لأول مرة يوضع العالم بأكمله بين يدي ،وأول مرة أرى العالم بأكمله أمامي

"لدوامة الهدوء الأكثر صخبًا على الأطلاق،

عالم من الصمت المعتم يضم كل ما حملت الأرض من أصوات، وكل ما رأت وما لم تر الأعين من الأضواء،

كيف لأبيض من صفحاته وأسود من أحباره أن يجمع كل هذه الألوان،

كيف ترى وتسمع وتتذوق، تسافر وتعود وتفقد الوجهة، تحيا وتموت وتتعذب بينهما، بينما أنت لم تغادر مقعدك قط؟

يضعه أبي بين يدي لأول مرة، ها أنا أمسك صفحات جرداء من الورق، لكني أبدأها، ومعها، تتحول الأوراق لملمس رداء قطيفة مخملي، في غرفتي أجلس، لكن الجدران تتحول لبناء من عصر آخر لم أعشه أبدا، أشعر بالنعاس، من المرجح، لكني ما شعرت يوما بحدة الصعوبة الحقيقية إلا حين أجبرت نفسي على التوقف عن القراءة و للأحداث بقية..

لم يكن كتاب، كان عالم آخر قطع لي أبي تذكرته، كان الشغف يبدأ، بلا نهاية..."




كان الأمر أشبه بلقاءك أول مرة،

" لم يكن للقاء مؤثرات واقعية، بقدر ما كانت لكل ابتسامة تفر من ثغرك الرقيق كحبات الندى فعل الانفجار داخل عقلي المسكين..


كيف يتحمل هذا العقل المادي كل هذا القدر من المقارنات في نفس الوقت؟

لنبدأ بمقارنة كل ما أتى به الإرث البشري من تركيبات موسيقية، و نغمة تصدرها حين تضحك.


ونمر على مقارنة أضواء الملايين من النجوم الحية منها والفانية، وبريق عينيك لحظة يحيطنا جدار الصمت.

خفوت لمعان عواميد الإنارة حولنا، حين تسرقه خصيلات شعرك الداكن.

وذوبان ذرية القصائد كلها، من أول جد لآخر حفيد، فوق سطح كلماتك الجاري، والعذب، والصافي دائمًا.

تخبرني أنها لقاءات عادية إذن؟

مؤكد أن سكان باريس لا يولون اهتمامًا لمدينة النور لأنها ببساطة مسقط رأسهم.


ولا يرى زوار القمر بعد عودتهم سوى صخور تعكس الضوء.

يفتقد الفاعلين حماس المنتظرين، هكذا يمحو الواقع ما خط الخيال كلما سنحت له الفرصة.

وتمحو يديك الواقع كله حين تأثرني..

' ما لا يخطر على عقل بشر ' "



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات أمينة صلاح

تدوينات ذات صلة