كلمات تزاحمت في بالي اثناء ركوبي الباص وعودتي الى بيتي بجسد وقلب مكسور بعد المحاولات

-مـواصـلـات-طريقٌ طويل ، باص وسائق ، خلفك تلك الأم التي تحاول ان تسكت طفلها لكي لا يبكي ، وبجانبك صبية ترسل الرسائل التي قد لاتصل ، مقاعد والكثير من المقاعد مليئة بالقصص ، بجانب كل شبّاك رأسٌ مسنود تراهُ نائم وهو بالواقع حائر ولكنه يحاول الهروب ليجد الحلّ ، كلٌ منّا يحجز بطاقة الصعود لهدف؛ عمل كان او بحثاً عن عمل، مستشفى او زيارة جدّه ، مقابلة صديق او لتنسيق ورود الزفّه ، لايهم المهم اننا بنفس " الباص " ‏ ‏نمشي طريق واحد ونتشارك همومنا دون ان نعلم ، بصمت طويل .من النافذة الملطخة ببصمات الايادي تلمح جبال البلاد وشجيراتها الصفراء المخضرّه فتتذكر مقولة يارا السعد " أُحب البلاد بلا ناطحات سحابٍ وبلا نوافير راقصة "فيقطع احبال تفكيرك صُوت " الوكيل " وهو يتناول مشاكل الناس "كسندويشة فلافل " صباحاً

فـ يضيق بكَ المقعد هماً وتنسى النافذة وناطحات السحاب ، تبقى صامتاً مع الصامتين حتى تصل وجهتك ، يُفتح باب الـ " باص" تُرحب بكَ جيوب التكاسي الجائعة ، يتهافتون عليكَ كوجبة دسمة تمرّ طُرق وجبال و اشارات ، خط ازدحام كـ طابور تعبئة ماء تمضي في هذه الأرض بذرة لتنمو و انسان ليسعى ، تقف لتفقد الأمل ولكنك ترى الوقت لايكفيك لذلك تحاول فتغرق ثم تحاول فتُصاب ، ثم اخيراً تحاول فتسقط ولكنك تحاول وترغب بالمحاولة ، وتبقى على هذا المنوال ذهاباً واياباً ظُهراً حتى العصر ، عصرتك العاصمة فتنجيك القرية ، تعود نعم تعود الى ذلك الـ " باص " ‏و ترى نفس الوجوه ولكنها متعبه لعلّها حاولت مثلك لعلّها

فتسمع بجابنك تذمر امرأة معارضه على قرار اتخذته بعمر العشرين وهي الآن بعمر الثلاثين ، ظناً منها انه سبب خراب حياتها الآن والـ " لو " تُغرقها ، بينما جميعنا في وقتنا المناسب لا نسبق احد ولا احد يسبقنا لاننا سنصل جميعاً بالنهاية ولكن هي مسألة وقت !

يسند الجميع رأسه على النافذة وتُغلق الاضواء وتُظلم السماء ونعودُ للطريق نعود للقرية نعودُ ونحمل المحاولة .طِيب العمد


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

بالتوفيق

إقرأ المزيد من تدوينات طِيب العمَد

تدوينات ذات صلة