لا تحاكموا عام 2020 على ذنب لم يقترفه فربما الذنب بفعل الإنسان.

مر عام 2020 بكل ما يحمل من أحداث، كانت بمثابة أحداث أليمة للبعض، والبعض الآخر اعتبرها كبوة في حياته وسرعان ما قاوم ونهض من جديد

لو تأملنا الأمر عن كثب سنجد أن الخير يختبئ في ثوب الأزمة، واجهنا ومازلنا نواجه الكثير من الأزمات والتي ستنتهي حتما في يوم ما بفضل الأمل في الله.

جاء عام 2020 ليضغط على أرواحنا فخرج بعصارة تجارب لا ننكر أننا جميعا استفدنا منها، لا ننكر أننا اكتشفنا جانب في شخصيتنا لم نكن نراه من قبل، ومواهب ظهرت ولم نكن لنكتشفها إلا في ظل الأزمة.

بدأ العام بالعديد من التقلبات المناخية والعواصف التي صاحبتها سيول أغرقت قرى بأكملها.

ثم انتشار فيروس "كوفيد 19" والذي لم يترك بيتا إلا وأثر فيه بشكل ما، فإذا لم يفتك بك المرض فقد يكون فتك بتجارتك أو عملك أو حتى نشاط اعتدت ممارسته ولم تعد.

مشاريع تجارية بأكملها أغلقت وتعرض العاملين بها إلى التسريح أو على الأقل تقليل العمالة، أصبح هناك أعداد كبيرة تعاني من البطالة.

لكن في المقابل ظهر دعم ممن لم تتعطل مصالحهم وتكفل الكثير بأسر كادت أن تجوع.

لو تأملنا قسوة المرحلة لظننا أنها لن تنقشع عنا تلك الغمة بسهولة، فقد فقدنا الكثير من أحبائنا كانوا بمثابة العالم بالنسبة لنا،

هناك من فقد أبوه أو أمه وهناك زوجة فقدت شريك حياتها وهناك أب وأم فقدا أحد أبنائه، الحزن خيم على القلوب وفتك بها والخوف من الفقد قبع علي صدر كل منا.

لكنها أقدار الله على أية حال ولابد أن نزينها بالرضا مهما زادت قساوة الموقف.

لو تأملنا الموقف أكثر لتيقنا أن الفساد كان بفعل الإنسان في بادئ الأمر حينما خالف الفطرة وأكل مالا يؤكل كالخفافيش بل ومسئول عن انتشاره

بسبب قلة الوعي وعدم الالتزام بالتعليمات التي بدورها تحافظ على سلامتك وسلامة عائلتك.

لم يكن عام 2020 سيئا لأبعد حد لنضعها خلف القضبان ونحاكمها، ظننا في بادئ الأمر أن الحظر والمكوث بالبيت أمر سيء لكن ظهرت له إيجابيات كثيرة.

فقد خرجنا منها بالكثير من الدروس والعبر التي لم نكن لنتعلمها لولا تلك الأزمة.

ازداد الترابط الأسري عند البعض، هناك آباء اكتشفوا أبنائهم ومواهبهم وعرفوهم عن قرب بعد أن كادت أعباء الحياة أن تصدع الترابط بينهم.

وربما ظهرت معادن الناس الخفية، فربما اكتشفنا صديق بمثابة الأخ. وربما عكس ذلك فالبعض كنا نظنهم أوفياء حتى محصتهم الشدائد وظهر الوجه القبيح لهم، ربما كانت خسارتهم مكسب لنا.

لا تحاكموا عام 2020 على ذنب لم يقترفه، فربما أراد الله أن يختبرنا، الكثير منا اكتشف أن السعادة حقا قرار بيدك، من أراد أن يخلق الفرحة بين أفراد أسرته سيفعلها حتى لو من خلف قضبان عام 2020.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات دعاء إبراهيم

تدوينات ذات صلة