"التراث الطبيعي المصري ورحلة في أعماق الزمن" ندوة بأكاديمية البحث العلمي

عقد، مساء اليوم السبت، مجلس بحوث الثقافة والمعرفة فى أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا، ندوة علمية بعنوان "التراث الطبيعي المصري ورحلة في أعماق الزمن".


حاضر في الندوة الدكتور هشام سلام عضو مجلس بحوث الثقافة والمعرفة وأستاذ الحفريات الفقارية بكلية العلوم جامعة المنصورة والجامعة الأمريكية.


وتأتي الندوة كأحد فعاليات خرائط الطريق التي يعكف عليها المجلس عن التواصل العلمي المجتمعي وتأصيل الهوية. المصرية بتكليف من الأكاديمية.


بدأت فعاليات الندوة العلمية الثقافية التراثية بكلمة افتتاح وترحيب من الدكتور شعبان الأمير منسق الندوات وعضو المجلس ثم بكلمة تقديم من الدكتور محمد لبيب سالم مقرر المجلس والذي نوه عن رسالة المجلس وانشطته في نشر المعرفة وتأصيل الهوية المصرية،واختتمت كلمات الافتتاح بكلمة الدكتور احمد جبر المشرف العام علي قطاع المجالس النوعية والتي رحب فيها بالدكتور هشام المتحدث بالندوة والاشادة برعاية الدكتور محمود صقر رئيس اكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا لرعايته لندوات وفعاليات مجلس بحوث الثقافة والمعرفة ولأعضاء المجلس وعلي رأسهم الدكتور محمد لبيب سالم مقرر المجلس.


أستعرض الدكتور هشام سلام مسيرته العلمية المتميزة من البداية، وكيف تعلق بدراسة الحفريات الفقارية منذ أن كان طالبا، وبعد سفره في بعثة تابعة للحكومة المصرية في إحدى التخصصات النادرة، وحكي تجربته بعد العودة إلى مصر، وما واجه من صعوبات لتأسيس مدرسته العلمية في هذا التخصص النادر في مصر وفي منطقة الشرق الأوسط.


وعرض"سلام " بالصور التطور التاريخي للبدء في مركز الحفريات الفقارية بعد عودته لكلية العلوم بجامعة المنصورة، وكشف عن تجربته وبدايته المتواضعة في أول الطريق، وكيف تغلب على الصعوبات للبدء في هذا المشوار الصعب وحتى الوصول للاكتشافات الرائعة التي تحدث عنها العالم من خلال تكوين مدرسة علمية متميزة.


كما عرض دور الباحثات المصريات معه، وهن من طلبن الالتحاق بالعمل معه في هذا التخصص الصعب والذي كان في مخيلته مقصورا على الرجال فقط نظرا لطبيعة الرحلات العلمية وصعوبة المبيت في الخيام والعمل الشاق في استخراج ونقل الحفريات، وعلى الرغم من ترحيبه بالباحثات في البداية إلا أنه كان يراهن علي قدرتهن علي النجاح والتميز مما جعله لهن الفرصة للانضمام إلي مختبر د. هشام سلام البحثي. وبالفعل قد أثبتن تفوقهن حيث يفتخر حاليا بنجاحهن المتميز واكتشافاتهن الكبيرة التي وضعت بصمة مميزة وإضافة علمية للمركز ولجامعة المنصورة ولمصر حول العالم.


ولم يقل نجاح شباب الباحثين في "سلام لاب" عن نجاح الباحثات، وقد تمكن كل منهم من وضع بصمة علمية جديدة للمركز ممثلة في اكتشافات متميزة لكل منهم، حيث تصدرت أسمائهم الدوريات العلمية العالمية مما أتاح لهم مكانا متميزا للعمل في المعامل العالمية لاستكمال الدراسة في أهم الجامعات العالمية ثم عودتهم لمصر.


ثم أستعرض تاريخ التراث الحضاري المصري من ملايين السنين وكيف كانت الصحراء المصرية محيطا وشكل بعضها غابات كبيرة ازدهرت فيهما جميع أنواع الحياة عبر التاريخ،كما أستعرض النجاحات الكبيرة التي حققها فريقه، والاكتشافات المميزة التي غير تاريخ الأحافير في المنطقة والتي تصدرت كبري الدوريات العلمية، وغطتها أهم وأعرق وسائل الإعلام العالمية.


وتطرق الدكتور هشام سلام لدوره في نشر الثقافة العلمية وتعريف الشباب وطلاب المدارس بعلم الحفريات الفقارية، واستغلال حبهم وشغفهم لعالم الديناصورات لنشر الثقافة العلمية وغرز حب العلم في نفوسهم. ويري سلام أن نجاحه في الوصول إلي العالمية وتحقيق اكتشافات يتحدث عنها العالم يرجع لطبيع العلم الذي يلهب خيال الجميع، ولقراءته المتعمقة للعلوم الحديثة ومخاطبته العالم وعرض قضايا علمية تهم المجتمع العلمي العالمي وتجاوب على أهم الأسئلة العلمية.


كما تحدث عن ظاهرة الاحتباس الحراري، وأنها ليست بجديدة، فقد شهد تاريخ الكرة الأرضية هذه الظاهرة منذ ملايين السنين، وأن جبال الواحات تشهد على هذه الظاهرة وعلى وصول درجة الحرارة لأربعين درجة في مياه المحيط.


و قام الدكتور سلام بالرد على تساؤلات الحاضرين للندوة، وكان أكثرها طلبا هو كيفية المشاركة في الرحلات العلمية والتواصل معه شخصيا لعمل أفلام عن الاكتشافات العلمية وأبحاث مشتركة في مجالات متعددة ومنها مجالات الفنون الجميلة.


وفي إجابته عن السبب الذي أدي لظاهرة الاحتباس الحراري، أفاد سلام بأنه كانت هناك مصادر للتلوث أدت لهذه الظاهرة في هذا الزمن السحيق، وأن أشكال الحياة تنوعت وهذه ما تثبته الأحافير.

كما شهدت الندوة مداخلات من العديد من الدول العربية كفلسطين وليبيا، وشارك باحثين منها في الأسئلة والمداخلات وعرض فرص التعاون مستقبلا، وقد أجاب سلام علي جميع الأسئلة ورحب بجميع أشكال التعاون العلمي.


واكد الدكتور محمد لبيب سالم مقرر مجلس بحوث الثقافة والمعرفة أن المجلس أحد المجالس النوعية بأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا والتي تمثل مركز فكر استراتيجي ووعاًء للفكر وبيت خبرة وطني في جميع مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار. ومن منطلق رؤية المجلس في خلق مجتمع علمي قادر على تأصيل المعرفة فى جميع المجالات وحل المشكلات التي تواجه المجتمع والاستفادة من الخبرات الوطنية البشرية المشتغلة بالبحث العلمي, يعقد المجلس سلسلة من حلقات النقاش العلمية في جميع فروع الثقافة العلمية خلقت وصل بين رجال العلم والمجتمع نحو خدمة جميع القضايا التنموية على اساس علمي لتحقيق الرؤى والأهداف القومية.


واكد الدكتور شعبان الأمير عضو مجلس بحوث الثقافة والمعرفة ومنسق الندوات بالمجلس ان الهوية المصرية هي نتاج تراكم الطبقات الحضارية بداية من الحضارة المصرية القديمة مرورا باليونانية والرومانية وصولا إلى القبطية ثم الإسلامية. وكل حقبة زمنية من هذه الحقب أضفت سمة من سماتها الذاتية أثرت في تكوين تلك الهوية المصرية المتميزة. وعلى الرغم من المحاولات الهائلة التي استهدفت الهوية المصرية عبر العصور وحاولت زعزعتها فإنها بقيت صامدة أمام كل هذه المحاولات. وتولي القيادة السياسية في مصر اهتمام بالغ بالتراث المادي كأحد مكونات الهوية المصرية وتعبيراتها التاريخية والذي يمثل طلبا قوميا ومن أحد اهم عناصر التراث المادي هو التراث الطبيعي في العلوم والذي يعطي لمصر بصمتها المتميزة. فلمصر سحرها الاستثنائي، سحر تجاوز حدود الحضارات، وامتدت جزوره في أعماق الأزمنة السحيقة؛ فيوما بعد الآخر تكشف لنا أرض مصر الطيبة عن أسرار الحيوات القديمة. وفي هذا الصدد تتحدث الندوة عن التراث الطبيعي المصري ورحلته في أعماق الزمن وخاصة في مصر وتراثها الطبيعي من الحفريات الفقارية قبل ظهور الانسان.




ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات د. طارق قابيل

تدوينات ذات صلة