مرض الوسواس القهريّ

مرض الوسواس القهريّ بطريقة مُبسطة وطرق علاجه والتعامل معه.

مرضُ الوسواسِ القهريّ «Obsessive compulsive disorder» أو ما يعرف بالـ «OCD».

_ هو مرضٌ نفسيٌّ يدفعُك للتفكيرِ في بعضِ الأشياء بشكلٍ جامحٍ وقهريٍّ ومتكرِّرٍ ولا يُمكن السيطرة عليها وقد يجعلك تندفع نحو تصرفاتٍ قهريَّةٍ لتقليلِ حِدَّة التوتر المُصاحبة لك، مثل: أن يعتقدَ بعضُ الأشخاص أنهم لم يغلقوا باب المنزل فيقومون بالتشكيك واسترجاع الحدث مرارًا وتكرارًا بطريقة هيستيرية ولكي يُخمدوا توترهم هذا، يذهبون لتفقُّد باب المنزل إن كان موصدًا أم لا، ولكن قد تكون تلك الأفعال أيضًا في تخيُّلِ المريض نفسه أنَّه تعرَّض لموقفٍ محرجٍ جدًا، فيقوم عقله بتكرار الفِعل كثيرًا بطريقة تُزعج صاحبها، أو أن يُهيئ لهُ أنَّه أذى أحد أقربيه أو أصدقاءه أو حتى نفسه، إلى أن ينقَبِض قلبه هلعًا من التوهُّمِ، وعلى جانبٍ آخر يقومون البعض بعمل طقوسٍ لتخفيف الوساوس لديهم.

والوسواس القهريّ يتلوَّن من شكلٍ لآخر ويتناول مواضيع كالآتي:

١- مواضيع دينية.

٢- مواقف محرجة مثل: الصراخ في مكانٍ غير مناسب.

٣- أذى الآخرون أو النفس.

٤- التخيُّل القهريّ للأشياءِ الجنسية.

٥- الإصابة بمرض أو الموت وتكرار التفكير في الأمر.

وينقسم الوسواس القهريّ لقسمين:

١- وسواسٌ منحصر في التفكير في الأشياء لاإراديًّا وبخارج إرادتك.

٢- وسواسٌ يجبُرك على فعل تصرفاتٍ دون سيطرتك كي تطمئن وتهدأ.

•الأعراضُ المرتبطة بالوسواسِ القهريِّ:

١- غسل اليدين حتى يتقشَّرَ الجلدُ.

٢- العدُّ والإحصاء بنمطٍ مُعيَّنٍ يُريح قلق المريض.

٣- فحص مُتكرر للأبواب للتأكُّد من أنها مُغلقةٌ وما مثله من الأفعال.

•أسبابُ الوسواس القهريّ:

١- أسبابٌ بيولوجية:

يوجد بعض الأدلة على أنَّ اضطراب الوسواس القهريّ هو نتيجةٌ لتغيُّر كيميائي يحصُل في المخ أو في وظائفِ عقله.

٢- أسبابٌ بيئية:

قد ينتج اضطراب الوسواس القهريّ نتيجة تصرفات مُكتسبة مع مرورِ الوقت.

••ملحوظة: أُثبِتَ أيضًا وجود عوامل جينية وراثية مُعيَّنة، لكن للأسف لم يتِّمْ تعْيين تلك الجينات المحددة المسؤولة عن الوسواس القهريّ.

٣- درجة غير كافيةٍ من السيروتونين:

السيرتونين: هو إحدى المواد الكيميائية لعمل الدماغ، وإذا كان مستواها متدنيًا وغير كافٍ عن مستواه اللَّازم؛ قد يساهم ذلك في حدوث المرض.

•مضاعَّفات الوسواس القهريّ:

١- الاكتئاب.

٢- محاولات الانتحار العديدة مثلما تُجبره التصرُّفات على ذلك.

٣- اضطراب آخر له علاقة بالمرض.

٤- اضطراب في الأكل.

٥- تدهور القدرة على العمل.

٦- تدهور في العلاقات الاجتماعية.

٧- إدمان الكحول أو ما يُماثلها من المواد.

٨- التهاب في الجلد؛ نتيجة غسل اليدين بطريقة قهريَّة.

•معايير تشخيص مرض الوسواس القهريّ في الفحص:

١- الشخص صاحب المرض يتصرَّفُ بطريقةٍ وسواسية وقهريَّة واضحة.

٢- السلوك اللَّاإرادي -القهريّ- يؤثر سلبًا على المريض في حياته الروتينية واليومية بشكلٍ مبالغٍ فيه.

٣- المريض أثناء الفحص يلاحظُ أن أفعاله الوسواسية والقهريَّة غير منطقيةٍ.

•علاجُ الوسواس القهريّ:

١- علاجٌ نفسيٌّ ويلجأ له الأطباء يُسمى «Cognitive behavioral therapy - CBT» وهو العلاج المعرفي السلوكي ويهدف لتحسين صحة العقل وتغيير التشوهات غير المفيدة للمريض.

٢- علاجٌ دوائي:

غالبًا ما يبدأ علاج المرض بمضادات للاكتئاب؛ لأنها تعمل على رفع السيروتونين ومنها:

كلوميبرامين «Clomipramine».

فلوفوكسامين «Fluvoxamine».

فلوكسيتين «Fluoxetine».

باروكستين «Paroxetine».

سيرترالين «Sertraline».

لكن لكلٍّ منهم آثار جانبية ومخاطر صحيَّة، فبعض الأدوية قد تسبب تفاعلاتٍ خطيرة عند تناولها سويًا، لذا يجب وجود الإشراف الطبيّ جيدًا وبعناية.

ومن الطرق الأخرى لعلاج الوسواس:

١- تجاهل التفكير بالأمور الوسواسية وشتِّت نفسك فيما يفيد.

٢- التيقُّن من أنَّ تلك الوساوس ما هيَّ إلَّا معتقدات وتخيلات واهمة تستنزف قواك لذا تخلَّص منها.

٣- يفعل الكثيرون بعض الأشياء مثل: كُلما أتت لهم الوسواس ضربوا أيديهم، فيفهم العقل أنَّ كلما أتت الوسواس أتى معها الألم لذا ستقلُّ تدريجيًا...

وبالنهاية، لا تخجل من بوحك أنَّك مريضٌ نفسيٌّ بمرض الوسواس، صحيح أنَّ أصحاب المرض يعانون من الخجل لإفصاح حقيقتهم لكن يجب عليك أن تُعالج نفسك وتذهب لأقرب طبيبٍ عندما تُطبق عليك تلك الأعراض، دُمت سالمًا.

_جنة أبوالنيل.