحد سلسلة أفلام أمريكية تسمى Back to the future أنتجت في العام 1985 حتى 1990 م
نحن سنفعل هذا الأن ولكن نحن الأن في الحاضر ولا نريد أن نرى المستقبل الذي وسط تلك الحروب والنزاعات والقتال الدائر في أرجاء الأرض لن يكون أكثر بريقاً....
خصوصاً مع اليقين أن كل الأنظمة ضعيفة أمام الفيروسات والكوارث البيئية ....
فالحاضر جعلنا ندرك أن المستقبل سيكون مليء بالكوارث البيئية مع توسع ظاهرة الأحتباس الحراري والتلوث....
النظرة هنا واقعية وليست تشأومية .....فالقادم سيكون مقلق........
لذلك سنذهب في رحلة اللي الوراء....
اللي دكان النوستالجيا !!!
حيث ذلك الدكان يبيع نوستالجيا من نوع خاص
من يتذكر رويات ميكي ...تان تان ....
من يتذكر أول نسخة من مهمة مستحيلة كمسلسل يعرض على سهرة خاصة في القناة الثانية بعنوان أخترنا لك....
من كان ينتظر العالم يغني ليرى نافذة على العالم الغربي ...
من كان يعشق الراديو وقنوات الأغاني ...
من كان يستمع للأغاني على الهيدفون ...أختراع الجيل
من داعب بأنامله الجيم بوي.......
من كان ينتظر فيلم الفيديو .....ويؤجره ليضعه داخل الجهاز السحري أنذاك الفيديو لتضيء الشاشة ويشاهد نجومه المفضلة.....
من يرى أن أفلام الثمانينات والتسعينات وحتى سنة 2000 م في السينما الأمريكية أكثر جمالاً من الأفلام التجارية التي صارت تٌنتج بعد ذلك التاريخ
من يرى جيل الثمانينات والتسعينات في السينما المصرية أكثر قدرة أنا أتكلم عن جيل هنا عن أحمد ذكي ومحمود عبد العزيز وعادل أمام؟!.....
من يرى أن الحياة كانت بدون تكنولوجيا معقدة أكثر رواق:؟! .....
من كان يقتني شرائط الكاسيت والبوستر بشغف بالغ؟! ....
من كان يسجل ويصنع كوكتيل من الأغاني على أختراع الوقت أنذاك الكاسيت ذو البابين؟!....
من ألهمه الحاسوب الأولي صخر ؟!
من ألهمته الأسطوانات المدمجة حين ظهرت بصوت أكثر صفاءَ من شريط الكاسيت؟!من أنشئ حساب على موقع ICQ وشعر بزهو لأمام الحاسوب المتقدم داخل أروقة مقهى الأنترنت؟! ....
من أدخل الأنترنت عن طريق المودم وبدأ بشغف رحلة التكنولوجيا حتى انتهت الطفرة بتقدم تكنولوجي رهيب نزع فتيل الشغف؟!................
ليكون الحنين دكان محبب للرواق .............
مرحباً بك في دكان الحنين مرةً أخرى..........
الأن عودة اللي الوراء من خلال رويات الأباء وحكايات الأجداد حقبة السبعينات حتى الأربعينات.....
أنا شخصياً أمتلك حنين كبير لكل تفصيلة داخلهامن يعشق البيك أب والجرامفون ...
من يرى في الأفلام الأبيض والأسود بريق
من يعشق حفلات أم كلثوم وعبد الحليم الحية على مسارح والجمهور يشتعل بالشغف والتوق للحن وأغنية جديدة ...
.من شاهد شوارع العواصم العربية في تلك الأونة كم كانت رائقة بلا زحام .... بلا أتربة ...بلا مشاكل نظافة....
من شاهد الترام قديماً والمصايف قديماً......من شاهد الأسقف العالية والشوارع الخاوية ...............
من تمنى لو كان في تلك الحقب القديمة ..............
من نقلته أغنية من حفلة حية لأم كلثوم اللي أناقة ذلك الزمن وروعته ووهجه ..........................
الحنين يا سادة أصبح هو أكسير البقاء عندما أنطفي الشغف....
.نصيحتي أفتح باب دكان النوستالجيا على مصراعيه فهو أكسير سيبقيك صامداً في دوائر الحياة الصاخبة.......................................
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات