أعتذر لك من كل قلبي عن أكثر من شئ، أولهم تأخر الاعتذار

" أعتذر لك عن كل مرة تلاقينا بها، وسألتني لماذا أنت بالذات؟، فضحكت وتظاهرت بالمزاح..

لكني لم أتوقف مرة واحدة عن التساؤل: لماذا أنت؟؟


لربما لهذا البريق الذنب الأعظم بالأمر..

ودعني أترك التظاهر جانباً هذه المرة وأشبعك بالإجابات..

لماذا أنت....

لأن منذ ذلك الصباح حين تلاقينا وتحدثنا، لم تصمت هذه الطفلة داخلي.

تريد التباهي بحبيبها الأول أمام أطفال الحي، تريد القفز واللعب والغناء حوله طوال الوقت، تريد الحياة الصاخبة المليئة بالحلوى وبالشجارات الحمقاء معه.

تريده الآن وإلى الأبد.


لكنه نفس الصباح حين تلاقينا وتحدثنا، لم تصمت هذه الأم داخلي.

تريد حماية طفلها من الجميع، لا مانع في أن تخبئه بين ذراعيها طوال الوقت، تريد لحظاته الهادئة والصاخبة، الحنونة والقاسية، تريده وتتقبله كما هو، ما إن يغادر المنزل وحتى يعود إلي ذراعيها كل مساء، لا تتقبل أن تحزن هاتين العينين، ولن تسمح بشعور يملأه سوي السعادة، لأنها تتمنى إمضاء كل لحظة متبقية تهتم بغذائه وملابسه ومعيشته، لأنه حين يبتسم تعلم أن هذا هو نجاحها الأكبر.

تريده بجانبها الآن، وترفض أن يكبر ويتركها إلى الأبد.


لكنه نفس الصباح حين تلاقينا وتحدثنا، رأيت عاشقة مراهقة تخرج مني وتذهب إليك.

تريد إغداقك طوال الوقت بأحاديث العشق، أن تتأبط ذراعك أمامهم جميعاً ولا تبالي، وإن وصلت إلي مسامعها كلمة انتقاد، تثور بهم جميعاً ولا تتوقف عن مدح صفاته، لأنهم لم ولن يعلموا من أنت وكيف أنت من الداخل، لأنهم حمقى لا يرون سوى الخارج، ولكنه حسن حظها، فلن يفهم أحد قيمة معجزتها سواها.


لأنك في هذا الصباح...

أعدت إليي الطفلة التي كنتها، المراهقة التي تناسيتها، والأم التي سأصبحها في آن واحد.


لأني معك..

بلا زمان ولا مكان.

لهذا أعتذر، وأخبرك أنني عجزت عن إجابة سؤالك: "لماذا أنت"


#أمينة_صلاح


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات أمينة صلاح

تدوينات ذات صلة