مقال يتحدث عن اهم النبات البرية الاردنية وهو نبات مرتبط ارتباط وثيق بالعادات والتقاليد الاردنية وله اهميته البيئة والطبية

وسم الطيون

هنا وعلى مساحات تلال وسهول بلادي الخضراء ستحار عيون الناظر وتغوص في ظلال ما أبدعته الطبيعة.‏ وعلى طرقاتها المعرجة والضيقة تتسع النسمات حاملة ألطف الأطياب تتزاحم في نشر أنواعها يصعب تمييز عطر هذه عن عطر تلك ومواسم تأتي بعد مواسم بتوازن طبيعي بيئي خلاب.‏‏‏

فهذا هو الطيون لا يستطيع أن يخفي نسائمه العطرة الكافورية حتى أواخر الصيف تجده يتأهب ليشارك الخريف صفرته فيقدم للطبيعة رزمة عنقودية من الأزهار الصفراء الفاتحة اللون تليها ثمرة شفافة لاتلبث أن تنفصل عن أمها قبل أن تسلم نفسها للشتاء ورياحه.‏‏‏

تعبق صباحات بلادنا كل عام في ايلول وتشرين بالطيون في معظم الهضاب والمناطق الجبلية الرطبة وتراه مرصوفا على جوانب الطرقات في المرتفعات الساحلية كما أنه لا يتكبر عن الأرض الجرداء فهو يستوطن وينمو فجوات الصخر وعلى مجاري الأنهار والينابيع والاودية. ‏‏‏

والطيون هو أحد نباتات العائلة المركبة، أزهاره صفراء على شكل نوارات وبذوره كثيرة تنتشر إلى مسافات بعيدة بواسطة الرياح أوراقه كثيرة الشعيرات وذات ملمس غروي لزج رائحتها حادة وقوية.

ويتغذى النحل على ازهارها ويجني منها حبوب اللقاح التي هي ضروريه للنحل في فتره تموت فيه كل الأعشاب الموسميه وهذا دليل على درجة تعمق جذورها في التربه

تعتبر هذه النبتة من الأعداء الحيويه الطبيعيه للافات التي تصيب شجر الزيتون وخاصة عثة الزيتون التي تصيب النموات الخضريه الطريه والأزهار والثمار وتسبب خسائر كبيره لأشجار الزيتون بالإضافه ذلك يمكن استخدام مستخلص نبات الطيون في مكافحة بعض الآفات الضاره في بعض المحاصيل الزراعيه كبديل للمبيدات الكيماويه

وقد استخدمته الاجداد لطراشة البيوت من الداخل؛ حيث أنّ البيوت الطينيّة سكن الناس كانت بعد الخروج من فصل الشتاء قد اسودّت، وهي بحاجة إلى تبييض، فتلجأ الأمهات ربّات البيوت إلى إحضار التراب الأبيض من منطقة ( المحافير ) وتغطيسها بالماء مع تحريكها وإضافة القليل من التبن إليها،وتكون المرأة قد أعدّت نبتة الطيون ووضعت ذلك إلى جانب بعضها البعض حتى تكون كالفرشاة ومن ثمّ تبييض الحيطان من الداخل ليتغيّر شكلها. وتكون الحيطان مع سقف البيت من الداخل قد اكتسبت رائحة طيبة هي رائحة الطيون.

كما استخدم الطيون كعلاج للحروق والجروح من خلال قطف أوراقه وغليها بالماء ثم عملها على شكل لبخة ثمّ توضع على الجرح

وبالرغم من المحاذير من الاستخدام المفرط له الا ان المختصين في الطب البديل يؤكدون على استخداماته الطبية الكثيرة، فهو يستعمل لمعالَجة الأورامِ ولمعالجة آلام المفاصل. والفروع المُزهِرة تستعمل لعلاج إلتهاب القصبات الهوائيةِ، السل، فقر دم، الملاريا وأمراضِ الجهاز البوليِ وداء الأسقربوط. كما يغَلى في الزيت ويستعمل على الكدمات والأورامِ للآلامِ الروماتزمية. ومن اكثر الفوائد التي يمكن اللجوء اليها هو فائدته لعلاج مشاكل الهضم والمرارة

واستخدم الرومان القدماء عشبة الطيون كدواء وغذاء كما قام أبقراط باستخدمها لعلاج الطفح الجلدي المزمن والحكة.

الدكتور زهير العبداللات البلاونه


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات د.زهير البلاونة

تدوينات ذات صلة