ناداه قلبُ الأمِ وهو مُعفرٌ : ولدي ، حبيبي ، هل أصابك من ضررْ ؟

أين أمي؟ سؤالٌ يخرج من بين شفاهِنا من غير اسْتِئذان وكأنه خُزِّنَ في القلب!

أين أمي؟ سؤالٌ يُراوِدُنا عندما ندخل المنزل..عندما نخرج..عندما نأكل..عندما

نضحك..عندما نفرح..عندما نحزن، سؤالٌ يخرج بحبٍ... بشوقٍ..بنكهةِ الأمان، عُذْراً

أمي قد أكون أرهقتُ سَمْعَكِ بكثرةِ النداء لكن ماذا عساي أن أفعل فَشَفَتايَ تَتَحَرَّكانِ بلا اسْتِئذان.

أسألُ عنكِ بأين أمي، أناديكِ ربما بلا أسباب.. فقط لأستمتع بأين أمي.


لا يعرف قيمة الأمِّ إلَّا من فقدها، أسمعها كثيراً ويهتزُ جَسَدي لكل حرفٍ فيها، أرتعش عندما أسمعها وأقول بصوت خفيٍّ: يا الله أُقْسِمُ بِعِزَّتِك وجَلالِكَ أنِّي أعرفُ قيمتها أرجوك أطل في عمرها ولا تحرمنِ لذَّة رؤيتها.

أسمعهم يقولون أيضاً: "بكرة بتجوز وبنسى إمه"، لا أخفيكم أنَّ قدماي تَتَجَمَّدان، كيف لي أن أنسى من تحت قدميّها الجنان، كيف أنسى من إستاضافتني في أحشائها تسعة أشهر، كيف أنسى من ربَّاني على القِيَّمِ والأخلاقِ والدين، كيف لي أن أنسى أمِّي نبض قلبي.


بعد أين أمي؟ وقيمَتِها وعدم نسيانِها أين نذهب؟

لا شَكَّ بل لا ريّبَ أنَّنا سنذهبُ مسرعين باحثين عن طُرُقِ بِرِّها وإسعادِها.

كُلُّنا نعلم أهمية بِرِّ الأمِّ وَرِضاها؛ فَرِضاها من رضا خالقها، وكُلُّنا نعلم أنَّنا مهما أبدعنا في حسن معاملتها لن نوفيها ذرة من حقها، فهل نبقَ مكتَّفِ الأيّدي؟ لا.. بل هذا سيدفعنا لمزيدٍ من الإحسان. لن أتكلم بطرقٍ تقليديَّة فلم أعهد نفسي إلَّا خارجةً بحلولٍ ذكيَّة، سأتحدث فيما بقي من أسطُرٍ عن طريقةٍ وجدتها من أفضل طرق برِّها ألا وهي أن أُقسِّمَ أهدافي وإهتماماتي في الحياة بيني وبين أمي.

عذراً لم أفهم؟!

حسناً، سأوضِّح.. لا تقلق.

أريد أن أكون معلماً و أمي تريد أن أكون طبيباً، سيقولون: اسع وراء حُلُمِكْ ولا تسمع لأحد فهذه حياتك، عذراً.. غير أنَّ هذا الكلام مثالي جداً فهو لا يُطبَّق مطلقاً على من وهبتني الحياة، سأدرس الطب وأكون معلماً.

أمي تحب الَّلون الأصفر وأنا أحب الَّلون الأحمر، حسناً.. سأرتدي هذا الأسبوع الَّلون الأصفر وأرتدي الأسبوع التَّالي الَّلون الأحمر.

وهبتني الحياة فكيف لا أٌقَسِّمُ حياتي بيني وبينها؟!


في نهاية المقال أرجو الله أن يحفظ لكم أمَّهاتِكُم وأن يرزقكم بِرَّهُنْ، ولكل من رحلت أمُّه إلى السماء أرجو الله أن يُصَبِّرَ قلبك وأن يرزقك لقياها في الفردوس الأعلى من الجنة جزاءاً لصبرك.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

منجد الام رحمه من رب العالمين حتى لو كانت الام قاسيه وفي النهاية مالنا الا هي يحز بخاطري أحيانا اذا شفت امي متضايقه ولا زعلانه ويارب تدومني على برها 🥺❤️

إقرأ المزيد من تدوينات أحمد ريَّان

تدوينات ذات صلة