النظرة الشمولية للأمور هي أن توسع إطار رؤيتك للمواقف والأحداث من حولت، وتفكر بطريقة مختلفة.

عندما يلفت انتباهنا ايُ منظر، او يعجبنا موقف او مشهد، فإننا نخرج كاميراتنا لنوثق اللحظة، فالصورة تحكي الف كلمة.

وحين نلتقط الصور سوف نلتقطها بطريقتان: الاولى نقترب من الهدف ونضيق اطار العدسة، اما الثانية نبتعد عن الهدف ونوسع إطار العدسة.

في الطريقة الاولى إن ضيقنا إطار العدسة سوف نرى التفاصيل بشكل واضح جداً، وفي كل مرةٍ نضيق الاطار سوف نرى تفاصيلاً اكثر فأكثر، والعكس هو الصحيح فكلما وسعنا من اطار الصورة كلما رأينا عناصر اكثر فيها، بامتداداً أكبر للواقع.

ودائماً من يتم تشبيه عدسة الكاميرا بالعين البشرية، فالانسان يصور مواقف حياته ويحولها لصور ذهنية يحتفظ بها في ذاكرته وتؤثر على أفكاره ومشاعره ومسلكه.

فهناك أناسٌ حصروا صورهم للمواقف التي عاشوها في إطارات ضيقة جداً، فظلت بذاكرتهم تحمل تفاصيل كثيرة جداً، اغلبها غير مهمه وتسبب لهم مشاعر سلبية، تعيق أدائهم وتفاعلهم مع المواقف والآخرين، كما أنها تستنزف طاقتهم وتأثر على طريقة تفكيرهم، ونجدهم غالباً ما يتصفون بالسلبية.

أما الانسان صاحب النظرة الشمولية، فهو شخص وسع اطار رؤيته للمواقف والاحداث اللي يمر بها، فالصورة لديه بها العديد من العناصر، يستطيع من خلالها ان يربط ويحلل، ويصل بالنهاية لرؤية ثاقبة ايجابية، تتعدى التفاصيل غير المهمة، وتأخذه لمناطق تساعده على ان يبني تصور فكري راقي، لتطوير وتعديل نتائج سلوكياته المستقبلية اللي ممكن يمر فيها.

والسؤال المهم: كيف يمكننا أن نطور مهارة التفكير التفكير الشمولي؟

يمكن اكتساب تلك المهارة من خلال اتباع بعض الخطوات البسيطة، وهي كالتالي:

١. لا تتوقف عن التعلم والاكتساب، واتبع جميع الطرق والاساليب لتنمية مهاراتك وتطوير قدراتك.

٢. استمع بشكل فعال، فمن المهم جداً إن كان الشخص يود أن يطور مهارة النظرة الشمولية أن يطور مهارة الانصات الجيد، أي أن يكون شخصاً قادر اً على الاكتساب من خلاصة خبرات الاخرين، كما أنه شخص لديه رؤية جيدة لنفسه، يعرف مواطن قوته والنقاط التي يحتاج ان يركز عليها في شخصيته.

٣.طور مهاراتك في التقييم والتقويم: فهي من صفات القادة الناجحين، فنجاح القائد يرتبط بقدرته على تقييم المواقف وقياس المشكلات وتحديد الاحتمالات، التي يمكن أن يواجهها الفريق، فيكون جاهز مع فريقة ومستعدين لاقتناص فرص النجاح.

٤. لا تضيع أهدافك ودعها نصب عيناك، وتذكرها بشكل دائم فلا تشغلك الامور الصغيرة عن تحقيق اهدافك الكبيرة.

٥. شاهد الأمور من وجهة نظر الاخرين، بذلك ستتمكن من المحافظة على علاقاتك بالآخرين، لأنك قادر على فهم مشاعر من حولك، وتقدير اهتماماتهم وتفهم احتياجاتهم.

٦. أعمل مع مجموعة، لتتعامل مع كل الافكار مهما كانت معقدة او مختلفة عن افكارك بذلك يكسبك نظرة مختلفة للأمور.

٧. تعلم من جميع مواقف حياتك سواء كانت ناجحة او فاشلة، لنتعلم من خبرات الآخرين.

لنفكر خارج صناديقنا الفكرية اللي تعودنا أن نرى الامور من خلالها، لنصل لنظرة مختلفة للأمور.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات د.عذاري الكندري

تدوينات ذات صلة