لتربية بناتك بطريقة صحيحة ، لا بد من التعامل بطريقة ثابتة معهن

الأمهات الآن في حالة من الارتباك الرهيب جدا، لأنهن يرفضن الطريقة التي عاصروها في التربية في الزمن الماضي، والذي كان فيه الضرب أو الصراخ والعصبية مستمرين..


وفي نفس الوقت، لا يقدرون على الثبات على طريقة أخرى لعدم ثقتهم أن طرق التربية الأخرى ستعود بالنفع.. أو لعدم قدرتهم على الحفاظ على أعصابهم هادئة..


من السهل جدا استخدام العصبية والصراخ لكي تستجيب بناتك لطلباتك.. ولكن بالتأكيد، ليس هذا ما تريدينه..


والنتيجة، حالة من الارتباك الرهيب.. ابنتك ترى أنك شخص لطيف في يوم.. واليوم الآخر، تجدك الرجل الأخضر بشحمه ولحمه.. فأصبحوا لا يعرفون من هي الشخصية التي ستقابلهم كل يوم..


في الماضي، كان الأبناء يعرفون أن عند ارتكاب أي خطأ، سوف يعاقبون عليه، فكانوا مؤهلين نفسيا للعقاب وهذه كانت حياتهم، توقع ردود أفعال الأهالي والاستعداد لها بشكل ما أو بآخر..


ولكن اليوم، الأمور مختلفة.. وبالتالي لايوجد ثبات ولا يوجد إحساس بالأمان في نفس الوقت.. لأن ابنتك لا تعرف متى تأتي الضربة.. كلماتي هذه ليس معناها إطلاقا برجوع الضرب أو استخدام العنف إطلاقا.. لأن طرق التربية العنيفة ينتج عنها أشخاص ليس عندهم توازن نفسي حتى لو ظهر عكس ذلك.. فهم من الداخل، أشخاص محطمون وثقتهم بأنفسهم مهزوزة إلى أقصى حد، وهذا يظهر في مواقف حياتية مختلفة..


المشكلة الحقيقية أن تربيتك لبناتك تكون بالغريزة و هي ما رأيناه في الماضي.. وبالتالي التي تم تربيتها بطريقة ديكتاتورية، بالطبيعة سوف تربي أولادها بطريقة ديكتاتورية (إلا لو تكوّن عندها الوعي الكافي لتغيير هذا)..وعندما تنوي الأم تغيير طريقتها، ستقع في فخ عدم الاستقرار التربوي، بمعنى أنك سوف ترسلين لهم رسائل مشوشة.. وهذا سوف يولد عنف وقلق لدى ابنتك.. سوف تكون تصرفاتها هي أيضا غير متوقعة وعشوائية ولن تكون عندها ثقة في قرارات أهلها لأنها ترى أن تصرفاتهم عشوائية وغير مدروسة، وهذا أثبت في دراسات كثيرة منها دراسة ديفيد لاكستون الأستاذ المساعد بجامعة واشنطن سياتل قسم الطب النفسي والعلوم السلوكية..



📌📌 حسنا، ماذا نفعل؟؟


1. إذا كنت تحاولين تغيير سلوك غير مرغوب فيه ، الثبات على طريقة واحدة للتربية هي الحل. من الممكن أن هذا الأسلوب يأخذ وقتا أطول، و لكن إذا كنت ثابتة مع القواعد والأفكار الجديدة التي تطبقينها، سوف تستوعب بناتك الأفكار والقواعد الجديدة و التي سيقدرون على تطبيقها بشكل سلس.. ف رجاء لا تستعجلي النتائج..




2. الثبات على طريقة تربية واحدة مهم في تحديد رد فعلك تجاه سلوك لا توافقين عليه.. و رد الفعل لا بد أن يكون متناسبا مع السلوك الذي فعلته ابنتك ولا بد من توافق لهجتك وطريقة كلامك مع شدة السلوك.. بمعنى أن الإهمال في الواجبات لا يتساوى مع إهمال الصلاة، والذي بدوره لا يتساوى مع عدم ترتيب غرفتها، وضرب أختها مثلا.. شدة رد فعلك لا بد أن تكون متناسبة تناسب طردي مع سلوكها وإلا لن تفهم ما هي أولوياتها في الحياة.. بمعنى أن لو رد فعلك تجاه عدم ترتيب غرفتها أشد من عدم الصلاة، تكون الرسالة التي توجهينها هي أن الترتيب والنظام أهم من الصلاة..




3. لو ابنتك تستيقظ صباحا بمزاج سيء، وانت تبدئي بالصراخ عليها ثم تقرري أنك سوف تهدئين.. ثم تضغط عليك ثانية، فتبدئي بالصراخ مرة أخرى، سوف يبعث هذا رسالة، بأن رد الفعل الطبيعي تجاه أي موقف صعب هو الصراخ والعصبية




4. عندما تطلبين من ابنتك أن ترتب غرفتها الغير منظمة إطلاقا، وهي لا تستجيب.. وتكون ردة فعلك هو العصبية ثم تقومين أنت بالترتيب.. فالرسالة هنا هي "سوف أصرخ عليك كل يوم وليس عليك فعل أي شيء يا ابنتي"




5. الروتين ثم الروتين... يعني لا بد أن يكون هناك روتين ثابت صباحا و روتين قبل النوم، تتوقع ابنتك ماذا يحدث كل صباح وما عليها من الواجبات حتى توفري على نفسك الكثير من الخلافات والمداولات.. ولو تغير هذا الروتين، فلا بد من تأهيلها لذلك..



الصبر والثبات على المبدأ قد يأخذون وقتا طويلا و لكن هذا هو الاستثمار الصحيح مع بناتك كي يكونوا أسوياء ..




ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

تدوينات من تصنيف عائلة

تدوينات ذات صلة