محاولة أخرى للتواجد على سطح غير متحرك , محاولة أخرى للانتماء.
تحت الأرصفة، بين خصلاتي البيضاء، من فوقي ومن تحتي وفي الأيام ذات الشمس الضجِرة.. أظلّ أفتّش عن الولاء وأفشيه.
إنه سيّد جيناتي وأكثر صفاتي وفرة، فأنا أخاف من هجران الأيادي أخاف من الندائات المتبخرة، أخاف من الساعة الخامسة والعشرين وأخاف من أن يخلو المشهد من أصحابه وأخاف أن لا يعود الفتى.
لذا أجدني أحمي من حولي من أن يمسهم هذا النوع من الخوف
متى تعلّمت الأشياء وأناسها الرحيل؟ متى خُلِق الوداع؟ أفتش عن تاريخ أول خطوة سلكها أحدهم نحو التجاوز، أود أن أعرفه أود أن أهجوه وأرثيه وأتغزل به، أود أن أمارس عليه بقائي كتعذيب.
أحيانا حين يولد المرء من سلالة ذات أجنحة تكون المرساة حجر كريم في عينه، يجمع أكبر كمية ممكنة منه. يظل يرسم شكله على الرمال، على ضباب النوافذ، على رسغه، وعلى أوراق مصيرها الاغتيال.
بحوزتي انتظارات لا تنتهي ولا أريدها أن تنتهي. وأجيد جعل الأبواب مفتوحة على مصراعيها في كل الأوقات دون أن أشكو من اللصوص والريح، وزيارة متأخرة للربيع، وأظنني هكذا أفسدت قدميّ.
أفسدتهما بالرحيل المتأخر ،بالتورط في طرق تخص الآخرين والإصرار على أن لا أتركهم قبل أن يصلو. فيصلون وأبحث أنا عن وسيلة عودة لطريقي فلا أجد.
لكن رغم لوثة الرحيل المتأخر، رغم ندوب المصافحات الخاطئة، رغم توبيخ المرآة لي،
سيظل البحث عن الرسوخ هبتنا .
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات