هل شعرت يوماً بذاك الشعور الذي يمنحك الله إياه بعد جبران كسر قلبك؟ أظنك شعرت به مراراً وتكراراً...


لا تنفك المشاكل من حياتنا كأنها أبت أن تكوّن عقدة معقدة تؤرّق أيامنا، تتوالى انكساراتنا، نُطعن من صديقٍ أو قريب، نُظلم، و... ونظلم أيضاً - أنفسنا – من تراكم ذنوبنا اللامتناهية.

هل من حلٍ ينسنا عذابات كل تلك الهموم والأحزان؟

تخيل معي أن الذنب مضاعفٌ كما الحسنات؟ هل كنّا سننجو من عذاب يوم القيامة!

لاحظ عظمة الخالق الذي منحنا فرصاً عظيمة للتكفير عن ذنوبنا وسيئاتنا والذي قال لعباده مهما عصيتموني عودوا أستغفر لكم ذنوبكم ، قال تعالى " إن الله يغفر الذنوب جميعاً"

أنا هنا لأذكر نفسي وإياكم أنك هناك حل ودواء لكل مصائبنا وهمومنا وسبب راحتنا يكون في هذا الحل ألا وهو الدعاء، و يا لها من عظمةٍ حين يكون في أعظم أشهر الله..

أذكر أنني في أحد الأيام شديدة الظلمة وقفت بين يدي ربي ساجدةً راكعة ودموعي تسيل كأنها نهر جارٍ من كثرة المصائب التي توالت على قلبي الضعيف، طرقت بابه الذي لا يغلق وكلي يقينُ أنه لا يرد عبداً أتاه..

و في لحظة غير متوقعة من لحظات يومي التالي أهداني الله جبراً لكسري وطمأنينة لقلبي وراحة لي في الدنيا..

أخذت أسأل نفسي كيف تحول جحيم حياتي لنعيم!

فأدركت أن قيام الليل ودعاء الواحد الأحد هما السبب في هذا التحول!

إذا أردت أن يجبر الله كسرك، أن تحقق حلمك، أن يمن الله عليك بالزواج والستر والعفاف، أن يغفر لك تلك الذنوب التي أقفلت قلبك أن تتفوق في دراستك، أن تكون عبداً صالحاً لله، لا تتردد قم ولا تبخل في الدعاء، أكثر من البكاء، فوالله كلما ازددت بكاءً اقترب الفرج.

" وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ "

الدعاء حبلٌ متينٌ وتوفيقٌ من الكريم لعباده الصالحين، لا تدع رمضان يذهب دون أن تقوي علاقتك بالله ومع الله من خلال الدعاء.

وإليكم أهم شروط قبول الدعاء:

الأول: دعاء الله وحده لا شريك له بصدق وإخلاص.

الثاني: ألا يدعو المرء بإثم أو قطيعة رحم، وألا يستعجل؛ لما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، ما لم يستعجل، قيل: يا رسول الله ما الاستعجال ؟ قال : يقول : قد دعوت، وقد دعوت فلم أر يستجاب لي، فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء.

الثالث: أن يدعو بقلب حاضر، موقن بالإجابة، ويحسن ظنه بربه.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه .

والأهم قبل الدعاء أن تتقِ الله في كل شيء وأن تعمل صالحاً حتى يستجيب الله ويقبل دعائك..

أسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال.

لا تنسونا من صالح دعائكم.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

شكراً لك أستاذ

إقرأ المزيد من تدوينات وفاء إسماعيل

تدوينات ذات صلة