وجوه الناسِ شبابيكٌ مغلقة جرّب أن تبحثَ فيها عن معانٍ مختلفة


وأنت تسيرُ في الشوارعِ والحارات، وأنت جالسًا على مقعدكَ في مقهى ما، أو حتى تنتظر ضوء الإشارةِ الأخضر.

أوقفْ عداد ساعتكَ لدقيقة

الدقيقةُ ليست مدة قصيرة !

فيها يموتُ شخص ويولدُ آخر..

فيها تخرجُ كلمةً لن تعود بعدها الحياة كما كانت..

فيها يصنعُ مجدٌ وتُغرس أمجادٌ أخرى في قاعِ الأرض..

وفيها قد يكسَر قلبٌ ويُداوى من بالجراح كان مكسورًا.

لذلك؛ انظرْ حولك أو على يمينك أو من جانبكَ من خلفك من أمامك

لا تهم الوجهة التي اخترتها الأهم أن تتمعن بها..

وتسأل نفسك حولها

كيف بدأ يومَه ؟

كم مرّ عليه خريفٌ وأسقطه ؟

كم مره استطاع أن يصنعَ ربيعًا آخر؟

هل الحزن استوطنهُ اليوم أم أنه الفرح استبقه ؟

كم مرة ادّعى ثباته ؟

كم مره عادَ من وسطِ طريقٍ مظلم وسلكَ من بعده طرق منيرة ؟

كم كلمة عجزَ عن إخراجِها ؟

كم محبة قدّمها وكم كره حول عالمه ؟

تلك الأسئلة وغيرها مهما بحثت عن إجاباتٍ لها لن تجدَ إجابة صحيحة واحدة.

ولا أظن أنّ هذه الأمور قابلة للشرح لأنّ حزن الأشخاصِ أو فرحِهم خارج عن إرادتهم ولا يمكن أن تحكُمَ عليهم ولا يمكن أن تقبل الحُكم عليك

في حقيقة البشرُ مدهشين، وجوههم تروي حكاياتٍ، وأفكارهم وأفعالهم وكلماتهم تروي حكاياتٍ أخرى.

ولا يمكن للمرآة أن تظهركَ كل يومٍ بنفس الطريقة.

اليوم أنتَ سعيد ومرآتك كذلك،و كل من رأيتهم كانوا يمنحون الحب والابتسامة.

لكن ماذا عن الأمس!

حين كان الحزن يستوطن فيك، تجنبتَ النظرَ في المرآة فأنت لا تحب نفسك وجميع من مرُّوا عابسون يكرهونَ الحياة.

يمكن لوجهكَ أن يروي البعض من أفكارِك، أحلامكَ، أمجادك وأحزانك

لكنّك وحدَك منْ تستطيع أن تحوْله لعالمّ آخر يَروي المحبةَ رغمَ البغض وَالسعادة، رغم البؤس والطُموح، رغم الخذْلان

لذلك أنتَ وحدك من تصنع روايات وَجهك الخاص.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

الوصف رائع ^^

إقرأ المزيد من تدوينات أسيل العساف

تدوينات ذات صلة