ينقسم الناس اليوم بين مصدق لما يسمى "قانون الجذب" ومن يعتبره دجل وخرافات

بالتعمق بالبحث في ثنايا "علم الجذب" ومحاولة معرفة الأساس الذي انبثق منه هذا الفكر، يبقى فضولي يبحث وينتقد ويفكر ويحلل لمحاولة معرفة واكتشاف ما مدى صحة هذه الأفكار؟


بداية هذا القانون ينص على أن مجريات حياتنا اليومية ما هي إلا نتيجة لأفكارنا، فأفكارنا قوية بما يكفي لتصنع مستقبلنا.

وأن الأفكار عبارة عن ترددات تخرج من العقل البشري وكل فكرة لها تردد ويمكن قياسها، وما نصدره للكوه يعود إلينا ويتحقق.


ما يُسمى ب"قانون الجذب" الذي عاد وتصدر مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا، ليس بفكر جديد بل يعود إلى الحضارات القديمة

فالفراعنة اعتقدوا بوجود هذا القانون واستعملوه في حياتهم اليومية كما استخدمه اليونانيون القدماء وعاد وتصدر المشهد أواسط القرن العشرين حين بدأ علم البرمجة اللغوية العصبية يشق طريقه إلى العالم وأصبح "فكرا" معترفا به.

وشخصيا، أفضل استخدام مصطلح "فكرة" أو "فرضية" بالإشارة لهذه المعرفة، فالعلم عادة يقوم على الدليل والتجربة الملموسة، والفرضيات القابلة للقياس والفحص، لكن تبقى هذه المعرفة روحانية فكرية فلسفية تعكس نظرة الإنسان لنفسه والحياة ولا دليل قطعي في النهاية، وغير قابلة للفحص والتدقيق والتجريب واستنتاج نتائج حقيقية منها.


كرأي شخص، إنها معرفة لطيفة، محفزة على تطوير الذات، والإيمان بالنفس وقوة العقل، وقادرة على تذكيرنا يوميا بما نريد تحقيقه.

نحن عبارة عن ترددات وطاقة وجزء من هذا الكون الكبير بالتأكيد، وانسجامنا مع محيطنا والكون ليس بخطأ أو ضرب من الجنون.

لكن لا تتحقق الأحلام وحدها، ولا الأهداف تصبح حقيقة من تلقاء نفسها، ولا الكون سيتقدم لنا إنجازات لمجرد إطلاقها سواء بالتفكير بها أو كتابتها.

لا بد من العمل واقتناص الفرص والاجتهاد والبحث عن الفرص وخلق الفرص أحيانا.

لا بد من التوازن بين الروحانيات والطاقة والعلوم الغيبية وبين السعي العملي والمهني لتحقيق ما نريده.

لا بد من الاستثمار بالنفس ماديا ومعنويا.

البحث والإيمان بالنجاح، السعي وطلب المساعدة والدعم من الكون وكل ما حولنا.

لا يجوز أن تتحول هذه المعرفة وسيلة لتعزيز الاتكالية والكسل والأحلام غير الواقعية.

قوة العقل تكمن بسعينا، شجاعتنا، واستعدادنا على التعلم والاستثمار والمخاطرة.

قوة العقل البشري فعلا قادرة على تحقيق المعجزات، لكن بالسعي وليس بالاتكالية وانتظار المعجزات.



ربا عياش

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات ربا عياش

تدوينات ذات صلة