لا تكن عبد شهواتك, فتنسى قيمك لتضرب بإنسانيتك عرض الحائط.
والنفسُ كالطفلِ إن تهملهُ شَبَّ على حُبِّ الرَّضاعِ وإنْ تَفْطِمْهُ يَنْفَطِم
هذه الأبيات من قصيدة البردة للإمام البصيري، و فيها تشبيه للنفس المتمردة في تعلقها بالأشياء بالطفل الرضيع الذي إن تتركه على ما آلفه من حب الرضاع بلغ أوان الشباب و هو محب له و لا يقبل طعاما غير حليب أمه، و إن تمنعه يمتنع. كذلك هي النفس، إن تتركها على ما آلفته من اتباع المعاصي و اتباع الهوى دامت عليه، و إن زجرتها إنزجرت.
من منا ليست له شهوات تتنافر مع مبادئه فالنفس الأمارة بالسوء تحاول جر الإنسان للرجوع لشيئ تاب عنه أو تجربة معصية جديدة بدافع الفضول. كل هذا يبدأ كأنه خاطرة ثم فكرة لتتحول لهم يراد تطبيقه و رغم علمنا بهذا ففي بعض الأوقات نرتكب المعصية فما السبب؟
1ـ الجرأة على الله بقول أنه غفور رحيم.
2ـ طول الأمل و مواساة النفس بأن التوبة قريبة.
لحظة المواجهة مع المعصية هي لحظة ٱختبار لمدى قوة الإنسان و تحكمه في رباط أفعاله، فهل سيسارع لٱتباع هواه أم أنه سيسلك الطريق الصعب بالسباحة عكس التيار؟
هناك بعض الخطوات ستساعدك حتما على حفظ نفسك من إتباع هواك:
1ـ اللجوء لله تعالى الذي وسع كرسيه السماوات و الأرض و لا يؤوده حفظهما, فما بالك بحفظك من المعاصي؟
2ـ الهرب و شغل النفس، الهرب هنا للحفاظ على القوة و ليس بداعي الخوف، لأنه عند امتثال نفس المعصية أمام الإنسان بشكل مستمر يصبح من السهل ارتكابها و هذا ما يفسر رجوع بعض الناس للإدمان بعد التعافي بمجرد مراودة ناس و أماكن تعرض فيها المخدرات.
3ـ فكر بٱستمرار في المقارنة بين الإنتصار على الشهوة أو الإنكسار أمامها، لأن ٱتباع الهوى عبودية متنكرة تحت رداء الحرية، في حين أن الحرية الحقيقية هي أن تمتلك لجام تصرفاتك لا أن تتحكم فيك شهواتك تحت شعار " أفعل ما أريد " الذي هو حقيقة " أفعل ما تأمرني به شهوتي. "
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات