شجر السلم هو شجر غازي يهدد البيئة في مناطق وادي الأردن



تسمى شجرة الماسكيت أو بروسوبس بالسلم والاسم العلمي لها Prosopis juliflora وهي نوع من النباتات التي تتبع جنس الغاف من الفصيلة البقولية ، ينمو هذا النبات الى ارتفاع يزيد عن 12م، وقد يصل قطر الساق إلى 80 سم ، ويذكر أنه نبات أجنبي أصوله من أمريكا اللاتينية، انتقل للهند وبعدها للبلاد العربية، وقد ادخل الى الأردن في نهاية الستينات من القرن الماضي بهدف التخضير ويصنف من أسوأ انواع النبات الدخيلة على البيئة الأردنية بعد انتشر في مناطق عديدة بشكل عشوائي، أهمها الأغوار الجنوبية والشمالية، مما أثر على حياة الناس ومربي الاغنام وعلى المزارعين تحديدا وكذلك على منسوب المياه الجوفية في تلك المناطق.

تمتاز بإبرتها الشوكية الطويلة الحادة والقادرة على ثقب إطارات المركبات وإصابة الإنسان بوخز تلك الاشواك وقد تؤدي ايضا الى اضرار على الماشية.

يصنف شجر السلم بانه نبات "غازي" أي أنه ينتشر ويغزو المناطق ذات الحرارة العالية مثل وادي الأردن ويؤثر على التنوع الحيوي فيها ، ويصعب السيطرة عليه بشكل كامل فيأخذ مكان النبات الطبيعي ،كما أن جذوره قوية جدا، طويلة وعميقة تقوم بسحب المياه وصولاً إلى مجاري المياه الجوفية، يحتل هذا النبات المرتبة الأولى لأسوأ 10 أنواع نبات في black book


تعتبر عملية الرعي هي السبب المباشر لانتشار هذه النبات حيث ان منطقة وادي الاردن نشطة رعويا، اذا تستهوي الماشية البذور المتساقطة على الارض، وهذا النوع من الرعي يساعد البذور على التهيئة للانبات من جديد من خلال العملية الهضمية في معدة الحيوانات وتسقط البذور التي لم يتم هضمها مع الروث ومن ثم الإنبات إلى أشجار جديدة في مواقع جديدة، وحينما تتوافر المياه الجارية أو القليل من هطول المطري وخاصة بالقرب ولا تتاثر بنقص المياه ويمكن لها ان تنمو في الاراضي الجيرية او الرملية او الصخرية او شديدة الملوحة.


وبسبب إزهارها طوال العام تقريبًا؛ فإنها تعتبر من العوامل المساعدة في انتشار البعوض لانه وفي فترات الجفاف لا يجد مصدر غذاء دائم (السكر بشكل أساسي)، ومع أن الإناث تمتص الدماء من الثدييات؛ إلا أن ذلك للحاجة لهذه الدماء لإنتاج البيض، أما السكر (من المصادر النباتية) فتقبل عليه الإناث والذكور لتوفير الطاقة للبعوض لبقية الأنشطة الحيوية في اجسامها.


تقف أشجار السلم الحرجية عائقا أمام السياحة المحلية لانها اعتادت النمو في الاودية والمجاري المائية و افتراشها لجانبي الطريق تحديدا في الاغوار ومنطقة البحر الميت، نتيجة كثافة أغصانها واحتلالها لمساحات كبيرة من بعض الأرضي الزراعية، وصعوبة الجلوس بجانبها أو تحت أغصانها.

اقترح أن تزرع هذه الشجرة في مناطق صحراوية بعيدة عن الاراضي الزراعية وبعيدة عن المواقع السياحية ويستعاض عنها بزراعة شجر النبق والسدر والبان العربي وهي أشجار اصلية ذات أهمية بيئية كبيرة وليس لها أضرار بل على العكس لها فوائد طبية واقتصادية.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات د.زهير البلاونة

تدوينات ذات صلة