هل أنت شخص صباحي أم مسائي؟ غالبًا ما يعتمد الطلاب على إجابة هذا السؤال في تحديد مواعيد محاضراتهم؛

حيث يعتقد الأشخاص الصباحيون أنهم يكونون أكثر تركيزًا في فترة الصباح، لذا يختارون المحاضرات الصباحية، وكذلك الأشخاص المسائيون.


لكن هل يؤثر هذا بالفعل على قدرة الطلاب على التركيز والتعلم في الأوقات المختلفة من اليوم؟ وهل هناك سلبيات للمحاضرات المسائية في نظام التعليم عن بُعد؟


اتفق العلماء والباحثون على أن الانتباه والقدرة على الاحتفاظ بالمعلومات مرتبطان بالوقت من اليوم، حيث يصرون على أن الإيقاع اليومي للساعة البيولوجية

يُحدد تأثُّرنا بالمحفزات الخارجية؛ بمعنى أن هناك أوقات من اليوم أفضل أو أسوأ لدراسة المواضيع التي تحتاج لتركيز كالرياضيات أو القيام بالقراءات.





أثبتت الأبحاث أن هناك ارتباطات بين الأداء في العمل والوقت من اليوم؛ حيث أن الأشخاص يكونون أكثر نشاطًا وإنتاجية في الصباح.

لكن في سبعينيات القرن الماضي تم تعديل النظريات لتعكس معرفة أكثر تعقيدًا في علم الأحياء وهي نظرية الإيقاع الحيوي (biorhythms)، التي مُفادها أن الطلاب يكونون أكثر تقبلًا للقراءة

والتعلم في وقت معين من اليوم.





ما هو الوقت المناسب للتعلم في اليوم؟


أجرى بعض الأشخاص دراسات على الأوقات المناسبة للتعلم خلال اليوم فوجد بعضهم أن الوقت المناسب للدراسة هو وقت ما بعد الغداء، ووجد آخرون أن الدراسة قبل النوم

غالبًا ما تكون أفضل وقت للاحتفاظ بالمعلومات.


بشكل عام يكون التعلم أكثر فاعلية بين الساعة 10 صباحًا و 2 ظهرًا، ومن 4 مساءً إلى 10 مساءً؛ عندما يكون الدماغ في وضع الاكتساب. ومن ناحية أخرى فإن الوقت الأقل

فعالية للتعلم يكون ما بين الساعة 4 صباحًا و7 صباحًا.





لكن لا يمكن تحديد ساعات محددة للدراسة مناسبة للجميع. لماذا؟


يعود السبب في ذلك إلى أن هناك العديد من العوامل الأخرى التي تؤثر على قدرة الطالب على التعلم بخلاف الوقت من اليوم؛ فعلى سبيل المثال عدد ساعات النوم

تعد أحد العوامل التي تؤثر على تركيز الطالب وقدرته على التعلم؛ فإذا لم يأخذ الطالب القسط الكافي من النوم سيكون مشتت الانتباه باستمرار.


كذلك فإن الأطعمة والعادات ونمط الحياة جميعها تؤثر على كفاءة التعلم خلال اليوم.





الدراسة في الأوقات المختلفة من اليوم


قبل أن تحكم على الوقت المناسب لك للدراسة خلال اليوم عليك معرفة فوائد الدراسة في الأوقات المختلفة من اليوم كما يلي:


الدراسة في الصباح


يعتقد معظم الأشخاص أن الصباح هو أفضل وقت للدراسة، حيث يميل الدماغ إلى أن يكون أكثر حدة في الصباح بعد أخذ قسط كافٍ من النوم وتناول فطور صحي.


تعد هذه الفترة رائعة لتعلم نظرية جددة أو لمجرد مراجعة ملاحظات الدرس من اليوم السابق؛ لأن الصباح يمنحك عمومًا قدرة أفضل على تذكر المعلومات.



الدراسة في فترة ما بعد الظهيرة


في هذه الفترة يكون دماغ الطالب في حالة جيدة لدمج المعلومات الجديدة مع ما يعرفه بالفعل، وخلال هذا الوقت من اليوم يكون الطلاب قادرين على إنشاء

الروابط بين المعلومات التي تعلموها وجعلها أكثر فائدة.


كما أن هذا الوقت من اليوم يعد مناسبًا للتواصل مع زملائك ومدرسيك في حال وجود شيء لا تفهمه وبحاجة للتوضيح، حيث أن هذا الوقت الذي يكون فيه

الأشخاص أكثر نشاطًا بالعادة.



الدراسة في الليل


بالنسبة لبعض الطلاب يكون وقت المساء أو الليل مناسبًا بشكل أكبر للدراسة والقراءة، حيث يكون لديهم المزيد من الطاقة لفعل ذلك.


تساعد الدراسة في هذا الوقت على تحسين التركيز والإبداع نظرًا لوجود عدد أقل من عوامل تشتيت الانتباه.





على الرغم من أن الدراسة في وقت المساء أو ما بعد الظهيرة مفيدة حيث يكون الطالب في أوج تركيزه وإبداعه، إلا أن له

العديد من السلبيات، خاصة إذا كانت المحاضرات عن بُعد،





فما هي هذه السلبيات؟


معظم السلبيات مرتبطة بالعامل الاجتماعي؛ حيث أن المحاضرات المسائية تكون في أوقات التجمع العائلي أو فترة تناول الغداء أو العشاء، عندما يكون جميع من في المنزل قد أنهوا أعمالهم في الفترة الصباحية.


لذا في هذا الوقت يكون التجمع العائلي والذي غالبًا ما يكون مشتتًا للانتباه بالنسبة للطلاب.


كذلك فإن هذا الوقت هو الوقت الذي يحب الطلاب القيام فيه بأنشطة أخرى غير الدراسة كممارسة هواياتهم أو التواصل مع أصدقائهم.





كيف تجد أفضل وقت للدراسة؟


يمكنك إيجاد الوقت المناسب للدراسة بالنسبة لك بناءً على العوامل التالية:





حدد الوقت الذي تكون فيه أكثر يقظة.


ويختلف هذا من شخص إلى آخر، فعلى سبيل المثال يمكن أن يكون لديك ذاكرة بصرية أفضل في الصباح، لكن قدرتك على التفكير النقدي تبلغ ذروتها في فترة ما بعد الظهر.





إذا كان الوقت الأمثل بالنسبة لك أكثر عرضة للتشتيت فمن الأفضل أن تجد توقيتًا آخر.


مثل وقت العشاء حيث تتجمع العائلة، وبالتالي تزيد عوامل تشتيت الانتباه، وبالتالي يُفضل تحديد وقت آخر للدراسة.





تأكد من تحديد وقت يمكنك الالتزام به باستمرار


على الأقل لبضعة أيام كل أسبوع؛ ذلك لأن تنسيق أيام الدراسة يساعد على ضمان المذاكرة بشكل يومي وتحسين جودة الدراسة.


فإذا كنت تدرس كل يوم في نفس الوقت فسوف تقوم بتكييف عقلك وجسمك تدريجيًا وبالتالي ستكون في أفضل حالة ذهنية للدراسة.





يختلف تأثير وقت المحاضرات سواء كامنت صباحية أم مسائية على قدرة الطالب على التعلم، ولا يوجد وقت محدد نستطيع القول

انه مثالي للجميع للتعلم، لذا على كل شخص تحديد الوقت المناسب له، لأنه بمجرد أن تعرف ما هو الأفضل لك، يمكنك أن تبدأ روتين المذاكرة بشكل أكثر فعالية وكفاءة.




صافي

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات صافي

تدوينات ذات صلة