سلسلة تدوينات تفاعلا مع شهر أكتوبر للتوعية بسرطان الثدي
(2)
عندما تظهر حالة إصابة بسرطان الثدي في السلسلة العائلية القريبة فإن معدلات الإحساس بالخطر تزداد، وهذا القلق هو ما يسبب من تفاقم احتمالية الإصابة!
الهبة الأنثوية شديدة الحدس تجاه الخطر ، من أي درجة كان، فهذه الطبيعة تستفز انفعالاتها وأول ما تؤذي أن تؤذي"ذاتها"، لأن حاجتها للإجابة اليقينية عن سؤال غير يقيني يزيد من ضغط ما تحمله من آلام.
الحالة النفسية المعتلة، أو المزاج المضطرب من أبرز مسببات الأمراض الخطيرة. والحال تزداد حرجا، فيما يتصل بأنواع مرض السرطان التي تصيب المرأة. فالجسد الأنثوي يختزن مشاعره بما يفوق قدرته على التحمل، وسواء أكانت هذه القدرة الفريدة تكفل له الوفاء بمقتضيات الأمومة، إلا أنه -سرعان – ما يصبح صريعا لها، فيُهزم في أعز ما يميزه: كونه أنثويا.
وإذا كان بعض القلق مفيدا كنوع من الاستجابة السليمة لظروف الحياة، فإن التساؤل يدفعنا إلى ترسيم حد القلق الذي تنقلب بعده المنفعة إلى المضرة، وعن حجم الهامش الذي لو تخطته الأنوثة في مشاعر الألم؛ حوّلته فصار ألما واقعا؟!
مسببات الألم في حياة الأنثى تبدأ وفق أقدم التاريخ تزامنيا مع حكاية وجودها. إن النصوص والأساطير والتقاليد كلها تتضافر على أن الأنثى كانت أكبر مشاكل نفسها. وأن يعيش الكائن مع ذاته على أنها معضلة غير قابلة للشفاء، يصيبه بطبع شاذ يترجمه في اكتساب مهارة خلق "القلق" حتى لو اختفت أسبابه حينا.ولا يوجد أنثى لا تتقن كيف تخلق من السلام قلقا، كي تعيده سلاما تارة أخرى.
أستنزف ذاتي في ملاحقة المشقة أبحث عن القيمة في أداء بلا فكرة لن يعوض عن الهبة الطبيعية ولا الاتصال مع الحافز!
إن إيجاد نظام دعم لتخفيض نسب التوتر والقلق هو مطلب حثيث لكلا الجنسين، غير أنه يزيد خطورة وضرورة بالنسبة لصحة المرأة، نظرا لأنها مركز التناسل الذي يهيئ لتوالد أجيال جديدة وسليمة.
ولعل أولى أولويات هذا النظام تأتي من تخفيف الأعباء التي تتكبدها المرأة مع تعقد مشكلات الحياة. إنه العودة بالأنثى لتكون أنثى سابقة عن أي قولبة اقتضتها ضرورات المعاش. فليس من الربح بشيء، حين نفقد "الأنثى" لصالح التطور الصناعي، والتقني،إذ تضطرب حينها خصائص الأنوثة بين مدّها الفطري من جهة، وجزر خصائص الذكورة الدخيل من جهة مقابلة.
وتملك الأنثى أن تخلق أجواء موافقة لها، ولكن عليها أولا أن تحرر وجودها من الشبكات التي لا تدعم استقرارها العاطفي، فضلا عن أن تستمر بإحاطة الأنثى بنذير الخطر، والذي سيعيدنا لأول ما بدأنا به هذه التدوينة.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات