حل المشاكل الزوجية عن طريق (النوستالجيا)، وإستعادة الذكريات السعيدة بين الزوجين تجنبًا للوقوع في فخ إستعادة المشكلات والعقبات التي واجهتها علاقتهما

حل المشاكل الزوجية بالنوستالجيا


هل يمكن حل المشاكل الزوجية بالنوستالجيا؟ هل ممكن لإستعادة الذكريات السعيدة التي مرت عليهما أن تساهم في تخفيف حدة التوتر بينهما ؟؟


تشير العديد من المؤشرات وفقاً للمتخصصين في العلاقات الزوجية أن بقاء الزوجين لفترات طويلة داخل المنزل وكثرة الاحتكاكات بالتأكيد تؤدي إلى زيادة المشاحنات والجدال والنقاشات السلبية. على سبيل المثال، هناك تصريح لمؤسسة الرعاية الاجتماعية في إيران يفيد بأن نسبة الخلافات الزوجية زادت لثلاث أضعاف خلال فترة الحجر الصحي بسبب جائحة كورونا 2020.


للنظر عن قرب يمكننا متابعة ما حدث مع الأزواج الذين خضعوا لفترة عزل إجبارية على متن الباخرة السياحية الإنجليزية ( أميرة الألماس – Diamond princess ). .حيث توجب أن يخضع جميع الركاب بما فيهم طاقم العمل لفترة حجر لمدة 14 يوم بعد أن تم إكتشاف حالات إيجابية على متن الباخرة.بالتحدث مع الأزواج الذين مروا بهذه التجربة. قال أحدهم وهو مسئول متقاعد في شركة طيران استرالية أنه وزوجته ظلا يقضيان الوقت في محادثات طويلة. ظلت زوجته تتذكر أمور وأوقات عصيبة مرت بينهما. عقبات ومشاكل كان الزوج يظن أنها انتهت لكنه اكتشف في فترة الحجر أنها لازالت موجودة في ذاكرة زوجته! وأدى الأمر في النهاية إلى أنهما استعادا النقاش والجدل في نفس الأمور القديمة التي يفترض بهما أنهما قد تجاوزاها بالفعل. لكن ما حدث أنهما استسلما لتأثير المناخ السلبي المحيط بهما. ووضعهما في حالة عزل وشعورهما بإحتمالية الإصابة بفيرس قاتل. بالإضافة إلى الفراغ والقضاء فترات طويلة وجهاً لوجه بدون القيام بأي نشاط. الامر الذي حفز ذاكرتهما على استعادة بعد المواقف السلبية التي مرت عليهما وإحيائها من جديد!


المشكلة الحقيقية في إستعادة المشاعر والأفكار السلبية في أي علاقة عاطفية هو أن المشاكل للأسف لها تأثير أكبر من الأوقات السعيدة! أي أن إستعادة الإيجابيات والأوقات السعيدة بين الطرفين لا تفعل الكثير مقارنة بما يمكن أن يفعله إستعادة شجار أو مشكلة قديمة. فبعض من متخصصي العلاقات الزوجية والعاطفية يشير إلى أن نسبة تأثير الحزن مقارنة بالفرح على أي علاقة عاطفية تساوي 4 إلى 1.


للأسف الحزن أقوى من السعادة في قانون الحب!لذلك يجمع كل المتخصصين على أن إعادة شريك الحياة إلى المشاكل الزوجية قديمة هو من أخطر التصرفات التي تدمر أي علاقة عاطفية، وهو ما يأخنا للنقطة التالي. كيف يمكننا تخطي الأوقات السلبية وتجنب خطر إستعادة المشاكل الزوجية القديمة، وتعويض الأثر السلبي الذي تركه إحياء موقف قديم مرة أخرى ؟العلاج في هذه الحالة يكمن في الحنين إلى الماضي الجميل. والذي يطلق عليه البعض ( النوستالجيا) !


إستخدام قاعدة الأربعة في حل المشاكل الزوجية:


علينا دائماً قبل الوقوع في فخ إستعادة المشاكل الزوجية والأحداث السلبية أن نذكر أنفسنا بالنسبة الأكبر لقوة الحزن وتأثيره على أي علاقة عاطفية، وقدرته إفسادها. علينا أيضاً أن نتذكر أن علاج ومحو أثر ذلك الفخ السلبي هو أمر ممكن وفي منتاولنا،

هناك ما يسمى عند متخصصي العلاقات الزوجية قاعدة الأربعة ( في إشارة إلى نسبة قوة الحزن إلى الفرح هي نسبة تعادل 4 إلى 1) ..وتتمثل قاعدة الأربعة في أن يعمل الزوجين وقعا في فخ إعادة مشكلة قديمة للمناقشة على محو أثر لحظات الحزن التي تسبب فيها ذلك التصرف بلحظات الفرح. أن يلتزما في المقابل بممارسة النوستالجيا الإيجابية. وبإستعادة الأحداث واللحظات الجميلة التي مرت عليهما بالشكل الذي يساعد بالفعل على محو الأثر السلبي. و


بمعنى أدق إستعادة 4 مواقف أو أحداث أو لحظات سعيدة بأي صورة من الصور مقابل كل مشكلة قديمة انجرفا للحديث عنها مرة أخرى!وممارسة النوستالجيا في الحياة الزوجية يمكن أن يكون لها أشكال متعددة من خلال الصور أو مقاطع الفيديو، الأغنيات، الأفلام، الكتب.بدون شك ممارسة هذه الأمور بانتظام بين الزوجين لن تساعد فقط على الحد من توتر الخلافات والمشاكل الزوجية، ولكن أيضًا ستزيد من إرتباطهما ببعض، وتعزز من قيم التسامح والامتنان لبعضهما البعض.كما أنها حيلة قوية لمقاومة الملل والقلق، وأكبر عامل محفز لكلاهما على خلق المزيد من اللحظات السعيدة في المستقبل.



الموضوع كامل والمصادر


سالي حجازي

موقع فشار بالكراميل


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات فشار بالكراميل

تدوينات ذات صلة