إذا كنت طالبًا جامعيًا جديدًا قد تعتقد أن التعلم في الجامعة ليس مختلفًا عن التعلم الذي كنت تتلقاه في المدرسة،

في الحقيقة هذا غير صحيح. لكن لماذا؟ هل تعتقد أن هناك مهارات جديدة عليك تعلمها لتتمكن من اجتياز الفصول الدراسية في الجامعة؟


إن أول ما عليك معرفته بشأن الجامعة أنك ستكون متعلمًا مستقلًا؛ لكن لا يعني ذلك أن عليك الدراسة بمفردك أو تعليم نفسك دون توجيه،

إنما يعني أن يكون لديك فضول فكري ومسؤولية تجاه نفسك تساعدك على الاستمرار بتطوير نفسك. وبالتالي سوف تحتاج لمهارات معينة تساعدك على فعل ذلك.


ويتناول هذا المقال الحديث عن هذه المهارات وأنواعها وأهمية كل منها.





ما هي المهارات التي تحتاج لتعلمها؟


تتضمن المهارات التي تحتاجها في الجامعة إلى مهارات أكاديمية وعملية ومهارات ومهارات اجتماعية.


  • المهارات الأكاديمية والعملية


سنبدأ بالحديث عن المهارات التي من شانها مساعدتك في أن تصبح متعلمًا أكثر كفاءة وطالبًا أكثر تميزًا، مما يؤدي بالنتيجة إلى تفوقك في الجانب الأكاديمي من

الحياة الجامعية. وتشمل هذه المهارات ما يلي:


الكتابة باللغتين العربية والإنجليزية


تحتاج إلى أن يكون لديك فهم قوي لخصائص اللغتين؛ وخاصة اللغة الإنجليزية في معظم التخصصات، سواء كانت الإنجليزية لغتك الأم أم لا، وذلك نظرًا لأنه سيتعين عليك التعبير عن وجهات نظرك بوضوح من خلال كتابة المقالات والتقارير والأطروحات، وفي الامتحانات أيضًا.


تدور الأوساط الأكاديمية حول القدرة على النقاش في فكرة معينة، وبالتالي ستحتاج إلى المهارات اللغوية اللازمة لفعل ذلك. وتتضمن المهارات اللغوية القدرة على استخدام المفردات المناسبة بالإضافة إلى التحقق من القواعد اللغوية والإملائية للنص المكتوب؛ حيث أنها من الأمور المهمة لدى الأكاديميين والتي تدل على تميز الطالب.


  • كتابة المقالات


بالإضافة إلى المهارات اللغوية، تحتاج إلى تعلم مهارات كتابة المقالات الأكاديمية؛ حيث عليك تعلم مهارات محددة في الكتابة بالإضافة إلى مهارات أخرى مثل التفكير بوضوح والإقناع.


يُفترض أن تكون قد تعلمت بعض مهارات كتابة المقالات خلال المدرسة، لكن المقالات الجامعية تعد أكثر تحديًا؛ فقد تكون أطول وتتطلب قدرًا أكبر من البحث العميق.


كذلك تحتاج إلى الاعتياد على تضمين الهوامش والمراجع كلما استشهدت بعمل أكاديمي آخر عند كتابتك لمقالاتك. قد يكون الأمر صعبًا في البداية لكن

سرعان ما يصبح سهلًا بمجرد تعلمك للأساسيات المطلوبة.


  • القراءة


سيكون لديك الكثير من القراءات والمراجع الأكاديمية التي تحتاج لقراءتها، وقد يشكل ذلك عبئًا ثقيلًا بعض الشيء، لذلك تحتاج إلى تطوير مهاراتك في القراءة والكتابة أيضًا.


إذا كنت بطيئًا في القراءة سيكون من المفيد أن تتعلم تقنيات القراءة السريعة، مما يساعدك على إنجاز قائمة القراءات المطلوبة بأقل جهد ممكن.


  • كتابة الملاحظات


في أوقات المحاضرات وعند القيام ببحث سواء في المكتبة الجامعية أو عن طريق الإنترنت سيتعين عليك إيجاد طريقة لتلخيص قدر كبير من المعلومات لكتابة الملاحظات الهامة واستيعاب المعلومات التي تتلقاها، لذلك فإن اكتساب مهارات في أخذ الملاحظات سيسهل عليك الأمر بشكل كبير.


بالنسبة لتدوين الملاحظات خلال المحاضرات، إذا لم تكن تمتلك هذه المهارة ستجد أنك دونت مجموعة من الملاحظات خلال المحاضرة لا تحقق الفائدة المرجوة. لذا هناك بعض التقنيات التي تساعدك كالكتابة المختصرة (Shorthand)، أو استخدام الحاسوب الشخصي للكتابة بشكل أسرع إذا كان مسموحًا أو استخدام أدوات التسجيل الصوتي التي تمكنك من الرجوع إلى المحاضرة في ما بعد، وبالطبع يكون ذلك بعد أخذ الإذن من المدرس.


بالنسبة لتدوين الملاحظات من الكتب والمراجع، قد يبدو لك أن جميع ما تقرأه مهم، وبالتالي ينتهي بك الأمر بنسخ المرجع دون فائدة مما يعتبر مضيعة للوقت. لذا ما عليك فعله هو محاولة تلخيص الأفكار الرئيسية وكتابة ملاحظات قصيرة عند كل فكرة بحيث تكون الملاحظة شاملة.


  • التعلم الذاتي


إن اكتساب القدرة على التعلم دون الحاجة إلى الكثير من التوجيه من قبل المدرسين يعد أمرًا أساسيًا في المرحلة الجامعية؛ لذا يجب أن تكون لديك القدرة على تنظيم وقتك بفعالية لتخصيص وقت لتعلم أمور جديدة بنفسك، وتنظيم قائمة القراءات التي تم تحديدها مسبقًا من قبل المدرسين.


تعلم كيف تزيد إنتاجيتك، حتى لا تتراكم عليك المهام ولا تعرف من أين تبدأ. فلا يوجد موقف أسوأ من الشعور بالعبء الكبير للمهام والواجبات التي عليك إنجازها خلال وقت قصير. ولتتجنب ذلك، رتب وقتك واحرص على التحضير للمهام وتوفير الوقت المناسب.


  • البحث


تعد مهارة البحث من أهم المهارات الأكاديمية التي على الطالب اكتسابها. وتتضمن هذه المهارة معرفة كيف وأين تحصل على المعلومات التي تحتاجها، واكتشاف المعلومات المهمة وتدوينها بالإضافة إلى الاعتياد على أسلوب الكتابة الأكاديمية. وكما تلاحظ فإن هذه المهارة تشمل جميع المهارات التي سبق ذكرها.


  • مهارات الإلقاء وعرض المعلومات


قد يكون ذلك أحد الأمور التي لا تعجبك، لكنها مهمة للغاية في الفترة الجامعية، حيث سيكون عليك القيام بعرض تقديمي في مرحلة معينة أو أنك ستقوم به بشكل منتظم. قد يبدو الاستعداد لفعل ذلك مثيرًا للقلق، لكن سرعان ما ستعتاد عليه إذا قمت به بالطريقة الصحيحة.


حاول إنشاء عرض تقديمي مثير للإعجاب باستخدام أحد البرامج مثل البوربوينت (PowerPoint) حتى تتمكن من استقطاب اهتمام جمهورك مما يخفف شعورك بالقلق،

واحرص على كتابة مجموعة من الملاحظات جانبًا مما يساعدك على تذكر محتويات العرض الذي تقوم به، كما يمكنك التدرب على التحدث في الأماكن العامة أو أخذ دورات

تدريبية تساعدك على تعزيز ثقتك بنفسك وتساعدك على اكتساب مهارات العرض.


  • الاختبارات


نظرًا لأن جزءًا كبيرًا من أداء الطالب خلال الفصل يتم تقييمه عن طريق الاختبارات، فعليك معرفة طبيعتها من وتطوير أسلوب خاص لاجتيازها.

علمًا بأن لكل مدرس أسلوبه الخاص في وضع الامتحانات.


لذا يمكنك أن تسأل الطلاب السابقين عن أسلوب كل مدرس لتتمكن من توجيه دراستك للامتحان حسب أسلوبه؛ فعلى سبيل المثال إذا كان الامتحان يحتوي على

الكثير من الأسئلة المقالية عليك التركيز على فهم الأفكار الرئيسية وتعلم كيفية التعبير عنها بالإضافة إلى أسلوب الكتابة الأكاديمية.





المهارات الاجتماعية


تشمل هذه المهارات ما يلي:


  • مهارات المحادثة


ستلتقي بالكثير من الأشخاص الجدد في الجامعة من جميع الخلفيات والثقافات سواء كانوا طلابًا أم أساتذة أم موظفين. وبالتالي ستجد نفسك في مجموعة متنوعة من المواقف الاجتماعية مع هؤلاء الأشخاص، حيث ستضطر إلى تقديم نفسك أو الخوض في نقاش معين وسيكون من الأفضل أن تكون لديك مهارات ممتازة بالمحادثة.


إذا لم تكن تملك هذا النوع من المهارات يمكنك تدريب نفسك على ذلك بمساعدة أحد أصدقائك أو أفراد عائلتك أو من خلال دورات تدريبية على الإنترنت، ما تحتاجه فقط الممارسة المستمرة لذلك. احرص على التحدث إلى الجميع ولا تقيد نفسك بدائرة أصدقائك فحسب، تحدث إلى الأكاديميين الكبار أيضًا لتتعرف على خبراتهم، فهم ليسوا مخيفين كما تعتقد.


  • التحفيز الذاتي


نظرًا لأن الوقت الذي تقضيه في الجامعة غير منظم، ستحتاج بشكل مستمر إلى تحفيز نفسك على إنجاز المهام المختلفة.


نظم وقتك وضع أهدافًا ترغب بتحقيقها سواء كانت أهدافًا يومية أو أسبوعية أو فصلية، وحفز نفسك على تحقيقها وبعد ذلك كافئ نفسك لنجاحك بتحقيق ذلك.


  • تنظيم الوقت


تعد مهارات إدارة الوقت بفعالية من الأمور الضرورية في الجامعة، حيث يتعين عليك الموازنة بين الأنشطة الاجتماعية والبرنامج الدراسي المزدحم.


يمكنك جدولة المهام التي عليك القيام بها يومًا بيوم بحيث تدمج بين الأنشطة الاجتماعية التي ترغب بفعلها والمهام الأكاديمية التي عليك إنجازها.

عند فعلك لذلك ستنجز مهامك أولًا بأول وتتجنب التعرض للضغط نتيجة تراكمها.





هذه أهم المهارات التي عليك اكتسابها لتكون طالبًا متميزًا وتجتاز المرحلة الجامعية بتفوق. تذكر أن هذه المرحلة من حياتك تمثل منحنًى للتعلم؛

لذا لا تقلق إذا شعرت بأنه من الصعب اكتساب جميع هذه المهارات، حيث أنك ستكتسب الكثير منها دون أن تكون مدركًا لذلك.




صافي

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات صافي

تدوينات ذات صلة