يجمع الوثائقي (The social Dilemma) وتعني "المعضلة الاجتماعية" مديرين ومهندسين سابقين في منصات التواصل الاجتماعي والمواقع الشهيرة، للحديث عن تجربتهم
في هذه الأيام يتزايد الحديث عن التأثير السلبي لمواقع التواصل الاجتماعي ومحتواها خصوصًا على المراهقين، من خلال الحالة الإدمانية التي وصل إليها كثيرون، وكيف جعلتهم الهواتف منفصلين تماما عن الواقع. بالإضافة للتزايد الملحوظ في معدلات الاكتئاب والانتحار، والزيادة في معدل الراغبين في إجراء عمليات تجميل.
ولكن لماذا؟ ومن المستفيد؟
ربما لا يوجد مجرم واحد أو شيطان حقيقي في هذه اللعبة.
قد تشرح المقولة الكلاسيكية: "إذا كنت لا تدفع مقابل المنتج، فأنت المنتج" المعضلة هنا.
فهذه الشركات تملك فريقًا من المهندسين وظيفتهم هي اختراق سيكولوجيا الناس حتى يحصلوا على نمو أكبر ومستخدمين جدد واشتراكات أكثر، ليحصلوا من خلالها على المزيد من المشاهدات للإعلانات ويجنوا المزيد من المال
مهما كلف الأمر
الربح المادي هو المحرك الوحيد لهذه الشركات، بالتالي كلما قامت تلك الشركات بتنمية الإدمان الذي يتحقق من خلال تصميم محتوى يتلاءم مع توجهات واهتمامات المستخدمين، كلما أدى ذلك لزيادة في مشاهدة الإعلانات.
ويبدو أنه من المهم لهذه الشركات الحصول على أكبر قدر ممكن من معلومات وبيانات المستخدمين لبيعها للمعلنين.
وتبذل هذه الشركات في سبيل تحقيق هذا كل الحيل الخوارزمية اللازمة لهذا.
بداية من اختراع اللايك والمنشن وتحديث الصفحة والمشاركة والتعليق.
ولكن ما العيب فيه هذه الخصائص؟
يكمن الأثر السلبي لهذه الخصائص في تأثيرها الجانبي سواء أكان مقصودًا أم لا، فمثلًا:
زر الإعجاب:
يُقال بأن زر الإعجاب قد ظهر في الأصل لنشر الإيجابية ولكنه أصبح سببًا للإكتئاب والحزن في حال عدم الحصول عليه، بل وأصبح سببًا لتغيير سلوكيات البعض للحصول على هذا الاعجاب.
المشاركة:
تنتشر الشائعات على مواقع التواصل الاجتماعي أسرع من الأخبار الحقيقية بستة أضعاف، مما يعني أن الأرباح المالية المكتسبة من الإشاعات أكبر من تلك المكتسبة من الأخبار الحقيقية، فنجد أن الخوارزميات تدعم انتشار الشائعات على مواقع التواصل الاجتماعي.
التوصيات:
كيف يمكن أن يكون هؤلاء الناس أغبياء لتلك الدرجة؟ انظر لكل تلك المعلومات التي أراها باستمرار كيف لا يرون المعلومات نفسها؟
والإجابة أنهم لا يرون المعلومات نفسها!
فالتوصيات تستمر بعرض أشياء موافقة ومؤيدة لأفكارك وتوجهاتك أنت، فنحن لا نشاهد إلا المواقع والقنوات التي تخبرنا أننا محقون!
لنفاجأ حين نخرج للواقع بكمية الأشخاص المختلفين عنا وعن بديهيات المنطق لدينا، فنسارع للحكم على عقولهم بأنه قد تم غسلها، أو التلاعب بها!
ولكن ماذا بالنسبة لعقلك؟ لماذا تقرر بأنهم هم من تم غسل عقولهم وليس العكس؟
أو ربما كلاكما تعرض لهذا الغسيل كل شخص حسب اهتماماته ودائرة علاقاته.
فأدمغتنا يتم التلاعب بها وتوصيلها بواسطة خوارزميات مصممة لجذب انتباهنا وبيعنا أكبر قدر من الأشياء، بما في ذلك الأفكار المشوهة حول العالم وأنفسنا وبعضنا البعض.
فمن نحن وبماذا نؤمن حقًا؟
هل علينا المغادرة؟
قد يكون هذا قرارًا شخصيًا بناء على كمية الضرر والمكاسب، ولكن إذا كنت تجد أن مواقع التواصل الاجتماعي ضرورة في الوقت الحالي على الأقل، للتواصل والعمل والدراسة فقد يكون هناك بعض الأمور التي يمكن فعلها لتخفيف الأضرار، يعرض لنا المختصون في نهاية الوثائقي بعض الحلول التي قد تساعدنا في خوض هذه المعركة، أذكر منها:
1- لا تشارك المحتوى قبل التحقق
أي خبر أو منشور تشعر وكأنه يهدف للضغط على مشاعرك، من المحتمل أن يكون كذلك، لذلك عليك ألا تنساق وراء تلك المشاعر، فهذا ما تسعى له الخوارزميات.
تثبت قبل النشر، ولا تعتمد بأن من قبلك أو من سيقرؤها بعدك سيقوم بهذا التحقق، فالظاهر بأن هذا لا يحدث.
2- لا تدع أطفالك يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي
قال أليكس روتر ، نائب الرئيس الأول للهندسة في "تويتر"
إن أطفاله لا يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي على الإطلاق.
وقال تيم كيندال، المدير السابق في "فيسبوك"
"نحن لا ندع أطفالنا يقضون أي وقت أمام الشاشة".
وقال جوناثان هايدت، عالم النفس الاجتماعي والمؤلف بجامعة نيويورك
إذا كنت ستسمح لأطفالك بالتسجيل على وسائل التواصل الاجتماعي، فانتظر حتى المدرسة الثانوية "المدرسة المتوسطة صعبة بما فيه الكفاية".
إذًا ربما صدقوا حين قالوا بأن مروج المخدرات الجيد لا يتعاطاها!
3- لا تنقر على مقاطع الفيديو أو المنشورات الموصى بها لك
خوارزميات التوصيات هي ما يضمن استمرار تفاعل المستخدمين مع التطبيقات، فمواقع التواصل الاجتماعي والتطبيقات تقوم بجمع قائمة طويلة من المحتوى ذي الصلة عند الانتهاء من قراءة منشور أو مشاهدة مقطع فيديو.
لذلك بدلًا من ترك تلك الخوارزميات تقودك، من الأفضل البحث عن الفيديو التالي أو المقال التالي الذي تود مشاهدته.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات