دعوني احدثكم قصتي مع تحقيق الأحلام و كيف أستغل فترة الدراسة الجامعية على اكمل وجه

عندما كنت صغيرة لم أكن أحب المدرسة لأني شعرت فيها كأني في سجن حقيقي يقيدني من فعل ما أرغب به حقا, كانت المكان الذي يجبرك على أن تشبه من حولك لتكون مقبولاً بينهم؛ يجب أن تُشبِههُم بالشكلِ وطريقة اللباسِ وحتى التفكير. شعرت ان كل من في المدرسة مُنطفئين و قررت اني لن انطفئ, وفكرت بأن استقل بقراراتي و افكاري وكل ما افعل.


وعندما التحقت بالجامعة لَم أرغب في تكرار التجربة المدرسية السيئة فاخترت أن أدرس التخصص الذي أميلُ له و أن أذهب إلى جامعة بعيدة لا أعرف فيها أحداً، أردتُ أن ابتعد عن كل ما عرفته و اعتدتُ عليه، أردت أن أبدأ من جديد. كان هدفي ألا انطفئ أبداً، و طريقتي لتحقيق هذا كانت بَسيطة جداً: أن أحُلم.


فبدأت بكتابة أحلامي على ورقة عازمة على تحقيقها وأنظر إليها كل يوم مُعلقة على باب خِزانتي، أذكر أني كَتبت في الورقة الأولى حُلمي بالسفر وحدي و أني أريد أن التحق بالمنتخب الوطني للتايكواندو و أن أتَعلُم رُكوب الدراجة الهوائية، بدأت أراقب أحلامي تتحقق واحدا تِلو الآخر، وبفضل الله بدلت الكثير من الأوراق. ومن واقع هذه التجربة سوف أخبركم بثَمانِية اشياء عليكم أن تقوموا بها قبل التخرج من الجامعة.


1.تَطوع قدر استطاعتك


بعد سَبع سنوات كَمتطوعة أستطيع أن أُخبرك أن التطوع سيُعلمَك الكثير الكثير، بدايةً ستتعلم أنك شخص كافِ لا يَنقُصك شيء وانك ذو أثر و قيمة في المجتمع و في نفس الوقت أنك لستَ أفضل من أي شخص آخر و سوف يتلاشى كُل ما بداخلك من كِبر. ستتعلم أن ما تمتلكه هو أمانة وعليك أن تعيدها، سواء كان وقتك وطاقتك أوعِلمك أو حتى مالُك.


للتطوع مجالات عديدة يمكنك أن تجربها، أنا مثلا تطوعت في المجال الصحي، التكنولوجي، التعليم و العمل المجتمعي. و أظنُ أن أجمل ما في هذا كُله هو الصداقات و العلاقات التي تكونها مع أشخاص يشاركونك نفس الهدف.


2. خُض تجربة السفر


أظن أننا جميعاً كُنا نَحُلم بالسفر في أيام المدرسة و خصوصا بدون أولياء أمورنا و الآن حان موعد تحقيق الحُلم. الأمر ليس سَهلا والفرصة لن تأتي وَحدها لكنها تستحق بالتأكيد, إن تجربة السفر وحدك هي من التجارب التي سَتُحولك إلى شخص آخر، شخص أكثر وعياً و مسؤولية لأنك ستكون مسؤولاً عن نَفسك بالكامل من طعام وشراب، كيف ستصرف مالك و المكان الذي ستنام فيه. و برأيي تجربة السفر الحقيقية التي ستتعلم منها فعلاً هي التجربة التي تعيش فيها بين أهالي البلد الذي نزلت فيه تتعامل معهم و تأكل من أكلهم و تحاول ان تتعلم لغتهم.


ومن المهم أن تعرف أن السفر لا يحتاج دائما للمال، فهناك الكثير من فرص التبادل الثقافي و الفعاليات العالمية و المنظمات الغير ربحية التي توفر لك تجربة كاملة مدفوعة التكاليف.

عن نفسي لقد سافرت الى 3 بلدان لوحدي حتى هذه اللحظة و انوي أن أزور ثلاثة أخرى قبل ان اتخرج ان شاء الله.


3. تَدرب تدريب عملي في الشركات


أهم شيء يجب عليك أن تُجهز نفسك له في فترة الجامعة هو سوق العمل، والتدريب العملي يُعد خَير طريقة لفعل ذلك، لانه سيعلمك مهارات مثل التعامل مع المال و تقدير قيمته، الإلتزام بالوقت، مهارات التواصل داخل الشركة و أن تكون شخصا مسؤلاً لديك مهام ستحاسب عليها. غير أن هذه التجربة ستُمكنك منَ التعرف على المجالات المختلفة سواء ضمن تخصصك الجامعي او خارجه و ستساعدك على اكتشاف ميولك.


هناك العديد من المؤسسات التي توفر المساعدة في تحقيق هذا مثل مشروع درب الذي ساعدني و تدربت عن طريقه في مؤسسة لوياك و شركة ميلينيوم لتطبيقات الطاقة، و أؤكد لك ان هذه الخطوة مهمة جدا حتى على حساب الفصل الصيفي في الجامعة.


4.شارك بالمُسابقات المختلفة


المسابقات هي من الأشياء التي تدفعك لِتُخرج أفضل ما فيك, تجبرك على تطوير نفسك و إنجاز العمل، بغض النظر عن مجال المسابقة التي ستشارك فيها انا مُتأكدة أنها ستكون مفيدة لك و ستساعدك على اكتشاف قدراتك و إكتساب خبرة في التَعمل مع الضغوط و ستفتح لك العديد من الأبواب.


شخصيا، لقد شاركت في العديد من المسابقات منها مسابقات الرسم، رياضة التايكوندو، تصميم الروبوتات و اكثر ما يحوز على اهتمامي في فترة الجامعة هي المسابقات المتخصصة في ريادة الأعمال، و بعد محاولات عدة ومجهود كبير حصلت على لقب أفضل امرأة ريادية في الأردن لعام 2019.


كيف أستغل فترة الدراسة الجامعية الى ابعد حد؟90916105829640260




5. أحصل على دعم و مساعدة من الشركات


تظن أنك لا تمتلك المال و الخبرة الكافية لتحقيق أحلامك؟ فكر مجددا اذا، ودعني أخبرك أنني و على مر السنوات في الجامعة استطعت أن أحصل على دعم مادي من ثلاث شركات مختلفة لعدة مشاريع، لذلك أرى أن عليك الإستفادة من هذه الفرصة و استغلالها سواء لتحصل على الدعم المادي أواللوجستي. خصوصا ان الكثير من الشركات و المسابقات والمشاريع تخصص دعما للطلاب فقط.

الجواب دائما لا إذا لم تسأل


6. عليك أن تهتم بصحتك النفسية


في الكثير من الأحيان نهمل نحن الشباب صحتنا النفسية وننسى في ظل ضغوطات الحياة أنها مهمة جدا حتى أهم من الصحة الجسدية بنظري.

اعطي نفسك قدر من الراحة و نظم نومك، لا تكون أنت المُضحي بعلاقاتك مع من هم حولك و ابتعد دائما عن كل ما يؤذيك. وتذكر أن صحتك النفسية هي مسؤوليتك أنت وحدك ولا تجعلها في آخر قائمة الأولويات.


7. المواد الجامعية مهمة


أظن أن التحصيل الدراسي مثل الكثير من الأشياء في الحياة هو نتاج عمل الشخص، من يبذل المجهود الكافي سيحصل على ما يريد، لكن مهما كان المعدل الذي تسعى للحصول عليه، عليك أن تهتم في الحصول على العِلم و الإستفادة من المواد التي تَدرسها في تخصصك قدر المستطاع لأنها هي الأساس الذي ستبني مسيرتك المهنية عليه.


8. النصيحة الأهم: استمر في الحُلم


تأكد من أنك تَحلم دائما و الأهم أنك تسعى بجد لتحقيق هذه الأحلام. في اللحظة التي تخبر فيها نفسك أنه ليس لديك فرصة؛ أنت تطفأ نفسك بنفسك. لا تفعل ذلك و كن مضيئاً دائماً.



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

كلام جميل جدآ اشكرك على هاذه البداع
هاذا هوا النجاح

إقرأ المزيد من تدوينات شباب مُلهم

تدوينات ذات صلة