التداعيات الجانبية للجمال(Collateral Beauty)، فلم ٌألهمني، لأكتب ثلاثة رسائل للأشياء المجردة,

الى العدو العزيز، الوفي منذ الأزل و الى الأبد، الى الزمن،،


أريدُ أن أرسل اليك هذه الرسالة و قلبي و داخلي يكنٌ إليك خالص الشكرِ و التقدير و الاحترام، فأنا لا أكن لك كل شيء فقط و لكن الجزيل منهُ وحسب، لأنك وإن يعتبرك البعضٌ وهمٌ، كسرت ما كسرت من رفعةِ النفس، من سلطنةِ الذاتِ على الذات، من جبروتِ قبضتها المحكمة على وجدان البشر، أشكرك، لأنك كسرت هذا الطغيان، و أريدٌ أن أطمئنك -إن كنت لا ترى من الأساس- الى أن مرادك و مسعاك في الأرضِ يتحقق على نحوٍ جميلٍ و فارقي عجيب، فالمرأةُ التي ظلت تترنح في جسمها المنحوت، و جلدها المشدود، تتفاخر زهواً و نشوةً بعينيها الواسعتين، و خشمها المقوسِ الى الأمام، بإبداعٍ لانهائي خلاب، حتى أنهٌ، عندما بدت اليها فكرةٌ الكمال أخيراً، عند منعطفِ الحياةِ، انكمشت على ذاتها، فإذ ترى اليوم نفسها أمام المرآةِ و قد ابتلعَ الوقت في أحشائهِ ما ولى من أيامٍ مضت، فتنتحب على الذات المهمشةِ التي خلقتها، و نحتتها طوال السنين على هيئةٍ وهميةٍ و مؤقتة و هي التي خالتها أبديةً، فتنتحب. اليوم، أرى الجميعَ ينتحبون، نعم! هذه التراجيدية، اللوحةٌ المأساة، النهايةٌ العظمى، سخريةٌ القدر، من انهيارِ للبشر و خضوعهم أمامَ فكرةِ الكمال و الاكتمال. اليوم أرى الظالم و مغتصبِ الفكرة و الجسد ينتحب أيضاً، من رمى أطفالهٌ الى الشارعَ القاتم ينتحب و الأطفال اللذين صنعوا من رمي أباهم لهم صخرةَ سيزيف(1) ليحملوها على ظهورهم و ظهورَ أبنائهم، ينتحبون أيضاً، كلنا و جميعنا اليوم ينتحب.


ملاحظة: أعتذر عن نعتك بالعدو، فأنا و أنت نتسابقُ باستمرار، ولا يمكنني أن أفوز أو أخوض في هذا السباق الحياتي، إن لم أراك كعدو. و لكن كعزيز.


كلٌ الحب،

شَهد .

(1): سيزيف أو سيسيفوس كان أحد أكثر الشخصيات مكراً بحسب الميثولوجيا الإغريقية، حيث استطاع أن يخدع إله الموت ثاناتوس مما أغضب كبير الآلهة زيوس، فعاقبه بأن يحمل صخرة من أسفل الجبل إلى أعلاه، فإذا وصل القمة تدحرجت إلى الوادي، فيعود إلى رفعها إلى القمة، ويظل هكذا حتى الأبد، فأصبح رمز العذاب الأبدي.(المصدر: ويكيبيديا)



الى اللذةِ الخالصةِ و العذاب المعسول، الى جوهرِ الأشياءِ و التفاصيل، الى الحب،،


يقول الرومي: لا تكن بلا حبٌ كي لا تشعرَ بأنك ميت، مٌت في الحب و ابق حياً الى الأبد.

يؤرخٌ الحب الجمال فينا، أنتِ بذرةٌ من الجمال الفطري تتوسدُ الروح، و تشقٌ طريقها الى النورِ ، فإن وصلت الى المُبتغى، أزهرت، و نشرت عِطرها الخفيف في الأرجاء لترسم هالةً حول ناشرها و ساقيها، أنتِ نفحةُ من الابتسامِ و مسحةٌ وديعة على الروح، أنتِ تحررٌ و انخراطٌ في الطبيعةِ و انغماسٌ كلي في الجمال. متى أحببت ستزهر و سيزهر من حولك الكون. أيتها الحبُ الخفيفة، أراكِ كالجنين، تتكورين على ذاتكِ في منتصفِ الأشياء، كل الأشياء و التفاصيل بل و حتى البشر، و هناك نظريةٌ أبتدعتها وقد دغدغت عقلي، فعندما نخسرٌ الشيء الذي نحب، حبيبٌ في الحرب، كتابٌ ذي نهاية حزينة، جدةٌ حنونة، قلادةٌ غالية، ابتسامةٌ دافئة، لذةُ موقفٍ عابر، نحنُ من نشعرٌ بألمِ ولادةِ هذا الحب الرضيعِ، يذهب الأنسان و الأشياء لكن الحب الوديع يبقى. التأثير المبهر و الإضافةٌ الساحرةُ، المبهمة و الدقيقة، كشيف يضعٌ آخر لمساتهِ على الطبق أخيراً قبل تقديمهِ. أنا أراكِ هناك دائماً.


لا يليق بالحبِ الا كلُ الحب،

شَهد.


الى مخالبِ الوحوشِ، وزمجرةِ الأسودِ، الى أمقت الظلام، الى الموت،،


لماذا نهابُك؟، لماذا عندما ننفخُ على الشموعِ نٌباغتٌ دوماً " عقبال المئة سنة"، من يريدٌ أن يعيشَ لمئة عام بحق السماء؟، أتفهمُ وجودَ الجمالِ هنا، الكثير و الكثير منهٌ ولكن بقدر ذلك الوجود يوجد الخوف و الجوعُ و الدم، لا أقولُ أن نحبس أنفسنا جميعاً في غرفة و نفتح اسطوانة غاز، ولكن أن نستسلم لك بشكل سلمي و فطري و أن نتقبلك لأنك حتمي، وبدلاً من أن نختلسٌ من الوقت أجزاءً كثيرة، لنهابك، أقترحٌ أن نتقبلَ و أن نعمل قبل أن تجيء "بمخالبك" و "بزمجرتك" و "بظلامك" و اعذرني ان تماديتٌ في التعابير لكنها ليست لي، أؤكد لك و أجزم، أنا بريئةٌ من هذه المواصفات المبتذلة، لأنهٌ بكل بساطةٍ يمكنني أن أتفادى الزمجرة و يمكنني أن أستقبلك كنورِ الخلاص، يمكنني أن أحب و أزدهرَ في هذا الحب في حياتي السابقة، أن أحب و أصنعَ الكثير من الذكريات و أتمعن في تلك الذكريات و أقدسها و أقدس أصحابها، و أن أزرعهٌ في كل الأماكن بعد أن أعيشهٌ أن لا أختلس من الوقت أو الزمن الكثير لأخشاك،


ملاحظة: بيني و بين الله سرٌ دفين، موت بابتسامة.


كل الحب،

شَهد.


شَهد

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات شَهد

تدوينات ذات صلة