هل تسألت يوماً كيف يتولد شعور الانتماء؟, لماذا تنتمي للأماكن، للأشخاص، أم لمشاعرك، لطالما راودني هذا السؤال لماذا أنتمي؟

لماذا ننتمي؟

سؤال سهل بسطحه وصعب الإجابة لعمقه لطالما تساءلت كيف يولد الانتماء بالأماكن، أم بالأشخاص، بالذكريات أم بالمشاعر في حياة كل إنسان يولد شعور الانتماء لا لمرة ولا اثنتين ولكن يولد العديد والعديد من المرات.


عند صغرى شعرت بالانتماء لساحة اللعب في منزل جدي، منذ أول خطوة فيها حتى آخر واحدة لم يتوقف قلبي عن الركض، تموج مشاعري فيها فتخرج بالضحكات عند السباق، والدموع عند الإصابة، والتوتر في الاختباء، كنت مليئة بالحياة فيها، كطائر احلق لزاوية ثم أسرع لأخرى، لو سألتني وقتها لماذا أنتمي؟ سأجيبك لساحة اللعب في منزل جدي.


وفي مراهقتي لم أكن تلك الطالبة المتميزة، ولم أكن سيئة أيضا كنت ما يسمونه البعض الطالبة المتوسطة، أحببت بعض المواد وكرهت البعض الآخر، ولكن كل مادة أصبحت ممتعة لوجود أصدقائي معي، نحول وقت الفطور لمائدة عشاء فاخر، نأكل قطع الشوكولا وكأنها آخر قطعة في حياتنا، تتعانق أيدينا، وتتداخل أصواتنا في ساحات المدرسة، تتسابق أرجلنا لمكاننا المفضل، المكان الذي ولدنا فيه كما نحب أن نسميه، لم أنتمي وقتها لساحات المدرسة ولا للمدرسة نفسها بل كنت أنتمي لأصدقائي.


كانت حياتي الجامعية الأصعب، كنت لا زلت تلك الطالبة المتوسطة، لم أحب أي مادة بشكل خاص ولم أكره الكثير أيضا، امشي في ممرات الجامعة، معانقة كوبا من القهوة بين يدي، لم يكن لدي ما أنتمي إليه سوى هذا الكوب، فقد أصبح انتمائي السابق بعيدا جدا, مع كل رشفة يزيد انتمائي إليه وإذا انتهى اختفى كل شيء.


أدركت عندها أنني لم أنتمي لساحة اللعب في منزل جدي، ولا لأصدقائي في مراهقتي، ولا لكوب القهوة أيضا، كنت أنتمي لسعادتي، كنت سعيدة في ساحة اللعب وبين أصدقاء وعند ارتشاف مشروبي المفضل، يصبح كل مكان، وشخص، وشيء، مصدر انتمائي عندما يجعلني سعيدة، أصبحت أبحث عن السعادة في أصغر الأشياء لأشعر بالانتماء فالإنسان دون انتماء يصبح جسدا بلا روح.

Find Happiness in little things



Starry Nights

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

تدوينات من تصنيف مشاعر

تدوينات ذات صلة