"إيلون ماسك" يقول أن اليابان ستختفي من الوجود إن استمر انخفاض تعداد المواليد.

في تغريدة له، قال المدير التنفيذي لشركة "تسلا" ورجل الأعمال الشهير "إيلون ماسك" بأن اليابان ستختفي من الوجود إن استمر انخفاض تعداد المواليد. وكتب في تغريدته رداً على خبر نُشر في أبريل/نيسان حول انخفاض تعداد سكان اليابان بأكبر وتيرة منذ 1950: "أضع نفسي في عُرضة إيضاح ما هو واضح، ما لم يتغير شيءٌ ما ويسبب تغير معدل المواليد ليتجاوز معدل الوفيات، فإن اليابان ستختفي من الوجود في نهاية المطاف. ستكون هذه خسارةً كبيرة للعالم".


وكانت مجلة اليابان (The Nippon Times) قد نشرت خبرا يفيد بأن بيانات حكومية نُشرت مؤخراً قد أظهرت أن عدد سكان اليابان شهد أكبر تراجع منذ البدء بتسجيل هذا النوع من البيانات عام 1950 أي بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بخمس سنوات.


وأظهرت بيانات حكومية نُشرت حديثاً، أن عدد سكان اليابان سجل أكبر تراجع على الإطلاق. بسبب انخفاض عدد المواليد الجُدد وتسارع شيخوخة المجتمع، مع انخفاض عدد المقيمين الأجانب جراء إغلاق الحدود في ظل جائحة فيروس كورونا.


ووفق بيانات وزارة الشؤون الداخلية والاتصالات اليابانية، بلغ عدد سكان اليابان 125,502,000 حتى أكتوبر 2021، وهو تراجع بمقدار 644,000 شخص مقارنةً بعام 2020.


وقالت الوزارة بأن التراجع الأخير هو الأكبر في تاريخ اليابان حسب البيانات التي بدأت بتسجيلها في عام 1950، كما أن عدد سكان البلاد سجل تراجعاً للسنة الـ11 على التوالي.


وعلى الجانب الآخر، أوضحت الوزارة بأن عدد الأجانب انخفض خلال عام 2021 بمقدار 25,000 شخص ليسجل 2,722,000 شخص، إذ أثر إغلاق الحدود بسبب الجائحة على وتيرة وفود الأجانب إلى البلاد.

معضلة مصيرية تواجه اليابان

تواجه اليابان تحدياً صعباً يتمثل في انخفاض تعداد القوة العاملة بسبب تسارع شيخوخة السكان وتراجع تعداد المواليد الجُدد. وبالرغم من ذلك، تباطأت وتيرة الانخفاض السكاني في السنوات الأخيرة، بفضل زيادة في العمالة الأجنبية الوافدة إلى اليابان بموجب نظام تأشيرة استحدثته الحكومة اليابانية لجذب العمال الأجانب.


ولكن جهود إنعاش القوة العاملة وجذب العمالة الأجنبية اصطدمت بجدار جائحة فيروس كورونا، حيث اضطرت اليابان لإغلاق حدودها لوقتٍ مطول، مما دفع آلاف العمال إلى اختيار دول أخرى أو الاستغناء عن خططهم.


يجدر بالذكر أن عدد الوفيات في اليابان بلغ 1.44 مليون وفاة خلال عام 2021، وهو نحو ضعف عدد الولادات في البلاد ـــ والتي بلغت 831,000 ولادة ـــ خلال نفس العام. كما أصبح كبار السن الذين يبلغون 65 عاماً أو أكبر يشكلون نحو 30% من تعداد السكان الكلي.


تراجع عدد أطفال اليابان


أظهرت بيانات حكومية يوم الأربعاء 4 مايو/أيار، إن عدد الأطفال (التقريبي) في اليابان سجل أدنى مستوياته على الإطلاق خلال عام 2022. وانخفض العدد للعام الـ41 على التوالي مما سيضيف المزيد من العبء على المجتمع الذي يُعاني شيخوخةً متزايدة وتراجع في تعداد المواليد.


ويبلغ إجمالي عدد الأطفال في اليابان 14.65 مليون نسمة وفق الأرقام المُسجلة حتى الأول من أبريل/نيسان 2022، وهو انخفاض بمقدار 250,000 طفل مقارنةً بالعام السابق. ويُعد العدد الإجمالي كذلك، أدنى رقم على الإطلاق منذ أن بدأت الحكومة اليابانية بتدوين هذا النوع من البيانات عام 1950.


وبسبب تراجع عدد الأطفال، تمتلك اليابان في الحاضر أدنى نسبة من الأطفال مقارنةً بالعدد الكلي للسكان من بين 35 دولة يبلغ تعداد سكانها أكثر من 40 مليون نسمة. وبلغت النسبة اليابانية 11.7% بانخفاض للعام الـ48 على التوالي وفق وزارة الشؤون الداخلية والاتصالات.


ويجدر بالذكر، إن من بين التعداد الكلي للأطفال، يُشكل الفتيان 7.51 مليوناً، وتُشكل الفتيات 7.15 مليوناً. بينما يُشكل كبار السن الذين يبلغون 65 عاماً أو أكبر، نحو 30% من التعداد الكلي لسكان اليابان، أي نحو 36 مليون نسمة. ويستمر تعداد كبار السن في الارتفاع مع تقلص عدد السكان وتراجع تعداد الأطفال والمواليد الجُدد بسبب عدة عوامل اجتماعية.


معضلة متفاقمة


تقول وزارة الشؤون الداخلية والاتصالات اليابانية، بأن تعداد الأطفال في اليابان وصل ذروته في عام 1954، حيث سجل آنذاك وجود 29.89 مليون طفل. وتراجع تعداد الأطفال بعدها، وثم ارتفع في بداية السبعينات، ولكنه بدأ بالانخفاض المتواصل منذ عام 1982.


وكان رئيس الوزراء الياباني الأسبق “شينزو آبيه” قد تعهد بأنه سيواجه المشكلة المتفاقمة، وذلك عبر الاعتماد أكثر على النساء في تشكيل الاقتصاد، مع زيادة عدد دور رعاية الأطفال في اليابان لتخفيف عبء الأمهات.


ولكن لم تترجم تعهدات “آبيه” إلى نتائج على أرض الواقع ولم تظهر ثمار الخُطط الحكومية بعد. وسعى خلفه، رئيس الوزراء السابق «يوشيهيديه سوغا» لبذل جهود مماثلة، إلا أن أزمة فيروس كورونا وضعت تلك الجهود قيد الانتظار، وتسببت في تراجع عدد أطفال اليابان بصورة أكبر بسبب عزوف النساء عن الإنجاب جراء الجائحة.

وتخطط الحكومة اليابانية لرفع معدل الخصوبة في البلاد إلى 1.8 بحلول عام 2025 من أجل مواجهة معضلة تراجع عدد السكان. إذ يبلغ مُعدل الخصوبة الحالي في البلاد 1.42، وفق إحصاءات عام 2018. وتجدر الإشارة إلى أن مُعدل الخصوبة، هو معدل يتوقع عدد الأطفال الذين ستلدهم كل امرأة في المجتمع.

tهل ستختفي اليابان من الوجود إن استمر انخفاض تعداد المواليد، أم ستكون هناك تعديلات جذرية في المجتمع الياباني لزيادة معدلات المواليد، والحفاظ على دورها التاريخي في تقدم الحضارة البشرية.



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات د. طارق قابيل

تدوينات ذات صلة