يصادف اليوم ( الثاني عشر من أغسطس )، اليوم العالمي للشباب، وبنظرة سيريالية سريعة، أتينا لنسأل، كيف حال الشباب ؟
ما حال الشباب، في يوم الشباب ؟
يتغنى الجميع بالشباب، وتمكين الشباب، ودور الشباب ، وتضحية الشباب، وبين الشاب والشاب، الرأس قد شاب.
الشباب هم الفئة الأكثر توجها نحو المستقبل، وينظر اليه كفاعل إجتماعي له القدرة على التأثير في الحاضر والمستقبل ، إلا ان التحدي يكمن في البحث عن طاقاتهم وتوجيهها واستغلال إمكانياتهم ، ولكن كيف يمكن أن يعرف المرء شبابه وطاقته، إن كانت طاقاته مستهلكة في مكافحة أخطاء الآباء والأسلاف، وزيفهم؟ ألا يُقدّم الشباب إلا للتضحية؟ ماذا عن أحلام الشباب؟ أمُقدّرٌ أن يُنظر إليها دوماً كحماقات؟ أتظل مسكونة بالسعالي وحدها؟ا الأحلام هي براعم الخيال الأولى، ولها الحق في أن تعيش حياة طاهرة أيضا. اخنقوا أو شوهوا أحلام الشباب، حطِّموا المبدع، وحيث لا شباب حقيقي، فلا رجولة حقيقية…
في دولة يافعة مثل الأردن، تتجاوز نسبة الشباب فيها حاجز ال 60% من إجمالي السكان، وتخطت فيها عدد تكرار كلمة الشباب في المؤتمرات الرسمية، عدد الشباب أنفسهم، وبين وعود أجلة، وتضحية مستمرة ، وأحلام مسلوبة ، يقضي الشاب الأردني أيامه، فلن تجد تمثيلا نيابيا حقيقيا للشباب، ولا حقائب وزارية مسؤول عنها شاب، ولا مناصب عليا لشاب، ولا برامج تنموية حقيقية للشباب.
تستهلك طاقات الشباب بالبحث عن عمل أكثر من العمل نفسه، فقر وبطالة وتهميش واضح لدورهم في المجتمع، لا تمثيل حزبي ولا سياسي، قيود على حرية المجالس الطلابية في الجامعات وتهديد لمصيرهم الاكاديمي، تعليم وضيع ، مستوى دخل منخفض، وأحلام مبعثرة.
اليوم، كما هو الأمر بالأمس، لا يجد الشاب الذي يريد أن يعيش حياته الخاصة مكاناً يتوجه إليه، ومكاناً يحيا فيه شبابه، بل ينام ويستيقظ على حلم أن لا يذهب شبابه في رحلة الهروب من الجوع، أو الموت، فبين الشاب والشاب ، الرأس قد شاب.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات