"فهي البحر ونحن رُكّاب أمواجها"... عن عبرة المحنة في رحلة الحياة.

يذهب راكب الأمواج إلى الشاطئ حاملاً لوح التزلج الخاص به، على أتم الاستعداد لركوب الموجة التي يجهل عنها شيء. ومن يدري؟ ربما ستصادفه موجة عميقة، عالية وثائرة وربما تكون موجة هادئة،هامدة ومنخفضة. فيهيئ الراكب نفسه لمواجهة مختلف الأمواج في البحر باستمتاع، مليء بروح المغامرة والتحدي. فتأتي الموجة ويتمكن من الركوب عليها والاستمتاع بما تحمله من تحديات وعقبات. فكيفما كانت الموجة، سيبدأ الراكب بالتعامل معها بمحاولات من الاتزان والمجاراة معها. فكيما أتت هي سيكون هو.


وكذلك الحياة فهي البحر ونحن رُكّاب أمواجها. قد تعلو فيها الموجة أحياناً وقد تدنو أحياناً أخرى. قد تعلو لدرجة أن تكون مخيفة ومرعبة، ولكنها سرعان ما تنتهي ويعود البحر لروعته بهدوئه وسكينته كما كان.

ليس ذلك فقط، بل إن الحياة رحلة جميلة تقبلها كما هي وافتح ذراعك نحو كل ما هو جديد ومختلف. فمع كل عام يمضي، أنت تتعلم وتتطور باختلاف المواقف والأحداث التي تدور في حياتك. ولولا هذه المواقف والأحداث لما أصبحت شخصك اليوم.

فلنتعلّم أن نكون مرنين في هذه الحياة. كراكب الموجة، هو لا يعلم ماهية الموجة القادمة ولكنه منفتحٌ لمواجهتها.

لنتعلم أن الحياة متغيرة وليست ثابتة، يومك البارحة ليس كيومك اليوم ولن يكون ذاته غداً. كل شيء من حولك معرّض للتغيير، فهذا نهج الحياة.

لنتعلم فن التعامل مع الموجة العالية في حياتنا، ونتأكد أنها أتت لسبب؛ للاستفادة من درس معين رغبت الحياة أن تقوّينا من خلاله. عند استيعابنا لهذا الأمر سوف نكون قادرين على التعامل مع الأحداث بمنظور مختلف وأكثر عمقاً من قبل.

فلنكن دائماً منفتحين على مختلف أمواج الحياة، متقبّلين، ساعين لفهم رسالتها


وكما ذُكر في فلسفة طاو الصينية:

الصعب والسهل يكمّل بعضهما بعضاً.

الطويل والقصير يوازن بعضهما بعضاً.

الصمت والصوت يجاوب بعضهما بعضاً.

القبل والبعد يتبع بعضهما بعضاً.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

قلم يافع جميل ينبئ بموهبه مستقبليه واعده 🙏💐

إقرأ المزيد من تدوينات زينة الضاحي

تدوينات ذات صلة