كثيرًا ما نسمع في الخطابات التحفيزية" لا تقارن نفسك مع أي شخص قارن نفسك بنفسك، كن النسخة الأفضل من ذاتك"
اتفق تمامًا مع ذلك ولكن الوقوف عند ذلك فقط سيضعنا أمام مشكلة أخرى؛ قد أكون مدرك تمامًا كيف أصل إلى تلك النسخة ما هي قدراتي وما أستطيع أن أفعل لكي أصل إليها ولكن هناك أشياء لا استطيع التحكم بها تعيقني عن أن أكون ذلك الشخص، فمثلا انا اعرف تماما اني سأكون ناجحًا في مشروع معين إذا امتلكت مليون دولار، أعرف ماذا سأفعل بها لدي المهارات والإمكانيات التي ستجعلني أوصل بذلك المشروع الى أعلى مستوى أريده فقط إذا توافر ذلك المال، ولكن للاسف انا الان لا أملك سوى ربع ذلك المبلغ، ماذا هل علي الآن أن أشعر بالاحباط وأن لا أواصل الطريق لأني لا استطيع أن أصل الآن؟
لذلك فالحقيقة هي عليك أن تحاول أن تكون أفضل نسخة من ذاتك ولكن في إطار الفرص التي تقدمها لك الحياة، وايضًا في إطار المشكلات والعوائق التي تقع في طريقك، هكذا فقط تستطيع أن تصل وأنت تعلم أنه برغم من تلك الصعوبات وعدم استطاعتك أن تصبح النسخة الأفضل التي تتمناها فقط محاولتك للتغلب على كل ذلك واستغلالك للفرص هو المهم، لكي تمشي في طريقك دون ضغوط أو توقعات غير واقعية.
التحفيز رائع وملهم لكن عليه ألا يخرجك عن الواقع كثيرًا، لأنه في تلك الحالة سيصبح ذلك التحفيز الذي ألهمك لتبدأ مشوارك، سيكون هو نفس السبب الذي يجعلك تتوقف في المنتصف، كما جعلك تؤمن بنفسك وتساعدها، سيكون هو من يُفقدك تلك الثقة في النهاية وتوقف السعي المطلوب منك في هذه الحياة، لأنك منذ البداية اخترت أن تعيش في عالم الخيال بعيدًا عن الواقع بكل ظروفه.
إذا أردت أن تغير الواقع لتحقق ذلك الخيال الرائع، عليك أولًا أن تنطلق منه، لا من الخيال حتى يمكنك أن تحتفل بكل انجاز صغير يتحقق على أرضه، وتستمتع بالمشي على الطريق لكي تصل إلى نجاحك الباهر، الذي لطالما عاش في مخيلتك.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
ملهمة يا ولاء