بروتكول الحب هرم يتم بنائه بجدول زمني ومراحل محددة
(بروتوكول: كلمة مشتقة من كلمة إغريقية و في الأصل قانونية الطابع تعني معاهدة واتفاقية).
ولكن هنا أتحدث عن البروتكول الخاص بحب الرجل للمرأة أو حب المرأة للرجل ..................................................
وهو الحب الأكثر واقعية ومنطقية بدون الدخول في مهاترات عن أي نوع من أنواع المثلية ف الله خلق الأنسان زوجين وبث فيهما الروح وأمرنا بالتناسل والتكاثر لذلك فالحب واضح وصريح وأي شذوذ هو استثناء لابد دحضه وهناك مشاعر الأمومة والأخوة والصداقة وهي تندرج بلفظها ولا تتشابك مع الحب فغريزة الأمومة والأبوة والأخوة غرائز بحد ذاتها منفصلة عن الحب بمفهومه الكلاسيكي.............
الحب مفهوم مطاط لا يمكن أن يتم تناوله بسطحية ولا من زاوية واحدة بل نحن نتكلم عن هاجس أنساني ....................الحب......بحر أزرق عميق بلا حدود جغرافية.... يصفه البعض هرمون ......شعور...........نبضة عصبية ...................تفاعل داخلي بين الجانب الأيسر والجانب الأيمن من الابتكار الألهي الا وهو العقل...........يصفه البعض تجربة، اختيار، صدفة، قدر..............الحب رغبة، شهوة، كليهما........
أذا أرادنا أن نحدد بروتكول للحب فلابد أن نأخذ المفهوم نفسه تحت المجهر ليتم تفنيده وتحليله بمنهجية ومنطقية وسببية ...لنخلق حالة توافق وانسجام أنساني......ونحصل على مصطلح ذات حدود......... سنبدأ بالفلسفة ما هو تعريف ونطاق الحب..................
هل الحب فلسفة؟!
من الناحية الفلسفية يرى أبرز الفلاسفة الحب كالأتي:
أفلاطون أقر أن الحب عاطفة حيوانية فقد ذهب بذلك اللي المعنى الدارج للحب أشباع الغرائز واحتلال الغريزة والشهوة للجسد لينتج الحب هرمون هو أو نشوة لحظية تزول بعد وقت قصير.......
وعند أرسطو الحب هو تناسخ جسدين بروح واحدة ليخرج كل طرف في العلاقة برابط أقوى من حب الذات والتملك والسيطرة يدرك وقتها الأنسان مشاعره التي تقبع داخل الاوعي ،يُظهر حقيقته بلا خوف ولا قلق بل بأريحية شديدة
وعند سقراط الحب أقرب للتصوف فهو حب لا حدود له حب ألهي مقدس.
الحب أحساس داخلي ليس محسوس لذلك فدراسته علم والعلم هو علم النفس البشرية.....................................................
الحب في علم النفس رومانسي الطابع يندرج تحت التعلق والأنجذاب ومزيج من المشاعر المختلطة المتسربة تعطي النفس أتقرار وحالة من السعادة والأطمئنان ....شراكة قائمة على الأتفاق والتفاهم والأعجاب ،روئية للمستقبل بتكوين أسرة.....
وبما أن الحب شراكة فهو شعور متبادل ليس أحادي ......كل طرف من العلاقة يٌطي أهتمام بالتفاصيل ومشاركة في المشاعر والأحاسيس وتلبية الأحتياجات بالأستماع والتشاور والتحاور والخلاف أحياناً ولكن كل النقاط تصنع شكل لعلاقة قائمة على أرض صلبة من الرغبة في التقدم بالعلاقة من الأعجاب اللي التعارف اللي التفاهم اللي بناء شيء أكبر .....أسرة......
الحب في الدين الأسلامى:
الحب في الأسلام يقع تحت مظلة الخالق فحب الخالق وابتغاء حبه هو الغاية من التكوين وما يأتي غيره فهو مشتق ومنه الحب بين الرجل والمرأة: خلق الله تعالى-في كلّ من الرجل والمرأة غريزة تجذب وتُقرّب كل منهما للآخر لِيتمكّنا من التزاوج وبناء الأسرة؛ فقد قال -تعالى-: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً) صدق الله العظيم .
في الدين المسيحي أيضاً يبجل الحب الألهي فوق أي حب مشتق، مشاعر قريبة تلقائية تقرب الأرواح ببعض (تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ") (يعقوب 2: 8)
وأيضاً العروس تتحدث عن الحب لزوجها في نشيد الإنشاد: "اِجْعَلْنِي كَخَاتِمٍ عَلَى قَلْبِكَ كَخَاتِمٍ عَلَى سَاعِدِكَ" (نشيد الأنشاد 8: 6).
هل الحب أقرب لتجربة كيميائية من كونه أي شيئاً أخر؟!
ونأتي لمفهوم الحب من الناحية العلمية البحتة..................................
نحن نتكلم عن الحب هنا كنظرية مجردة ولسوف أعطي مثل لكي أقرب الصورة الضبابية للحب بأنه دقة القلب وميل القلب اللي معشوق وخلافه ...........
الأن أتبعنبي فيما أقوله........
ضع يدك على قلبك وأخبرني بماذا تشعر الأن ؟!!!!!
بالتأكيد ......... تشعر بنبض ودق من ضخ الدم الذى يسرى إلى جميع أجزاء جسدك فالقلب ليس منبع الحب بأي شكل من الاشكال فالقلب لا يحب بل هو فقط مجرد عضلة مليئة بالدماء الحمراء والزرقاء تضخ الدم فقط وهو عضو منشغل جداً داخل جسد الأنسان و مثله ليس لديه وقت للحب؟!
تخيل الناس أن القلب منبع الحب لسبب علمي بسيط جداً
أن القلب كعضلة تتأثر بانفعالات صاحبها فقط ولا تفهم منها أي شيء سوى هل تضخ مزيداً أو قليلاً من الدم .
االحب يا سادة يأتي من المخ فهو المحرك الأستاذ ا,لرئيس ,القائد ,الزعيم.........
المخ يا سادة وسيدات هو الرئيس الفعلي لعملية الحب
يسكن هناك في جمجمة الرأس ليتخذ له قصراً منيفاً هناك بعيداً عن الضربات والانقباضات والروائح والنفايات والمعارك من الرقبة حتى أخمص القدم, صحيح أن القلب أيضاً أحاط نفسه بغشاء وصحيح أنه أتخذ له مكاناً مميزاً في الصدر محاطاً بأربعة وعشرون ضلعاً قوية, ولكن المخ هو السلطان والمنبع لأنه ببساطة يفكر ويحلل الأشياء وقصره بعيد ولا يزاحمه أي أعضاء على الإطلاق بل يرسل العديد من الأحبال الطويلة التي توصله بكل مكان في الجسد لينقل أوامره وهو متربع على عرش السلطنة وحوله جواريه يخدمونه بإخلاص شديد وينفذون أوامره التي يصدرها لجميع أجزاء الجسم بما فيها القلب نفسه ليتحكم في دقاته.
هناك غرفة العمليات الكبرى حيث يصنع الحب على نار هادئة والمسماة بغدة الهايبوثلاماس والغدة النخامية والصنوبرية ليتحكم من خلال بفرز مواد الحب على شكل رغبات بأنواعها بما فيها الاشتياق والعشق.
الحب هو مجرد معادلة أو بشكل أدق تفاعل كيميائي بين هرمونات يتحكم المخ في أفرازها ليصنع مراحل الحب وصيغ المعادلة بشكل معقد ..............................
في البداية يفٌرز المخ هرمون يسمى الأوكسيتوسين وهو هرمون الحب وذلك يجسدمرحلة التعلق والأنجذاب والأحساس بالألفة والمحبة والتقارب الناتجة من تحويل الصور والخيال اللي واقع ثم يأتي دور هرمون يسمى السيراتونين وهو هرمون مسئول عن مرحلة القرار بتخطي جسور الخجل والخوف من الرفض اللي بحورأمل الحب و بسببه يتجاوز الأنسان الضوابط الاجتماعية فيحدث نوع من التهور والاندفاع فتغمر السعادة الأنسان فيتجنب الحزن والاكتئاب والقلق والخوف ويتحكم المخ أيضاً إفراز هرموني الأدرينالين والنوارادرينالين المعززين لمعادلة الحب.
لذلك فعند رؤية شخص تعود المخ على رؤيته فالنتيجة تفاعل كيميائي يًحدث تسارع بضربات القلب واحمرار الوجه وتعرق الجسم.
أخيراً يتحكم المخ في إفراز هرمون الفاسوبريسين والذي يعزز الإخلاص بين شركاء الحياة وما يسميه العشاق التفاني.
لذلك فالحب هرموني عملية كيميائية بحتة يقودها المخ بثبات وصلابة.................
نستلهم من ذلك أن الحب له عدة وجوه وزوايا ولكن دعوني ألخصه كمفهوم جمعي وسوف أخضعه لبرتوكول يسمى بروتكول الحب.....................
بنود المعاهدة ...............أو الأتفاقية
الحب عقد ضمني (كونتراتوا) ما بين طرفان
والعقد شريعة ملزمة لطرفي العلاقة...............
بنود العقد:
-أخلاص وتفاني وصدق من الجانبين....
--ألتزام بحفظ الأسرار .............
-الخلاف لا يعني الفراق بل هو مجرد عثرة بسيطة .الشد والجذب في العلاقات وارد لا يقلل من وهج الحب بل يدفعه لأماكن جديدة.
-البناء على كل لحظة تصالح ................
-الشفافية في المشاعر فالحب هو صراحة مفرطة حالة مجنونة من أنعدام الوزن .....الحب ضد الجاذبية .....شعور براق ,قطار وحيد نحو الأحلام بتذكرة قدرية أذا خرج من المحطة لن يعود فهي رحلة لمرة واحدة في الحياة .
-الحب مرحلي .......كل لحظة صدق وحزن وشغف ويأس وأمل يتم البناء فوقها ....الحب هرم لابد من بنائه بطريقة صحيحة من الأسفل اللي الأعلى بجدول زمني وخطة مستقبلية ولكن الزمن في الحب له وقع مختلف فهو زمن روحي مخالف للزمن الواقعي.....
-القرار لابد أن يكون بشراكة فالحب نصفين ...جزئين .....قطبين .........قرار الخروج من مرحلة اللي مرحلة ثنائي........قرار جعل العلاقة أكثر جدية ثنائي .......قرار بداية الأحلام ثنائي ....قرار تحويل الأحلام اللي أرض الواقع...
الحب يا سادة حلم واقعي ثلاثي الأبعاد..................................الأبعاد الثلاثة تتمثل في ثلاثة مراحل لبناء الهرم
القاعدة..........نقل الخيال للواقع ..صورة الحبيب في الأوعي تتجسد أنسان والعقل يقوم بالتفاعل الكيميائي.........ليشكل أطار للأنجذاب والأعجاب ....قاعدة صلبة من التعبير عن المشاعر وكلمة تخط أول البنود القاعدة
....بحبك ....وأنا كمان
أتفاق ثنائي بالمرور نحو البوابة الثانية....
المحاكاة وتبادل التجارب والأفكار والأحلام والطموحات.........هنا يأتي التعود والألفة وتقرير مدى التقارب والتباعد وصناعة محاكاة للصورة مع المضمون هنا يتم بناء الهيكل الأساسي للعلاقة وأما أن يكتمل البناء أو ينهار.....فهنا أهم مرحلة ...مرحلة هيكلية محورية ..........مفترق طرق .....بين الحقيقة الساطعة على أرض الواقع وما بين الخيال....................
تنتهي تلك المرحلة بالوعود ...والوعد هنا ألتزام أخر شرطي وثنائي فهو قرار يتبعه نقطة لا تراجع فما قبل الوعود طريق به أنفاق وكباري وجسور من الممكن الخروج لعلاقة جديدة بحثاً عن الحبولكن بمجرد أنتهاء مرحلة الهيكل وأنتقال الأنجذاب اللي وعد فهنا نحن على أعتاب علاقة جادة ....أي أخلال ببنود الوعود يعد خيانة ويعد بداية النهاية فمن يقطع وعداً هنا لابد أن يوفي به .....
أذا تم بناء الهيكل فسيتم الأنتقال اللي مرحلة أخرى ,مرحلة أخيرة ......
مرحلة القمة ..........قمة الهرم ....
التفاني والألتزام بكل ما جاء في المخطط الاساسي للعلاقة وما تم الوصول أليه سواء أفكار وأحلام ووعود ونقل الأمر اللي صياغة العلاقة (الحب ) داخل أطار ذهبي لامع لبناء القمة وهنا لا أقصد بالمراحل
قراءة فاتحة .....خطوبة ...كتب كتاب .......زواج أسرة...
أنا أتحدث عن حالة أستقرار وأيمان بأن الحب قد سرى مفعوله وهنا كل المظاهر الأجتماعية مجرد أشكال مختلفة .......
الايمان بالحب سيحمله نحو شط أمن طبقاً للأعراف والقواعد فالهرم أكتمل فعلياً والزمن المتبقي هو مجرد صور ضمنية ................
الحب هرم أكتمل ببناء القاعدة والهيكل ثم القمة ....ما بعد ذلك من الخطوات يحكمه المجتمع والظروف ولكن أنا أتكلم عن علاقة سوية نشئت وتطورت ووصلت للقمة........
هذاهو بروتكول الحب ونستلهم من هذا.............................................................................
الحب تجربة صاغها العقل البشري في الخيال وعندما تمثلت واقع تأثر بها فذهب اللي باطنه وأستشعر مخه ذلك وقام بعملياته الكيميائية وعزز التجربة ونقلها اللي حقيقة راسخة بداخله ومن هنا الأنسان أتخذ القرار بتحويل الانجذاب والهرمونات اللي حقيقة وهي بناء علاقة قائمة على شراكة فكرية وروحية وذهنية وحياتية ويأتي بعدها تحديد المصير وربط القدر بأخر وهنا تأتي مرحلة التعلق والارتباط الشرطي بتقديم بطلي القصة مشاعر صادقة وتنازلات وتقبل للاختلافات مهما كانت............في النهاية الحب بروتكول (أتفاقية \معاهدة)ما بين طرفين أن يكملا ما بدأه في الخيال بواقع يحمل كثير من المتغيرات والمطبات ولكن لأكمال التجربة بنجاح لابد من التحمل والشراكة أمام كل صعوبة أو معضلة لكي يتجدد الحب عن طريق الشراكة وخوض المغامرة معاً بروح واحدة ودافع للبقاء...........
من الاقتباسات عن الحب
الحب يستأذن المرأة في أن يدخل قلبها، أما الرجل فإنه يقتحم قلبه دون استئذان، وهذه هي مصيبتنا ......برنارد شو
تكلم هامساً عندما تتكلم عن الحب...شكسبير (كاتب إنجليزي)
الحب جحيم يُطاق. والحياة بدون حب نعيم لا يطُاق ... كامل الشناوي (شاعر مصري)
قد تنمو الصداقة لتصبح حباً، ولكن الحب لا يتراجع ليصبح صداقة.
جان جاك روسو (فيلسوف سويسري)
الحب هو اللعبة الوحيدة التي يشترك فيها اثنان ويكسبان فيها معاً أو يخسران معاً...سيمون دي برافو (كاتبة فرنسية).....
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات