تطوير "غراء حيوي" بخصائص فريدة يشفي الجروح بشكل شبه فوري!

طور فريق من الباحثين سائل صمغي صاد للماء (كاره للماء)، يزيح سوائل الجسم المحيطة بالجرح ما يسمح بالتئام وشفاء الأنسجة المصابة بشكل شبه فوري.


الأنسجة اللاصقة التي يمكن أن تؤدي مهامها في ظل وجود الدم والماء والبروتينات الأخرى في الجسم، لإغلاق الجرح الفوري والإرقاء (وقف نزف الدم بتحويله من سائل إلى صلب)، هامة للغاية، خاصة عندما يكون الوقت حاسما في عمليات الإنقاذ والاستجابة للطوارئ.




الغراء الحيوي


و"الغراء الحيوي" الجديد، الذي نُشرت نتائج أبحاث تطويره واختباره في مجلة "ساينس أدفانسس" (Science Advances)، يملك القدرة على استبدال وإحداث ثورة في المواد اللاصقة للأنسجة (مثل غراء الفيبرين) المستخدم حاليا في الحالات السريرية وحوادث الإصابات الجماعية.


وغالبا ما يفشل غراء الفبرين وما شابه في إزاحة السوائل حول الإصابة. وهذا الفشل يعني أن المواد اللاصقة للأنسجة الحالية لا تلتصق أبدا بقوة بالجرح وغالبا ما تنفصل في غضون ساعة أو ساعتين.

ويعد انجراف الأنسجة اللاصقة وانفصالها من المشكلات الرئيسية للممارسين الطبيين وقد تكون قاتلة لبعض المرضى، خاصة عندما يحدث الانفصال في الأعضاء الحيوية مثل الرئتين والكبد والقلب.

وتخضع هذه الأعضاء، حتى عندما تكون صحية، لحركة متكررة (تقلصات وارتخاء) بسبب الاحتياجات الفسيولوجية، والتي تسبب ضغطا إضافيا على المواد اللاصقة للأنسجة.





ونظرا لأن "الغراء الحيوي" الجديد يشكل رابطة قوية مع الأنسجة المجاورة، فإنه يقضي فعليا على الانفصال.


كان الغراء قادرا على سد ثقوب الرئة والقلب والشريان، وحتى الجمجمة المكسورة، في دراسات ما قبل السريرية المكثفة.


ولم يكن هناك أي رد فعل من الأنسجة تجاه هذا الغراء الحيوي "وكان الشفاء سريعا".


وفي حين أن هذا الاكتشاف الجديد قد يعني في أيامه الأولى نهاية للخيوط الجراحية والدبابيس المصنوعة من البلاستيك أو الفولاذ المقاوم للصدأ، إلا أن الغراء الحيوي الجديد المصنوع باستخدام مواد وافقت عليها إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، صُمم لتطبيقات أخرى أيضا.


ويمثل التصاق المواد تحت الماء تحديا نظرا لأنه لا يمكن إزاحة المياه الحدودية بحيث يمكن أن تلامس المادة اللاصقة الأنسجة الأساسية. والعديد من المواد اللاصقة الحيوية تمتص الماء بالفعل بدلا من إزاحته. وهذه مشكلة مع الكثير من المواد.


وبالنسبة للغراء الحيوي الجديد، فإن المادة الأساسية المكونة له هي السيليكون، الذي لا يمتص الماء من الأنسجة، لذلك يلتصق، ويشكل السيليكون مادة لاصقة قوية، لذلك لا داعي للقلق بعد الإصلاح من أنه سيعاد فتحه ويسبب المزيد من المشاكل بعد الإصابة الأولية.


المصدر:


https://medicalxpress.com/news/2022-05-bio-glue-surgical-sutures-staples.html


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات د. طارق قابيل

تدوينات ذات صلة