أجلس كثيراً أمام القناة الوثائقية.. أتقلب معها في وثائقياتها المثيرة..

أجلس كثيراً أمام القناة الوثائقية.. أتقلب معها في وثائقياتها المثيرة.. أجد فيها العديد من التساؤلات التي تخالج نفسي وقد تخالج أنفسكم أنتم أيضاً.. وتضع لنا مبررات للعديد من النظريات أو الأحداث الحاصلة التي ليس لها أسباب أو حل.. بالإضافة إلى دخولها إلى الخيال العلمي والتقدم الذي كان.. ولا نعلم ما حصل به.. ولماذا إذا كان فعلاً؟ عدنا إلى الصفر حتى وصلنا من التقدم والتكنولوجيا في عصرنا الحالي بعد عصورٍ طويلة غابرة.. خصوصاً التعليم وبداياته حتى وصل إلى تكنولوجيا التعليم..


التعليم بدأ بخطوات بسيطة جداً.. وأخذ وقتاً طويلاً في مراحل تطوره.. فحتى بداية القرن العشرين لم يكن للتكنولوجيا مكان في التعليم، لأن التعليم وصل إلى مرحلة الكيانات المنظمة المرتبطة بمجلس المعارف ثم إلى تربية وتعليم ضمن إمكانات أعلى وأكثر تنظيماً.. ولكن في إطار طرق التدريس التقليدية مع ما قدمتها التكنولوجيا وقتها.. واستمرت التكنولوجيا في العطاء والتعليم يحاول أن يواكب التقدم التكنولوجي ويتطور.. ولن نقول إننا واكبناه فعلاً.. حتى وصلنا إلى نهاية القرن وما زالت التكنولوجيا في التعليم بسيطة وفي الغالب معدومة.. أما الآن وفي القرن الواحد والعشرين والألفية الجديدة.. فبدأت المواكبة الفعلية للتكنولوجيا في التعليم.. وبخطى بطيئة في نسبة كبيرة من دول العالم النامي.. وتباطؤ الخطى نتيجة للثورة التكنولوجية التي لا تقف عند حد معين.. فالإمكانات لا تسمح لهذه المواكبة المتسارعة الهائلة.. وتطوير التعليم ضمن الحدود المتاحة..


هناك منعطف واضح في التعليم رافق التطور التكنولوجي.. أمرٌ بات بالضرورة وليس خياريا.. فالتكنولوجيا تسوق التعليم نحو ذاتية التعلم، والحصول عليها في أي زمان ومكان وبجهد أقل.. مميزات فاقت التصور.. ويحدد مدى التقدم بالتعلم مدى فهم المصمم التكنولوجي لعقلية التعلم.. وهذا يقفز بالتكنولوجيا في التعليم إلى أن لو جاء أحد جهابذة التعليم والعلم في الأزمنة الماضية لوقف مبهوراً غير مصدق لما وصلنا اليه من تطور في التعليم في إطار التكنولوجيا التي لم يسمعوا عنها بالأصل.. وكلما نمضي أكثر نحو الأمام تصبح التطورات أكثر تعقيداً.. دعونا لننظر للأمر من هذه الزاوية..


فارتباط تكنولوجيا التعليم بالتشريح للجهاز العصبي جعل من التطورات أكثر تعقيداً.. وفكرة التعلم أكثر بساطة.. وانبثق هذا عن اعتماد التصميم على الخيال الذي يدفع بالتكنولوجيا إلى حدود بعيدة لا يمكن تخيل بعضها.. فهل هناك حد معين سيتوقف عنده التطور التكنولوجي، وبالتالي سيتوقف تطور التعليم..


أقول ان عملية التطور مستمرة إلا إذا تدخلت الطبيعة ووضعت حداً للتكنولوجيا على الكوكب بشكل عام.. (إذا ما نفدت مصادر الطاقة للتشغيل) مثلاً.. أو اصطدام نيبيرو بالأرض.. من يعلم إلى أي مدى يمكن أن تذهب التكنولوجيا بالتعليم.. الله أعلم.. أترك أنوار أفكاركم للإبحار وتخطي حدود المعقول واللامعقول..


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات د. أحمد الفيلكاوي

تدوينات ذات صلة