دع العالم يقف لأجلك علي قدم وساق ، وسخر قوي الكون لمنحك ماتريد فقط بمعرفتك قيمتك الحقيقية .

يقول سعيد قديح في جملته الأقرب إلي قلبي :


( إن من يعرف قدر نفسه ، يعز عليه أن يمضي في سبل لاينتمي إليها ).


أن تقف علي حقيقتك وتدرك قيمتها الأصلية دون أفكار مغلوطة، أو انطباعات فردية مستعارة من أي إنسان كان ، لهو أعظم الإنجازات علي الإطلاق.


-والمقياس الوحيد لمعرفة إن كنت تعرف قدر نفسك أم لا !


هو شعورك بالرضا الممزوج بالراحة التامة دون أي تشوش أو لبس.

وشعورك بالرضا سيتبعه امتنان دائم لكونك نفسك طوال الوقت. فلا ادعاء ولا استحضار لشخصية لاتخصك سواء لأجل ابتغاء مرضاة أحد ، أو هروباً من أحد.



تقول صديقة لي وهي تطلب مني أن أكتب عن تعافيها من تجربة زواج مخيبة للآمال :


(( سكبت أجمل سنوات عمري في طريق وعرة سلكتها نحو رجل لم يعرف شيئاً سوي تكسير عزيمتي والوقوف علي حطامي..

كنت أبرر وأخلق له الاعذار من العدم ، وأسقط سوء سلوكه كنتاج تربية قاسية نشأ فيها ، فأُمَنِّي نفسي بمزيد من الصبر المر كالعلقم ، مغدقة عليه كل ما أملك من صميم روحي..

كنت إنسانة ناجحة ، محبة للحياة ، ممتلئة بالطاقة والشغف. أقتات علي محبتي الذاتية لنفسي، وعلي محبتي من وإلي الآخرين.. دون أن يجبر خاطري يوماً بكلمة طيبة. أو أن ينظر لي نظرة إيمان ترمم ثقتي المجروحة فيه وفي نفسي.


كان يسحب مني كل شيء ، دون أن يمنح أي شيء بالمقابل.

حتي صارت حياتي معه محض ترقب مرير ، فأصبحت أسيرة نظرة دعم ، أو لمسة امتنان ، أو كلمة تقدير.

وفوق كل ذلك كان يتغزل في عيوبي كل نهار وكل ليلة ، في حين أن كل الدنيا كانت تخبرني عكس ذلك.

كنت لا أكف عن الشعور بأني مبتورة ، وناقصة مهما أثبت لي الجميع أني امرأة جميلة لامثيل لها.


لأني مكنته مني زلزل قيمتي في عين نفسي ، وفككها إلي مئات القطع ، فصرت لا أشعر باستحقاقي لأي سعادة أو حياة كريمة.

ظللت هكذا سنوات طوال ،حتي أتت لحظة نظرت فيها إلي المرآة فرأيت شخصاً آخر غيري.

امرأة لا روح لها ، مسخ لا معالم له. أخذت أبكي كما لو كنت في غيبوبة ولتوي قد أفقت منها.


لا شيء أكثر مرارة علي المرء من أن يبكي بكاء حسرة علي مالايمكن استعادته.

لا يمكنني توجيه اللوم إليه ، ولن يفيد إسقاط أسباب ماحدث علي شىء . فقط لو كنت أعرف قيمة نفسي جيداً ما فرطت فيها إلي هذا الحد ، وما ضيعت قطعاً حية من عمري حُفِرَتْ علي روحي وجسدي بالثواني والدقائق.

لو كنت أعرف قيمة نفسي ما سمحت لأحد بانتهاكي ، ولا التواجد علي حسابي ..

لو كنت أعرف قيمة نفسي ما منحت أحداً الأفضلية عليها. لو يرجع الزمن بي لكنت اخترت نفسي ..

الغريب أني كنت أشفع له بداعي الحب ، ولو كنت شغلت عقلي لحظة واحدة لكنت أدركت أن هذا هو الموت.


لما أدركت قيمة نفسي وحقيقة كل شيء من حولي، وصحوت من غفلتي ، عرفت أن هنالك حياة أخري تستحق أن تعاش ..

وأن خارج صندوق الظلام الأسود الذي حبست فيه تقبع حياة لاتعرف غير النور.

منعني الخوف وعدم الثقة بنفسي وبقدراتي من المجازفة بأن تطأ قدمي أرضاً خارج حدود زنزانتي.

كنت أري وحوشاً بالخارج في حين أن الوحوش الحقيقية كانت تجول بالداخل وشيئاً فشيئاً كانت تعشش داخل رأسي وتدفعني إلي الزوال. ))

...

...


إلي كل امرأة سحقها الشعور بفقدان الذات والغفلة عن قيمتها الحقيقية ،


اقولها لك .. " أنت تستحقين المحبة والدعم والسلام والحياة الكريمة ..

لم يفت الأوان علي شيء ، وكل شيء قابل لأن يعالج وأن يعاد تقويمه ،، فقط استعيدي ثقتك بنفسك ، واعلمي جيداً

ما تستحقينه..

قولي لا صريحة في وجه كل ما يهزمك.

اطلبي الدعم الهائل من كل من حولك.

حاوطي نفسك بالأصدقاء ، فهم دعامة القلب ، وسكن الروح حينما تتوه معالم الطريق. "



إليك أكتب يا صديقتي بالدمع الحزين وأقولها لك


" خلف دموعك التي لا تقدر بثمن ، هناك من تتوقف ابتسامته علي كلمة منك ، وهناك من يبدأ يومه برؤيتك ، وهناك من يراك الكون برمته.. ليس معني إنهيار كون واحد بأن الحياة ستنتهي.

ننهار لنبدأ سوياً ، ونفقد اليوم كوناً صغيراً ، لنبني أكواناً عظمي فوق أطلاله.


فقط قفي آمام مرآتك وغني كما تغنت لأجلك فيروز

" وإنه أنا مافي متلي ، وحبي أخير "..



وفي هذا الخصوص تقول أيضاً " سارا كاي" في قصيدتها

" قصة أصلية " عن ترجمة "ضي رحمي "


صديقي

أريد أن أكون مرآتك التي تذكرك بأن تحب نفسك

أن أكون هواء رئتيك

الذي يذكرك بأن تتنفس بهدوء

حين تنهار الجدران

حين يهدر البرق

عندما يخلو البيت من الجميع

أمسك يدي

وأعدك ، لن أتركك أبدًا.



قولي هذا لنفسك يا صديقتي ، ووجهي الآخرين ليقولوها لك.

والآن لا تدعي شيئا يوقفك ، فيخيل إليك أنها النهاية.

اعتبريها وقفة سلام من أجل القادم ياعزيزتي.

فلم يعد هناك متسع من الوقت لأجل كلمة " لماذا".. وذيولها

حينما تحبين نفسك وتقدرينها بمافيه الكفاية ، وتسخرين لها كل الدعم من حولك ستختفي تلك الكلمة التي بإمكانها أن تبتلع عمراً كاملاً في جوفها..

فلا مزيد من " لماذا يحدث هذا معي ؟ "

سيكون هنالك فقط " كيف أنجو بنفسي ؟"

" كيف أستعيد قيمتي الحقيقية؟".

إيمان جبل

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

تدوينات من تصنيف تحفيز

تدوينات ذات صلة