تتأمل الكاتبة قضية تقييم الأشخاص بناءً على ما يقرأوه، وتبدي في ذلك رأيها مستندةً على حالةٍ واقعيةٍ عاشتها.


عفاف الروقي


في مجلسٍ للقُراء، دار حوارٌ فيما بيننا متسائلين عن مدى صحة العبارة القائلة "قل لي ماذا تقرأ، أقولُ لك من أنت" والتي أتى بذكرها الكاتب إيريك دو كيرمييل في رواية مكتبة ساحة الأعشاب، وقد كان بالنسبة لي: التساؤل الذي أتى بمزيد من التساؤلات! لماذا القراءة تحدد هوية الإنسان؟ أهو بهذهِ البساطة لكي يُعرف بما يقرأ؟ حتماً لا، فهو الإنسان! الكائن ذو التركيبة المعقدة، وهو من ينبغي له وصف نفسه، تساؤل آخر كان قد لاح لي: ما حال الإنسان الذي لا يستطيع وصف نفسه؟ فقد كُنتُ قد مررتُ بتجربةٍ كانت في طياتِها الكثير من الضياع، وما لبِثتُ إلاَّ أن اهتديت إلى الطريق بعد شتاتٍ عظيم وكنتُ أجهله! حتى مرت عدة سنوات واستمعتُ لقصة أحدهم وكانت مشابهة تماماً لما حدث معي. سرد مشاعراً لي في قصته بطريقة كاملة وشاملة لكل شيء حتى تنهيدة الضياع! فقد هَزَّني وأيقظني من الداخل وصفه! فكيفَ أخطأتٌ أنا وصفَ قصتي؟ هل كنتُ أجهل ما حدث؟ أم كنتُ أجهلني؟ وعندما قلتُ إن تجربتي كان فيها الكثير من الضياع، فهي كذلك، فقد أضعتُ وصف حال نفسي حينها!

يبدو أنه من الصعب على الإنسان أن يصفَ نفسَه، والقليل من يستطيع ذلك، فما بال الذي يقول "قل لي ماذا تقرأ، أقولُ لك من أنت"! فقط أيها الإنسان قل لي من أنت وأحسِن وصفَ نفسِك وسأعرفُ من أنت! وفي كل مرة أخبرني من أنت لكي أعرِفك، لأن وصفاً واحدً لا يكفي لك.




نَصّ

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات نَصّ

تدوينات ذات صلة