مصائد ثاني أكسيد الكربون تساعد على وقف تغير المناخ
أشار المكتب الإعلامي للجامعة الوطنية للبحوث التكنولوجية الروسية، إلى أن علماء المناخ ومهندسي الطاقة الحرارية، اكتشفوا أنه لا يمكن إبطاء ظاهرة الاحتباس الحراري إلا بمساعدة تكنولوجيا امتصاص ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي للأرض.
ويذكر أن العديد من الدول تعهدت في شهر ديسمبر عام 2015 بتقليص انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون خلال عشر سنوات ووافقت على اتفاقية باريس للمناخ بشأن مكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري، والمحافظة على ارتفاع درجة الحرارة في حدود 1.5-2 درجة مئوية.
ويعتقد العديد من علماء المناخ، أن تحقيق هذا الهدف لن يتم إلا بتخفيض مستوى الانبعاثات إلى الصفر بسحبها من الغلاف الجوي.
ووفقا لعلماء الجامعة، "لمنع ارتفاع متوسط درجة الحرارة على الأرض أكثر من 2 درجة مئوية مقارنة بفترة ما قبل النهضة الصناعية، لا يكفي تقليص استخدام الوقود الأحفوري. لأنه من دون تطوير تكنولوجيا إزالة الغاز من الهواء الجوي، لا يمكن وقف تغير المناخ العالمي".
وقد قارن الباحثون الروس بين طريقتين لمكافحة التغيرات المناخية: تقليص حاد في حجم انبعاثات الغاز بالتخلي عن استخدام الوقود الأحفوري، وبين تطوير تكنولوجيا تثبيت مستوى الغاز. وأخذ الباحثون بالاعتبار الموقع الجغرافي ومناخ البلدان المتطورة والنامية.
وأظهرت نتائج هذه المقارنة أن انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون ستصل إلى ذروتها خلال 10-15 عاما، اي سترتفع بنسبة 15 بالمئة. ولكن بالنظر للخصائص الجغرافية والمناخية لمعظم البلدان، فإن الانبعاثات لن تنخفض إلى أقل من ستة مليارات طن في السنة حنى نهاية القرن الحالي.
واستنادا إلى هذا، يعتقد الباحثون، أنه من الضروري بذل الجهود لتطوير واستخدام تكنولوجيا تثبيت مستوى غاز ثاني أكسيد الكربون على نطاق واسع، لإبطاء التغيرات المناخية.
آلة "التقاط الهواء المباشر''
توجد في العالم حاليا 26 وحدة لامتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون من الهواء الجوي. بيد أن حجم الغاز الذي تمتصه يعادل 0.1 بالمئة من حجم الانبعاثات.
وفي شهر سبتمبر من العام الماضي، تم تشغيل أكبر آلة لامتصاص الكربون في العالم، والتي وصفت بأنها أداة للحد من تغير المناخ، في آيسلندا.
وأطلقت آلة "التقاط الهواء المباشر'' (DAC) التي تبلغ تكلفتها 15 مليون دولار وأنشأتها شركة "كلايموركس" (Climeworks)، ومقرها زيورخ، في محطة للطاقة في آيسلندا.
ويطلق عليها اسم "أوركا" (Orca)، وستلتقط 4000 طن متري من ثاني أكسيد الكربون (CO2) سنويا كجزء من الجهود المبذولة لتقليل مستويات غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي - أي ما يعادل الانبعاثات السنوية من حوالي 790 سيارة.
ومع ذلك، فإن هذا الإجمالي هو مجرد جزء بسيط من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية، والتي بلغت 34.7 مليار طن العام الماضي، وفقا لوكالة الطاقة الدولية.
وتتكون "أوركا" من "أجهزة تنقية الهواء" المعدنية التي تمتص ثاني أكسيد الكربون من الهواء المحيط باستخدام المراوح، قبل استخراجه باستخدام مرشح كيميائي.
ثم يخزّن ثاني أكسيد الكربون تحت الأرض، ما يقلل من كمية غازات الاحتباس الحراري التي تصل إلى الغلاف الجوي.
ويمكن تخزين الغاز بشكل دائم في تكوينات جيولوجية عميقة، أو استخدامه في صناعة الوقود والمواد الكيميائية ومواد البناء وغيرها من المنتجات.
وتلتقط وحدات التجميع هذه ثاني أكسيد الكربون عن طريق سحب الهواء باستخدام مروحة. ويوجد داخل المجمعات مادة المرشح الكيميائي التي تجمع ثاني أكسيد الكربون، بينما تسمح للهواء بالتدفق إلى الجانب الآخر. وبمجرد تشبع هذا الفلتر بثاني أكسيد الكربون، يُغلق المجمع حتى لا يدخل المزيد من الهواء.
وبعد ذلك، يُسخّن الجزء الداخلي من المجمع - وثاني أكسيد الكربون الذي التُقط - باستخدام الطاقة من محطة Hellisheii لتوليد الطاقة الحرارية الأرضية. ويؤدي هذا إلى إطلاق ثاني أكسيد الكربون من المرشح واستخراجه في صورة مركزة.
ثم تقوم شركة أخرى، Carbfix، بخلط ثاني أكسيد الكربون بالماء وضخه في أعماق الأرض.
وتوضح Climeworks: "من خلال التمعدن الطبيعي، يتفاعل ثاني أكسيد الكربون مع صخور البازلت ويتحول إلى حجر في غضون بضع سنوات. وهكذا يتم إزالة ثاني أكسيد الكربون من الهواء وإعادته إلى الأرض بشكل دائم وآمن".
وقالت شركة "كلايموركس" إنه يمكن بسهولة تكرار هذه التقنية في مواقع مختلفة في جميع أنحاء العالم، وعلى نطاقات أكبر من أي وقت مضى، لزيادة كمية ثاني أكسيد الكربون التي تُطلق.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات