المعاملة بالمثل طريق سهل ولكن؟

ربما من الأسهل والأيسر علينا أن نعامل الأشخاص في حياتنا بالمثل .. ولكن هل من السهل علينا فقدان أنفسنا وذواتنا في غياهب الحياة ؟

هل تذوقت يومًا لوعة الشوق لنفسك التي أضعتها في زحام المواقف والظروف و الأيام ؟ هل تشتاق لبساطة قلبك ورحابة صدرك ؟ تتحسس موضع قلبك خائفًا هُجرانه لك ؟ هل شعرت يومًا أنّك لا تُشبه نفسك ؟ أو أنّك قد فعلت يومًا ذنبًا أعبت صاحبه عليهِ من قبل ؟ هل تشتاق لذلك الهدوء والسلام الذي كان يكتنف أرجاء روحك ؟

المعاملة بالمثل هيَ أحد أهمّ من تقع عليها معظم أصابع الإتهام بالتسبب في ذلك ..

قد يظن البعض أن العفو والتسامح والمعاملة بالمبدأ عوضًا عن ردّ الفعل بالفعل ذاته .. ما هُو إلّا ضعف وتَرَاخٍ وتنازل عن الحقوق ، لكنّه في عمق الحقيقة ما هو إلّا حكمة وتعقل وترفّع عن توافه الأمور وتصالح كبير مع النفس ، حيث أنّ الإنسان إذا وصل لذروة حكمته و معرفته بقدر نفسه لن تضرّه سفاهة الجاهلين .. إنما يختار بكامل قوته ووعيهِ أن يتجاهل ويُعرِض عنهم .

تذكّر دائمًا منزلة الأخلاق في الدين يهُن عليك فِعلهم وتصغر في عينك دنياهم وتكبر أنتَ في عينِ نفسك ..

لا تهجر درب الحق لكونك تخطو وحيدًا فيه ، تابع السير و ستجده ممتلئ بلوحاتِ إرشادٍ ربانية تهديكَ إلى غابةٍ من السلام ..لا تغرّنك كثرتهم فَطريق الحقّ أقوَم ..

لا تُقابل السيّئة بسيّئةٍ مثلهم ..لا تتصرف بشكل يشبههم ..

لكي لا تتحول تلقائيًا لشخصٍ لا يشبهك ..

ومن ثم وبدون درايةٍ منك ولا انتباه تستيقظ من غفلتك

لترى نفسك قد أصبحت نسخة طبق الأصل عنهم ..

وتطيل النظر في وجهك فتجدهُ لا يزال كما هو

أمّا مرآة روحك فتعكِس تشوهات قد أصابت معالم السكينة والسلام فيها

فغدَوت شخصًا لا يشبهك ..

لا تخسر ذاتك وجمال روحك لأجلهم ..

داوِم على حساب نفسك وتقويم اعوجاجها ..

تشبث وتمسّك بمبادِئك بكل ما أوتيتَ من صبرٍ وحكمةٍ و قوة ..

واجعلها اليد التي تربت على كتفك والروح التي تآنس وحشتك إن اضطررت يومًا إلى السير وحدك في طريق الحق !