عمّان أبشع مدينة في العالم !!

قبل بضعة أيام بدأ ناشطون تداول عبارة" عمّان هي أبشع مدينة في العالم "وأثار ذلك الجدل بين الكثير من الأفراد ، فما مدى صحة المعلومة؟

قبل بضعة أيام بدأ ناشطون عبر مواقع التواصل الإجتماعي تداول عبارة" عمّان هي أبشع مدينة عاصمة في العالم "وأثار ذلك الجدل بين الكثير من الأفراد على الرغم أن هذه الموجه حدثت قبل ما يقارب ال 7 سنوات إلا أنها قد عادت قبل أيام بسبب تغريدات نُشرت على تويتر وبعض منشورات فيسبوك ، ، فما مقدار صحة هذه العبارة ؟

عزيزي القارئ ، في البداية لنتعرف على مفهوم الجمال من أجل تحديد المعايير الأساسية له وعلاقته بمدينة عمّان.

الجمال هو قيمة مرتبطة بالغريزة والعاطفة والشعور الإيجابي وهي أحد الحاجات الأساسية للإنسان فهناك الحاجة النفعية والحاجة الرمزية أيضًا و بالطبع الحاجة الجمالية ، وبشكل عام تعتبر وظيفة الحاجة الجمالية هي إرضاء متطلبات سيكولوجية الفرد في الاستمتاع بالوجود وتمنحة المتعة التي تساعده على البقاء.

بلغة بسيطة وبلهجة محلية " بشكل أساسي شعورك تجاه المدينة وإنك تلاقي حاجاتك فيها هو يلي بخليك تحب المدينة أو لأ وبالتالي تشوفها جميلة وتستمتع بوجودك فيها "

لنكمل عزيزي القارئ رحلتنا مع مفهوم الجمال ومدينة عمّان.

هناك نوعين من الجمال :

الجمال المادي : وهو السائد في شتى شؤون الحياة مقابل ضعف العلاقات المعنوية والروحية ، والقيمة المادية في التصميم تبرز من خلال القدرة الأدائية والوظيفية والنفعية وهذه الخصائص والمميزات هي التي تحدد القيم المادية في فن التصميم.

الجمال المعنوي : يعمل إعادة تنظيم الحياة وفق منطقها الأخلاقي والتربوي

ما هي المقومات الأساسية لتحديد جمالية تصميم المدينة؟

1-النظام والترتيب والتنسيق.

2- المظهر الجذاب والقيمة.

3- المتانة والتقنية الصناعية والانتاج.

4- المرونة العالية للاستخدام.

5- تحقيق اعلى فائدة ممكنة.

هل هذه الأمور وحدها تدخل في تقييم جمالية مدينة عمّان ؟

بالطبع لا ، فهناك العديد من المقومات والقيم والنظريات التي تجعل عمّان مدينة جميلة وأحيانًا أخرى مدينة قبيحة.

نظريات في عالم الجمال والتصميم

النظرية الأولى تؤكد أن قيمة الجمال في الفنون بشكل عام تنطلق من كونه لا يرتبط بوظيفة أو منفعة أو فائدة معينة، ولا يؤدي خدمة إلى قضية أخلاقية أو اجتماعية أو اقتصادية ، فالفن هو تجربة حضارية مستقلة ،

النظرية الثانية وهي أن قيمة الجمال في نشوء التصميم تنطلق من كونه يرتبط بمنفعة ووظيفة وفائدة وأداء، ويفقد التصميم قيمته دون ذلك ،مثل ما يتناوله التصميم في العمارة والصناعة والطباعة والأقمشة ، حيث أن جميعها ذات أهداف وظيفية في خدمة الإنسانية كما يفقد الجمال سبب وجوده في التصميم دون تحقيق وظيفته أولا ولهذا فان المعادلة الأساسية بأن الشكل يتبع الوظيفة.

قيم نظرية الجمال في التصميم

وهنا نأتي لتحليل مدينة عمان من ناحية أبرز القيم الخاصة في نظرية الجمال.

1- القيمة التقنية

الجمال فيه يعتمد هنا على أخر المستجدات التقنية، وتشمل ما هو جديد من الخامات والمواد والأدوات واساليب العمل والإنتاج والتصميم

السؤال هنا ، هل تعتمد مدينة عمّان على التقنيات الجديدة وأساليب التصميم المعاصرة مثل العمارة الحديثة و العمارة التفكيكية والعمارة البارمترية وغيرها، وهل الخدمات فيها حديثة لتسهل حياة الإنسان؟

في الحقيقة عمّان تحتوي العديد من المباني والمناطق الحديثة مثل منطقة البوليفارد ، أبراج السادس ، فنادق إشارات الخامس ، متحف الأطفال ، فيلا S ، مبنى برية الأردن وبالطبع مبنى السفارة الهولندية ومبنى رندة قعوار الحاصلان على جائزة Led ، ولكن على الصعيد الآخر تعاني المناطق الأقل حظًا من سوء الخدمات التحتية فقد تغرق بعض المناطق بسبب الأمطار وتعاني مناطق أخرى من اكتظاظ النفايات والروائح الكريهة وعدم وجودات تقنيات حديثة.

2- القيمة المادية

تسطو القيم المادية بشكل عام على القيم الإنسانية فلذلك إن جمال المادة ومظهرها يؤديان دورا كبيرًا في الشكل النهائي لوظيفة التصميم وقد يكون هذا الدور أكبر من القيمة الحقيقية للتصميم نفسه.

في العاصمة عمّان تجد مادة شائعة الإستخدام وهي الحجر ، البعض يعتبرها جميلة وتعطي انطباع بالقوة وهي الاكثر كفاءة وعملية والبعض الآخر يعتبرها مملة ورتيبة لا تحتوي الروح.

3- القيمة النفعية

وهي أن يحقق التصميم بمظهريته المتقدمة منفعة واضحة قادرة على إشباع حاجة المتلقي الجمالية والوظيفية وفقا للصورة الذهنية والخبرة الجمالية، والحاجة المادية التي يستشعرها المتلقي لحظة وجود التصميم ،

فهل تلبي العاصمة عمّان منافع الناس؟

في الحقيقة أن عمّان ليست مدينة صديقة للإنسان ، فلا تجد إلا في أحياء معدودة أرصفة صالحة للمشي والخدمات العامة من أجل راحة ورفاهية الإنسان محدودة جدًا ، وسلوك الناس أيضًأ مختلف في كل منطقة ، فمثلا بعض المناطق حولت الجدران القديمة إلى لوحات فنية يستمتع بها المشاة والبعض الآخر أهملها وبقيت على حالها.

4- القيمة الاتصالية

يحقق التصميم دوره الاتصالي مع المتلقي بكل الوسائل وعلى مدى زمن ومراحل الرسالة البصرية، لأجل اكتمال الصورة النهائية للتصميم في ذهن المتلقي ، وتزداد القيمة النفعية والتداولية كلما ازداد تحقق القيمة الاتصالية.

فهنا نجد أن الكثير من الأماكن فيها صعوبة تنقل بين المشاة خصيصا فعمّان تحتوي على الكثير من الجبال والكثير الكثير من الأدراج الطويلة ، هنا يجب علينا التفكير بحلول إبداعية لحل هذه المشكلة.

5- القيمة الجديدة

إن أساس فاعلية التصميم كفن وعلم هو التطلع الى القيمة الجديدة واستكشافها على مستويي الجمال والوظيفة ، كما أن القيمة الجديدة بحد ذاتها تعني إضافة جديدة إلى منافع الإنسان وخبراته.

6- القيمة المستقبلية

القيمة المستقبلية هي وريثة حقيقية لتاريخ طويل من القيم حيث أنها المحصلة النهائية ، فماذا تتوقع أن يكون مستقبل عمان؟

في النهاية أضع لكم بعض السطور هنا لأعبر عن رأي الشخصي

كمهندسة معمارية وكمصورة أحب تصوير كل زاوية في مدينتي المفضلة وأحب التأمل فيها ، أرى أن هناك الكثير لتحسينه في العاصمة عمّان أثناء المشي ، وأن الأمر يتطلب وقتا ولكني متفائلة بشدة مما أراه من مساهمات مجتمعة ووعي شعبي ، وكمحبة للمدينة فإني لا أراها كمدينة قبيحة بل أراها جميلة ببساطتها وبأهلها الكرام.

أرى أن المقالة التي نُشرت غير منصفة فهي تطرقت إلى جانب واحد وهو عدم النظافة وهو جانب مهم جدا ولكن هذا لا يجعلها المدينة الأقبح في العالم لأن هناك عشرات المعايير الأخرى.

عمّان مدينة تحتوي الكثير من القصص والنوافذ العتيقة ، الكثير من الأماكن الأثرية والكثير الكثير من المناطق التراثية أيضا ولها تاريخها الجميل ، الحداثة في بعض أجزاء المدينة واضحة بشدة ولكن تكمن المشكلة في أننا بحاجة ماسة إلى أن نتكاتف معًا ونضع حلول تصميمة تريح الإنسان وتسهل حياته لتصبح عمّان المدينة الصديقة لكل إنسان.

_____________________

مراجع المعلومة

المواقع الإلكترونية أدناه :

1-موقع المدينة نيوز تم نشر مقالة / تاريخ 17أكتوبر 2013 08:59 مساءً

2- موقع https://www.ucityguides.com

3- موقع https://middle-east-online.com / تاريخ 13أكتوبر 2013

4- موقع http://www.jfranews.com.jo/ تاريخ 18 أكتوبر 2013

5- موقع https://www.gerasanews.com/

6- موقع https://www.arabiaweather.com/ تاريخ 18 مايو 2014

7- موقع http://shaabnews.net/ تاريخ 15 يونيو 2016

8- موقع https://www.alwatanvoice.com/ تاريخ 13أكتوبر 2013

_____

في النهاية عزيزي القارئ ما رأيك هل تعتقد أم مدينة عمّان هي مدينة جميلة أم مدينة قبيحة؟