2020: تبًّا لكم أيُّها البشر ارتكبتم الجرائم وتركتم كل الحقدِ و السواد الذي يحيط بكم واتهمتموني زوراً!!



أنا هُنا لم أذهب بعيداً بعد.. مازال هنالك متَّسَعٌ من الوقت قبل أنْ أرحلَ عن هذا العالم وأترك ظلام سكانه.. مازلتُ أتنفَّسُ الصُعَداءَ من جرائمكم واتهاماتكم الباطلة.. مازلتُ أُكافحُ السَّوادَ الذي يلاحقني من قلوبكم ويُصِرُّ أن يُلطِّخَ اسمي بدماءٍ وكوارثَ وأمراضٍ ومحن.

تبًّا لكم أيُّها البشر، تنتظرون عاماً جديداً يملؤه الحب والوئامُ والسلامُ، والحقد يتربَّعُ على عرشِ قلوبكم.. تبًّا لكم أيُّها البشر، تنتظرون رحيلي بفارغ الصبر، جازمينَ أنِّي قد جلبتُ لكم سوء الحظِ وسوء القدر وأنتم على حالكم لم ترتعش منكم شعرةً واحدةً على جرائمكم وسواد قلوبكم وحقدٌ قد جال في أرجاء عالمِكُمْ ودمَّر كل الحبٍّ والخير والأمل.. تبًّا لكم أيُّها البشر.


سُؤالٌ تِلْوَ سُؤال سأطرحُ عليكم وأريدُ منكم الجواب:


من قتَّلَ أطفالَ اليمن؟! من قتَّلَ أطفالَ سوريا والعراق؟! من قتَّلَ أطفالَ فلسطين؟! من قتَّلَ أطفالاً وهدَّم المساجدَ على رؤوسهم فقط لأنهم حفظةُ كتابِ الله؟!!

من جال في الأرضِ فسادًا وجوَّعَ أطفالاً واعتدى على نساءٍ وقتَّلَ أبرياءًّا ودنَّسَ مقدَّساتً ودمَّرَ بلداناً وشرَّدَ عائلاتً وفرَّقَ أحباباً؟!!!!!!!!


كم شخصاً منكم مقاطعاً أخاهُ -ابن أمِّهَ وأباه- لمجردِ موقفٍ تافهٍ لا يذكر بالحسبان؟! كم شخصاً منكم يؤذي جاره ويلقي حمولةَ كرهِهِ على أعتاب الباب؟! كم شخصاً منكم يرفعُ صوته على أمِّهِ وأباه لمجردِ طلبٍ صغيرٍ قد يكون مجردَ مساعدةٍ بسيطةٍ في تحضير الطعام؛ تشبيعاً لبطنٍ يأكلُ الأكلَ وينثرُ السُمَّ في وجوهٍ مكرمةً من خالقها؟!! كم شخصاً منكم يستغيب أخاه ويتكلم في عِرضِه يمنةَ ويسرة ثم يبتسمُ في وجههِ حين اللقاء؟! كم شخصاً منكم؟ فقط مجردُ سؤال!


قبل أن أرحل وأترك اسمي في سجلات الكتب والأحداث لي رسالتان لا ثالث لهما:

رسالةٌ إلى أصحاب القلوب البيضاء الذين ينشرون النور في هذا العالم رغم كل الظلام والآلام:

ابقوا على نقاء قلوبكم وجمال أخلاقكم ولا تلتفتوا إلى ذلك السَّواد، وخذوا حذركم وكونوا دعاة الله في الأرض.


ورسالةٌ مُجَلْجَلَةٌ أبعثها إلى كل مُتَكَبِرٍ وظَلَّام وإلى أولئك الذين تركوا سوادَ أنفسهم واتهموني بكل سوءٍ وقلَّةِ حياء:

أختي "2021" لن تكون أكثر شفقةً عليكم، ولن تكون أفضلَ حالاً مني حتَّى ولو أقمتم لها الاحتفالات والمهرجانات؛ فالسَّواد لا يليقُ به سوا السَّواد.


السلام إلى أصحاب السلام.. 2020.



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

أشكركم جميعاً على طيب كلامكم🌹

كلام في منتهي المصداقية والروعه

رائع

إقرأ المزيد من تدوينات أحمد ريَّان

تدوينات ذات صلة