مسلسل ياباني كنت أشاهده في صغري، كان السبب في بدايتي في عالم الكتابة.
مذكرة.. بضم الميم وكسر الكاف.
إتخذت عادة تدوين يومياتي في مذكرة صغيرة منذ الطفولة،أخذت هذه العادة من مسلسل ياباني كان يعرض على التلفاز، فكانت هي صدقتي السرية التي أخبرها عن حكاياتي اليومية والمواقف التي تعيش داخلي والأسئلة التي لم أجد لها إجابة .
كنت أدون ما يحدث لي خلال اليوم، أقرأ أحيانا ما كنت أكتب وأتذكر البعض منها في ذاكرتي، أضحك كثيرا على ما كنت أدون.
وكيف كانت مشاكلي بسيطة ولها أجوبة أبسط، كانت من أكبر مشكلاتي ان يتم صناعة أقلام رصاص أصغر لتناسب أصابعي الصغيرة ، وكيف كانت الحلوى التي تبيعها إمرأة على الرصيف في أخر الشارع بجانب المدرسة مغرية جدا ولكن منع علي الشراء منها، أما الأسئلة فكانت الأغرب ...
لما السماء تتحرك معنا؟ ولما الجبل المطل على منزلنا يملك أعين؟كان ذلك الجبل أولى رحلاتي مع الخوف التي لم تنتهي حتى الأن.
هل الملائكة تعيش في الظلام أو النور ؟ ماذا يوجد وراء السماء؟ ... أتذكر اني كنت أسال مدرستي المشرفة على فصلي أستاذة نجاة لم أنسى إسمها لانها كانت قاسية جدا علينا، لم تكن تعاملني بشكل جيد ربما لانها لم تكن تفهم كلماتي فبسبب انها كانت سعودية والفصل كان يتكون من جنسيات مختلفة كنت انا الجزائرية الوحيدة وكان كل ما أنطق به لا يفهم لهذا عادة ما يقابل بالتجاهل... لهذا اصبح لدي مذكرة ادون فيها أسئلتي حتى اجد لها إجابة او لكي لا أشغل بالي بها كثيرا ووجدت نفسي ألجأ إلى عالم الأفلام أعيش داخل قصته بكل تفاصيلها، لم أكن أعيش في يومياتي فقط، بل خلقت عالما من كل فلم أو مسلسل أشاهده وكان له كل التأثيرات علي الإيجابة والسلبية، ولكنها علمتي الكثير، نمى فيا حب الكتابة والخيال الواسع جدا، الذي يستوعب خلق قصص لا توجد فقط لإسعاد نفسي مؤقتا. .
مالزلت أتذكر وسأتذكر وأذكركم معي بكل هذه الأ حداث التي علمتني الكثير ومازالت تفعل ... كان هذا سر تسمية مدونتي الأولى "مُذَكِرة" بضم الميم وكسر الكاف،
لأتذكر وأذكر، كيف كانت الأفلام لها تأثيرا على طفولتي وكيف تغيرت نظرتي تجاه كل شيء، أعود سنين إلى الوراء لأفهم تصرفات قمت بها، والكثير من المواقف التي لا تغادر مخيلتي ولم أفهمها بالقدر الكافي أنذاك، ولكني الآن أكثر إستيعابا لها.
.
أريد ان تكون مذكرتي، ذكرى تذكركم أيضا، ولأعلم الجيمع كيف تستطيع أن تأخذ العبر والقصص من كل فلم ومسلسل تشاهده وكيف تقرأ ما بين السطور وتصبح نظرتك أعمق من الغير، فلكلن منا مواقف كثيرة في مرحلة الطفولة جعلت منا ما نحن عليه الأن، قد لا نعلم لماذا ألت الأمور إلى ما عليه الان،
ولكن علينا البحث وعدم التوقف ابدا فلا شيء يبقى مجهولا للأبد.
دمتم سالمين
ياسمين غوتي رقاني.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
" لما السماء تتحرك معنا؟"
جميلة هي أسئلة الطفولة، الممتلئة بالدهشة.
أود حقاً أن تشاركيني لعبة الأسئلة التافهة التي أديرها الآن على حسابي بالانستقرام :
هذه اللعبة خُلقت لأمثالك.
تدوينة رائعة ولطيفة.✨🌈