إسهامات ونجاحات علمية متميزة للدكتورة حنان الملكاوي

أنعم الملك عبدالله الثاني ابن الحسين بوسام الملك عبدالله الثاني ابن الحسين للتميز من الدرجة الثانية على الأستاذة الدكتورة حنان عيسى الملكاوي، تقديرا لدورها الكبير وإسهاماتها في مجالات التكنولوجيا الحيوية وتكنولوجيا النانو وتطبيقاتها في الطب والبيئة والزراعة والغذاء والصناعة.


الأستاذة الدكتورة حنان عيسى محمد ملكاوي درست بكالوريوس علوم حياتية عام 1981م في جامعة اليرموك - اربد - الأردن، وحصلت على درجة الماجستير في علم الجراثيم والصحة العامة، وعلى الدكتوراه في علم الأحياء الدقيقة والبيولوجيا الجزيئية من جامعة ولاية واشنطن، بالولايات المتحدة الأمريكية.


شغلت سابقا منصب نائب رئيس الجمعية العلمية الملكية، ونائب رئيس جامعة اليرموك، ووكيل الجامعة للبحوث والعلاقات الدولية، ومديرة ادارة المشاريع الخارجية، ومديرة مجلس (مركز التميز للخدمات المكتبية)، ومديرة مركز الأميرة بسمة لدراسات المرأة، ومديرة كرسي اليونسكو للدراسات بنفس الجامعة.


تعمل الأستاذة الدكتورة حنان عيسى الملكاوي حاليا في قسم العلوم الحياتية بجامعة اليرموك وتحمل درجة الدكتوراة في تخصص الكائنات الحية الدقيقة والبيولوجيا الجزيئية، ودرجة الماجستير في علم الجراثيم والصحة العامة وكليهما من جامعة ولاية واشنطن الأمريكية.


الملكاوي لها إنجازات بحثية مميزة في مجالات التكنولوجيا الحيوية وتكنولوجيا النانو وتطبيقاتها في الطب والبيئة والزراعة والغذاء والصناعة، ولها ما يزيد على (70) بحثاً منشوراً في مجلات عالمية مرموقة، وهي حاصلة على العديد من الجوائز العلمية والعالمية، وسجلت العديد من براءات الاختراع.


تتضمن بحوثها عزل ودراسة الكائنات الحية دقيقة ومنظوماتها الوراثية في التكيف للظروف البيئية القاسية ومقدرتها على تحمل هذه الظروف والعيش في هذه البيئات، مثل الملوحة الشديدة في بيئة البحر الميت، وحاليا بيئة الفضاء الخارجي حيث الإشعاعات وانعدام الجاذبية ومدى مقدرة وتكيف الكائنات الحية الدقيقة للعيش في ظل هذه الظروف.

نجاحات علمية بارزة


في أبريل/نيسان الماضي، أطلقت جامعة اليرموك في المملكة الأردنية الهاشمية بنجاح مهمة فضائية عبارة عن منطاد فضائي يحمل عينات ميكروبية إلى ارتفاع وصل إلى 32.5 كيلومترا فوق مستوى سطح البحر، إذ وصل لأول طبقة في مدار الفضاء المنخفض، حيث منطقة انعدام الجاذبية، بالتعاون مع مؤسسة "كيه إس إف" (KSF Space Foundation) البريطانية للفضاء.


وحسب الخطة البحثية المرسومة بدقة، فقد تم تحضير وتحميل بعض العينات من الكائنات الحية الدقيقة (سلالات بكتيرية لا تسبب الأمراض للإنسان) مُعرفة تعريفا علميا ومعلومة التسلسل الجينومي، في مختبر المشروع البحثي في قسم العلوم الحياتية التابع ‏لجامعة اليرموك، بإشراف مديرة المشروع والباحثة الرئيسية فيه الأستاذة الدكتورة حنان عيسى ‏ملكاوي، وتم تعريض الأنواع البكتيرية ومنظوماتها الجينية في بيئة خاضعة للرقابة داخل كبسولة فضائية (من خلال مؤسسة "كيه إس إف" للفضاء).


والكبسولة الفضائية عبارة عن وحدة مضغوطة مجهزة بأنظمة دعم الحياة، حيث يتم حماية الكائنات الحية الدقيقة من معظم الظروف القاسية التي من الممكن أن تتعرض لها في الفضاء باستثناء "الجاذبية الصغرى" (Microgravity)، وبالتالي فإن التغيرات التي قد تحدث في فيسيولوجيا الميكروبات على المستويات الخلوية أو الجينية تُعزى في الغالب لتأثير الجاذبية الصغرى.


تم إطلاق الكبسولة الفضائية -التي حملت ونقلت عينات البكتيريا والمادة الوراثية المعزولة من هذه العينات من المملكة المتحدة إلى الفضاء، حيث وصلت إلى ارتفاع ما بعد الغلاف الجوي وأول طبقة في المدار الفضائي المنخفض.


وعادت الكبسولة إلى الأرض بعد يوم من إطلاقها، وتمت دراسة وتحليل هذه العينات البيولوجية في المختبر البحثي في جامعة اليرموك بعد الرحلة مباشرة. وتشير النتائج الأولية التي تم الحصول عليها على قدرة هذه الكائنات الحية الدقيقة على تحمل ظروف انعدام الجاذبية القاسية في بيئة الفضاء الخارجي ونموها وتكاثرها. وما زال البحث جار حاليا في الدراسة والتحليل المستفيض والدقيق على عدة مستويات لسلوك الخلايا البكتيرية الحية ومنظومتها الجينية المعزولة منها بعد إطلاقها في الكبسولة الفضائية وتعرضها للفضاء الخارجي، وعودتها إلى الأرض.


وتقوم البروفيسورة ملكاوي وفريقها البحثي حاليا في المختبر بدراسة وتحليل هذه العينات البكتيرية من الناحية الفيسيولوجية للتعرف على قدرتها على النمو، وتحليل حمضها النووي لتحديد أنواع الطفرات المستحدثة على المستوى الجيني بعد أن تعرضت لظروف انعدام الجاذبية في الفضاء الخارجي.

وتؤكد العالمة الأردنية أنها وفريقها البحثي قد تحصلوا على نتائج أولية مدهشة تشير إلى قدرة الخلايا الميكروبية على تحمل بيئة الفضاء وقدرتها على العيش والنمو بعد تعرضها لتلك البيئة القاسية. ويسعى الفريق البحثي حاليا لتوثيق ونشر جميع النتائج البحثية في دورية علمية عالمية بعد الانتهاء من الدراسة التفصيلية وتحليل نتائج البحث.


ومن المتوقع أن تساعد نتائج هذا البحث في دراسة تأثيرات بيئة انعدام الجاذبية وعوامل الفضاء الأخرى على الكائنات الحية الدقيقة ومنظومتها الجينومية والجينية، وفي دراسة إمكانية استخدام الكائنات الحية الدقيقة كنموذج لاختبار مدى قابلية حياة البشر في بيئة الفضاء والسكن في الكواكب، كما ستقدم رؤية لإمكانية هندسة الكائنات الحية وتعديلها وراثيا لتعمل كمجسات حيوية ولتنتج الغذاء والأكسجين.




ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات د. طارق قابيل

تدوينات ذات صلة