مراجعة " هذا الكتاب سيؤلمك "

مراجعة كتاب " هذا الكتاب سيؤلمك للكاتب والطبيب آدم كايا

كتاب " هذا الكتاب سيؤلمك "

عدد صفحاته: ٢٠٢

يتضمن الكتاب مشاعر صادقه لطبيب فضل تدوين ضغوطاته عبر الورق ليستفيد منها في مستقبله المهني لكن بمرور الأيام اختار تقديم استقالته بعد أن فقد قدرته علي تحمل التأثير الذي شكله الطب علي حياته، وصف الطبيب آدم كايا معاناة جميع الأطباء فحسب قوله " الأطباء يعانون من إيصال أصواتهم وسرد قصصهم … ربما لأنهم مشغولين بالعمل طوال الوقت "

رأيي الخاص : أحببت الكتاب، ولامست فيه مشاعر حقيقية، ولاحظت سعي الكاتب المستمر لوصف الجانب الآخر من حياة الأطباء، والتي لم أكن أفكر فيها من قبل. أيضًا لا يمكنني إنكار حقيقة أن الكتاب قد أمدني بالكثير من المعلومات التي لم يكن لدي علم بها … فالكاتب لم يتجاهل أبدًا عدم إلمام الجميع بالمجال الطبي، ولذلك سعي دومًا لتفسير المصطلحات المعقده، واستطاع أن يشرحها بطريقة مبسطه.

" اقتباسات من الكتاب "

. عند تقاعدهم من مهنة الطب ستكون لكل منهم حافله مليئه بالأطفال الموتي، عدد كبير من النتائج السلبيه … وإن لم تتقبل هذه الحقيقة،فإنك في المهنة الخاطئه.

. لا يمكنك ارتداء السواد في كل مرة يموت فيها مريض، لا يمكنك أخذ إجازه عزاء لمدة شهر كامل - هذه المآسي تحدث بشكل مستمر - فنظام العمل بالكاد يسمح للأطباء بأخذ إجازات مرضيه، ومن المستحيل أخذ إجازه لمجرد الشعور بالحزن، وعلي الأطباء تجاهل لحظات الحزن ليتمكنو من النجاة في هذه المهنه … لا يمكنهم التفكير في الرجل الذي توفي للتو، عليهم الإستمرار في إنقاذ المزيد من المرضي.

. تبحر بالسفينة وحدك. هذه السفينة عملاقه، وتلتهمها النيران، ولم يقم أحد بتعليمك كيفيه الإبحار بها …بإمكانك أن تختار الغرق أو السباحه، وعليك أن تتعلم السباحه لأن غرقك يعني غرق كل هؤلاء المرضي معك.

. لا أظن أنه بإمكانك علاج الإكتئاب، تمامًا كمرض الربو، بإمكانك إدارته بشكل جيد، وتفادي الأزمات المتوقعه بسببه.

. لا أفتقد أبدًا الأيام السيئه خلال عملي في المستشفي، ولكني أفتقد الأيام الجيده ... ما زلت أشعر بالألفه تجاه مهنة الطب، ولا أعتقد أنه يمكنك التخلي عن روح الطبيب في داخلك .

. كل الأطباء، الممرضين، القابلات، الصيدليين، والمسعفين، يجب أن يعبروا ويصرخوا ليكشفو عن واقع عملهم، فما الدي يدفع شخصًا عاقلًا للقيام بهذه المهنه إن لم يكن يريد مساعدة الآخرين؟

. مشهد آخر يتكرر لدي أغلب الأطباء، هو تذكرهم للمواقف السيئة بكامل تفاصيلها. تسجل عقولهم المشاهد بدقه متناهيه. بإمكانهم اخبارك برقم الغرفه التي حدث فيها المشهد حتي ولو كان ذلك قبل عشر سنوات، بإمكانهم تذكر الحذاء الذي كان يرتديه زوج المريضه، الأغنيه التي كانت تتردد علي الراديو …

. فكروا في العبء الذي يتحمله كل من يعمل في القطاع الصحي، تذكروا أنهم يقومون بمهنه مستحيلة بأقصي ما يملكون، وقد يؤلمهم الوقت الذي تقضونه في المستشفي أكثر مما قد يؤلمكم.