الذات كقصة رباعية الابعاد

بناء الذات كقصة تبعا لطفولة غير ناضجة يحتاج منا الوعي لتحويل القصة الى عملية تغير تقودنا الى صناعة النجاح

السلام عليكم ورحمة الله

معظم الوقت نتعرض لمواقف نتصرف خلالها بتلقائية ونشعر بالندم على معظم التصرفات التي تصدر منا ونتساءل لماذا تصرفت هكذا ؟ ولفهم ذاتنا بشكل افضل يجب ان نتعرف على

اربعة ابعاد مهمة لفهم الذات من مفهوم علم الانظباط الايجابي الذي يقوم على نظرية العالم الفرد ادلر،.

يتحدث من خلالة عن كيف تفكر ،كيف تشعر؟ وكيف تتصرف ،

ويخبرنا باننا نقرر ان نرى انفسنا و العالم من حولنا بناءا على قراراتنا الطفولية التي تبدأ منذ السنوات الثلاث الاولى لنا الى السابعة في هذه الحياة.

وتكون مبنية على وعي طفولي ينقصه الخبرة والتجربة، سوى من خلال الوالدين او من يقدمون الرعاية للطفل تستمر بالنمو مع رحلتنا بالحياة ،

ونرسم ذواتنا بناءا على القصة التي ظننا اننا هي الافضل بالنسبة لنا، ونستمر بالحياة بهذا النمط الفكري والشعوري الذي يولّد سلوكيات خاصة بكل نمط ونعيش به غالب حياتنا دون وعي واداراك بأننا نكرر خبرات وقرارات الطفولة .

قد يبدأ قرارنا بتغير قصتنا الطفولية حين نتبه على النتائج السلبية لما نقوم به من قرارات طفولية مسيطرة علينا وعلى من حولنا ،

واذا وصلنا لمرحلة من الادراك باننا بحاجة لتغير ما نحن به الان، و لان هذه الانماط غالبا ما تسبب لنا خسائر على المدى البعيد لنا ولمن حولنا ، و ان استمرارنا بالتعامل بنفس الطريقة التي لا تخدمنا سيأخذنا الى طرق مسدودة وخسائر اكبر مما نحن عليه الان .

سأتحدث عن الاربع اشكال الرئيسية من الانماط الفكرية بشكل عام والتي تسود نظامك الفكري بالحياة :

• قد تختار ان ترى العالم اجمل حين تتصرف بود ولطف مع الاخرين وتبحث عن رضى من حولك بدءا من الوالدين الى جميع من حولك، وتستمر باستخدام العبارات الجميلة والودودة ، و خوفا من المشاكل والرفض وطلبا للحب والود على حساب نفسك، وبذلك تكون شخصية ودودة تسعى للقبول .(صانعة الحب )

• قد تختار ان ترى العالم اجمل حين تتصرف بطريقة مميزة مختلفة عن من حولك من الاخوة او الاقران حتى ينتبه لك الوالدين و الاخرين فتبحث عن الابهار وتسعى للكمال والمثالية حتى يصفقون لك ، و خوفا من ان تكون بلا معنى وغير مهم في الحياة وبذلك تكون شخصية تسعى للرفعة والمثالية. ( صانعة الافكار )
• 
  
• قد تختار ان ترى العالم اجمل حين تتصرف بطريقة سلطوية بحثا عن الاهداف و مسيطرا على نفسك حتى يسلمك الوالدين والاخرين زمام السلطة، وخوفا من ان يقوموا بانتقادك والتقليل من قيمتك فالسيطرة تحميك من هذه المشاعر السلبية وبذلك تكون شخصية تسعى للسيطرة.( صانعة القرارات )

• قد تختار ان ترى العالم اجمل حين تتصرف بطريقة مريحة لنفسك وللاخرين فتفكر بان لا تتعب جسدك وتجلس بهدوء بعيدا، حتى لا تسبب تعباً للوالدين وللاخرين، و خوفا من ان تفقد سلامك الداخلي الناتج عن فوضى الاخرين من حولك فتقرر ان تبقى هادءا مرتاحا تنشر السلام بين الناس وبذلك تكون شخصية تسعى للراحة والسلام .( صانعة السلام )
• 
  

وهذه القرارات تظهر حين التعرض للضغط الناتج عن عدم قدرتنا الوصول لتوقعاتنا العالية واهدافنا بالحياة مقابل الواقع الذي نعيش فيه تتواجد جميعا داخلنا ولكن واحدة منها هي المسيطرة علينا معظم الوقت ابحث داخلك واكتشف ذاتك ،

كل هذه الشخصيات جميلة وتحمل الايجابيات وتحمل السلبيات ، فبداخلنا الخير والشر و بداخلنا الصواب والخطأ منذ الخلق ،

خلقنا الله بها لنكمل بعضنا بعضا ، وليس هناك شخصية افضل من الاخرى ولكن اجتماع هذه الشخصيات والانماط الفكرية والشعورية معا هو ما يشكل التكامل بالمجتمع الانساني ، بحيث لا نستطيع ان نعيش فرادى بل بتقاطع مع هذه الانماط .

وتذكروا قوله تعالى ( وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ) نحن في هذا العالم متمازجون ونجد هذه الانماط بمن حولنا ،فلو كنا نشبه بعضنا بعضا لما كان هناك شعور باللذة حين نسمع الكلام الجميل الودود من الشخصية الودودة ، ولن نكون متميزين حين لا نبحث عن الافكار الجديدة من صانعي الافكار ، ولن نكون منفذين ومنجزين حين لا نسمح لصانعي ومنفذي القرارات باخذ السلطة ، ولن نشعر بالسلام والراحة بل سيمتليء هذا العالم بالحروب والدمار والصراعات اذا ما تواجد صانعي السلام في عالمنا .

فقبولنا لما نحن عليه وعدم رفضه سيجعلنا نقوم بادوارنا التي خلقنا لها ونتناغم مع ارواحنا فكريا ومشاعريا وجسديا .

اعلم انكم تحبون ان تعرفوا اكثر عن هذه الانماط بعمق وهذا ما ساقدمه لكم بالمقالات القادمة بأذن الله تعالى .