هل تريد أن تكون ببغاء تُعيد الكلام وتسعد بمدح الناس لجمالك وكلامك، أم تريد أن تكون نسراً يُحلّق في الأعالي ويُحرز نتائج فعالة؟
نسر أم ببغاء!
كلاهما من الطيور إلا أن الفرق بينهما كبير وواسع. ولربما يخطر ببالكم من مجرد قراءة العنوان أننا مضطرون للاختيار بينهما: هل تريد أن تكون نسرًا أم ببغاء؟
لنبدأ بالببغاء. ما يميز الببغاء هو قدرته على الكلام بل وإعادة الكلام، وكما يُقال بالعامية: شاطر بالحكي! لكن في واقع الأمر، الببغاء لا يُفكر في ما يقول ولا يعي فحوى كلامه، فهو فقط يُعيد ما يسمعه من كلمات؛ إنه ببغاء! المُلفت في الأمر أن الببغاء جميل الشكل وبهيّ الألوان، لكنه يبقى ببغاء! يمكن أن تجد الببغاء في محالّ بيع الحيوانات الأليفة “معروضاً” في قفص، مرتاح البال بلا مشاكل، وكل ما يمكن أن يفعله أو إعادة الكلام الذي يسمعه.
والآن إلى النسر. متى كانت آخر مرة ذهبت فيها إلى محل بيع الحيوانات الأليفة ووجدت نسرًا في قفص؟ أكيد ستجيب بالنفي. لن تجد النسر هناك، النسر نادر. يسكن النسر في الأعالي ويُحلّق في السماء. يبني عشه في قمم الجبال وبين شقوق الصخور العالية. والنسر يتصرّف خلافاً عن الببغاء فهو لا يتكلم إنما يفكّر . وبعدما يُفكر يفعل. لا يقبل أن يأكل ما يُقدَّم له، لكنه يبحث عن فريسته ويصطادها بنفسه. يفكّر في أفضل الطرق للانقضاض عليها من فوق. يغتنمها ويُشبع نفسه وعائلته باختياره وقراره وبفضل جهوده. قد لا يكون النسر بقدْر جمال الببغاء، لكنه فعّال ويُحرز نتائج، لا يرضى إلا بالسمين، ولا تروق له المنخفضات، لكنه يلمس هدب السماء ويُحلّق فوق القمم.
وهنا لا بد لنا أن نعود لسؤالنا: ماذا تريد أن تكون اليوم؟ لن أسأل ماذا أنت حالياً، لأننا نريد أن ننسى ما هو وراء ونمتد إلى ما هو قدام، إلى ما هو أفضل. لنفكّر في الغد. هل تريد أن تكون مجرد شخص جميل المنظر، ذكي العقل وحصيف اللسان؟ هل تريد أن تكون محط إعجاب الناظرين وتسمع تصفيقهم لكلماتك؟ أو تريد أن تكون شخصاً فعّالاً يُحرز نتائج ويعيش ما يقول، هل تود أن تكون “رفيع” المستوى، تُخرجُ طحنًا أكثر من الجعجعة؟ أن تكون فعّالاً لا قَوّالاً؟. هل تريد أن تكون من بين المفكّرين الذين يسبق فكرُهم لسانَهم ويختارون مُدخلاتهم ومٌُخرجاتهم، ويعرفون من أين تؤكل الكتف؟ الخيار لي ولك: إما نسر أو ببغاء!
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
ابدعت واحسنت الاختيار♡
احب النسر لانه يصعد الى الاعالي ويجدد نفسه ولا يحب ان يكون ضعيف