مع التقدم السريع للتكنولوجيا يومًا بعد يوم، تزداد متطلبات سوق العمل مما يجعل المجتمع تنافسيًا
بشكل أكبر بالنسبة للخريجين؛ وبالتالي يكونون بحاجة لتحسين مهاراتهم لأن الشهادة الجامعية لن
تكون كافية. لذا لم يعد التعلم المستمر مجرد شعار أو خيار، بل أصبح ضرورة.
لماذا يحتاج الخريجون لتطوير مهاراتهم؟
يدعو أصحاب العمل الخريجين الجدد للحصول على مهارات عملية أو مهنية قبل التقديم للوظائف؛ حيث أنهم يرغبون بتوظيف أشخاص
يمتلكون المعرفة النظرية والفهم بالإضافة إلى المعرفة العملية في بيئة العمل الحقيقية مما يجعلهم قادرين على البدء بالعمل بحماس وشغف.
يتضمن عدد كبير من المساقات الجامعية بعض التعليم القائم على المعرفة العملية، لكن هذه المعرفة قد تكون محدودة من حيث الوقت والخبرة.
لكن كيف يمكن للطلاب اكتساب هذه المهارات إذا لم يحصلوا عليها من شهاداتهم الأكاديمية؟
هناك خياران ممكنان يمكن من خلالهما الحصول على المعرفة العملية: إما من خلال قطاع التدريب المهني أو من خلال الدورات التدريبية العملية المتخصصة
بتطوير مهارات معينة عن طريق المراكز التدريبية أو عن طريق الإنترنت.
الوقت المناسب للتسجيل بالدورات العملية
يمكن للطالب أخذ دورات تدريبية عملية ضمن مجال تخصصة بعد التخرج، لكن هذا سيستغرق وقتًا حتى تتمكن من إكمالها والبدء في التقديم للوظائف الشاغرة.
لذلك من الأفضل البدء بالتسجيل بهذه الدورات في السنوات الأخيرة من الجامعة، حيث يكون لدى الطالب المعرفة النظرية الكافية التي تمكنه من الانتقال لتعلم المعرفة العملية.
بهذه الطريقة يكون لدى الطالب المهارات العملية الكافية التي تمكنه من التقديم للوظائف الشاغرة ومنافسة المرشحين من أقرانه بقوة بعد التخرج.
أمثلة على مصادر تعليمية عبر الإنترنت
هناك توجه كبير للدورات التعليمية العملية عبر الإنترنت التي توفر الفرص لبناء المهارات النظرية والعملية في المجالات والتخصصات المختلفة.
توفر هذه الطريقة الوقت والجهد والمال الذي يقضيه وينفقه الطالب في التنقل بين المراكز التعليمية لتلقي التعليم العملي اللازم لمسيرته المهنية.
في ما يلي العديد من الأمثلة على هذه المصادر:
خان أكاديمي (Khan Academy)
تعد خان أكاديمي المنصة الأفضل للتعلم عبر الإنترنت؛ حيث أنها استمرت في النمو من بدايات متواضعة. يوجد حاليًا أكثر من 40 مليون شخص يتعلمون عليها.
ما الذي يميز خان أكاديمي؟
أنها توفر التعلم لكافة الأعمار كما أنها توفر بوابات خاصة للمعلمين والآباء. كما يقدم كل قسم إرشادات خاصة لمساعدة الأطفال والطلاب في الحصول على أفضل تجارب التعلم.
إي دي إكس (EdX)
تعد أحد موارد التعلم الجديدة عبر الإنترنت والتي تعمل بجد لتوفير الكثير من فرص التعلم المجانية. تتميز إي دي إكس بمحتوى تعليمي من جامعات
عالية المستوى مثل بوسطن يو وبيركلي وكوينزلاند وكولومبيا.
ما الذي يميز إي دي إكس؟
يتيح لك الحصول على وثائق اعتماد رسمية من الجامعة التي تدرس منها، حيث يتم التوقيع على هذه الشهادات من قبل المدرب نفسه.
كورسيرا (Coursera)
تقدم كورسيرا آلاف الدورات التدريبية المجانية من الكثير من الكليات والجامعات حول العالم.
ما الذي يميز كورسيرا؟
تقدم كورسيرا دورات تدريبية متخصصة بالتكنولوجيا والعلوم بشكل أساسي، حيث أن دوراتهم متعمقة وغنية بالمعلومات التي يحتاجها الطلاب في هذه المجالات.
أكاديمية هاب سبوت (Hubspot Academy)
هاب سبوت مخصصة بالتسويق الداخلي، حيث تقدم دورات مجانية حول كيفية تحسين الصفحات والمدونات واستراتيجيات التسويق والمزيد.
ما الذي يميز هاب سبوت؟
يمكن لأي شركة تتطلع لتعزيز مبيعاتها أن تتعلم أمورًا قيمة من هاب سبوت، كما يمكن لأي طالب في مجال التسويق اختيار استراتيجيات رائعة لمشاريع ريادة الأعمال المستقبلية.
كذلك يمكن للمهتمين في مجالات الصحافة والترميز (coding) وأولئك المهتمين بتحسين المدونات والمواقع الإلكترونية إيجاد محتوًى تعليمي خاص بهم أيضًا.
إنستراكتابلز (Instructables)
يجعل هذا الموقع التعلم القائم على المشاريع أمرًا رائعًا، حيث يمكنك تعلم الكثير من الأشياء العملية والمبتكرة.
ما الذي يميز إنستراكتابلز؟
الدروس على هذا الموقع عملية وموجهة نحو العالم الحقيقي وممتعة، وتشمل مجالات التكنولوجيا والحرف اليدوية والطبخ والمنسوجات وغيرها الكثير.
هاك ديزاين (Hack Design)
تقدم دروسًا تكنولوجية مختصة بتصميم الويب وتطبيقات الأجهزة المحمولة والمزيد.
ما الذي يميز هاك ديزاين؟
يوفر دروسًا تفاعلية تتضمن ألعابًا والغازًا مليئة بالتحديات تعمل على توسيع الخيال وممارسة القدرة على التفكير النقدي.
جي سي إف للتعلم المجاني (GCF Learn Free)
يقدم دورات مجانية في التكنولوجيا وغيرها من المجالات، حيث هناك اكثر من 1000 درس متاح لديهم.
ما الذي يميزه؟
تم تصميم دوراتهم باستخدام بيانات عملية؛ حيث أنهم يراقبون باستمرار الاتجاهات في التكنولوجيا ومهارات مكان العمل، كما يحصلون على ملاحظات ومساهمات المتعلمين
من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ويشكلون دوراتهم التدريبية على هذا الأساس.
جميع المواقع السابقة تساعد الطلاب من التخصصات المختلفة على الحصول على المهارات العملية اللازمة في مجال العمل، بالإضافة إلى المراكز التدريبية
التي يمكن من خلالها أيضًا فعل ذلك. تذكر أن مهاراتك العملية أحد أهم العوامل التي ستساعدك في مسيرتك المهنية، لذا نظم وقتك وابدأ بالتسجيل في الدورات العملية.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات