كل شيء في الحياة ممكن أن يكون مدرب لك .. فماذا عن الليل كيف لنا أن نتخذه مدرب وكيف له أن يكون مدرب لنا ؟!

تنويه "أي تكرار فهو للتوضيح وليس للتأكيد"

يحرسني الليل:

هناك ما هو مسخر لك يشاركك وحدتك يبقى بجانبك لا يتركك عندما تنعزل مع نفسك يصادقك يجالسك ينير ظلمات ليلك، يستمع إليك تفصح له عن كل شعور يخالجك وتذرف الدموع وتعبر عما في داخلك دون خجل كما لو أنه أنت نفسك،جليس يختلف عن كل شخص تجالسه ولربما ينتابك الخجل من أن تفصح له أو تعبر عما في داخلك أمامه، فمع هذا الجليس يُرفع حاجز الخجل لتفريغ أي شعور.

هل تعرفت على هذا الجليس.................؟

نعم إنك على حق إنه الليل. الليل هو حارس وخير جليس وصديق، يبقى بجانبك طوال الليل، فمع الليل تستطيع أن تعبر عن كل شعور داخلك عن كل دمعه مضطهده عن كل شيء يعيقك وعن كل شيء تتألم منه أو يزعجك دون أي حواجز من الخجل. بمجرد أن تنفتح وتعبر عن كل شيء داخلك لربما تنفتح على أشياء ومعاني مقدسة وجميلة تريك العالم من منظور آخر، وحلول وراحة وسلام واطمئنان وعزه.

كل شيء في الحياة ممكن أن يكون مدرب لك؟

الليل مدرب:

الليل يدربك كيف تكون شجاع في مواجهة مشاعرك والتعبير عنها وتحمل مسؤوليتها والوصول إلى حلول لها دون كبتها والتهرب منها إلى أن تنتهي وذلك بسماحك لها أن تخرج من داخلك بشجاعة، يعلمك أن لا تكون ضعيف وتخفي وتلقي بمسؤولية مشاعرك على غيرك فهنا تكمن الخسارة الحقيقية على الصعيدين الداخلي والخارجي، يعلمك أن تقف مواجهاً لمشاعرك يخرجك من ظلمات الحزن والأسى والضعف والخوف من مواجهة مشاعرك وتمثيل دور الضحية وقلت الحيلة إلى أنوار الحلول والمواجهة والشجاعة وتحمل المسؤولية في أمور حياتك، فالشجاعة أن تسمح لهذه المشاعر بأن تخرج وتواجهها وتتحمل مسؤولية تخطيها وتخطي الألم وتتعلم منها لكي ترتقي في نفسك وحياتك وتنمو وتتقدم. وهذا حقيقةً ما يقدمه لك الليل.

الليل بيان وتبيان:

الليل يبين ويكشف لك عن الأشخاص الذين تخلو عنك يبن لك صديقك من عدوك يبين لك من هم الأشخاص الذين يكنون لك المحبة يساندوك ويقفون بجانبك في ضعفك وقوتك، أفراحك وأحزانك من أولئك الذين تخلو عنك وهجروك، كذلك يكشف لك عن عدم انتباهك للأشخاص الذين هم دائماً بجانبك يمدون لك يد العون يقدمون الحب والعطف والاهتمام والمساندة الذين هم حقاً يحبونك وهم ليسوا ضمن دائرة انتباهك البتة، كما يكشف لك ما هو عكس ذلك.


ما أود قوله هو بدلاً من لوم نفسك والتقليل من قيمة نفسك وعيش دور الضحية أو لجوئك لتوسل لأولئك الذين هجروك وذهبوا أن لا يذهبوا ويبقوا بجانبك كونهم كل شيء بالنسبة لك ومن منظورك.

فالليل يجعلك تنفتح وتكون شجاع في مواجهة كل هذا الأسى والألم ويساعدك على تخطي هذه الألآم وهذا الحدث أو الموقف بتحفيزك لنفسك وتعلمك من الليل ودروسه التي سوف تأتيك بعد أن تنفتح وتسمح لمشاعرك أن تتدفق من خلالك حتى تنتهي، أما نتيجة هذا الانفتاح والسماح سوف يعود عليك بالنفع بكل تأكيد فقط ثق، أنا لا ألزمك بهذا الكلام أفرض صحته عليك بل هي نتيجة تجربة شخصية ولكي تزيد ثقتك تبين وذلك من خلال التجربة الحيه التي تشعرك بالارتياح والسعادة والفخر الذي يغمرك بأنك انتصرت على ألمك وهزمته من خلال مدخلك السريع إلى ذاتك وهو الليل.

قرارك بأن تسلم لليل كي تتخلص من خزان ألمك هو قرار ضروري لا أقول أنه سهل لكنه ليس صعباً في ذات الوقت، لكن بمجرد دخولك وتسليمك وانفتاحك على ما في داخلك في الليل وحده يعلمك أن تتعلم من الليل، يبدأ تعلمك من اللحظة التي تتخذ فيها قرار الانفتاح والتسليم والشجاعة في المواجهة وتحمل المسؤولية.



فليكن اختيارك قرار تحمل المسؤولية لكل شيء في داخلك وحياتك.




ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات زينه أبو خضره "محفزه"

تدوينات ذات صلة